«ومن العشق ماقتل».. حكاية معركة فسخ الخطوبة في كرداسة

الإثنين، 25 فبراير 2019 07:00 م
«ومن العشق ماقتل».. حكاية معركة فسخ الخطوبة في كرداسة
أرشيفية

من الطبيعي أن يصاحب نهاية قصص الحب بين العشيقين بآلام نفسية لهما، تختفي تدريجيا بمرور الوقت، وفي بعض الحالات قد تدفع تلك المشاعر أحدهما إلى الوقوع في مشكلات إذا ماحاول إثناء الطرف الثاني عن قراره بالانفصال، وفشل في تحقيق تلك الرغبة، ولكن مادار بين أرجاء مدينة كرداسة في الجيزة، لم يكن متوقع منذ بداية العلاقة التي جمعت «فارس» و «نسمة».
 
وصلت قصة الحب بين «فارس»، والفتاة إلى مرحلة الخطوبة بشكل رسمي، وبعد فترة، لم يوفقا إلى إتمام الزواج، فانتهت رحلتهما بالانفصال والعدول عن الخطبة، إلا أن الشاب لم يرضى بذلك القرار، وظل متمسكا بأن يستكمل مشواره مع الفتاة التي أحبها قلبه، وسعى إليها بكل ما أوتي من قوة، فكانت تلك بداية شرارة اشتعال الأزمة بين عائلتين من قلب الجيزة.
 
ظل «فارس» يطارد «نسمة» لأيام، محاولا إثنائها عن قرار فسخ الخطبة، والرجوع مرة ثانية إلى ماكانت عليه أمورهما، محاولا استمالتها إليه مرة خرى، لتحن إليه وتعود بعد الفراق، لكن دون جدوى، فقد انتهى الأمر بالنسبة إليها، حتى اصطدمت محاولاته بشقيق الفتاة فوقعت الكارثة.
 
ذات ليلة بداخل قرية كرداسة شمال الجيزة، خرجت الفتاة ذات الـ18 عاما، لقضاء حاجتها، وعند عودتها إلى المنزل فوجئت بخطيبها السابق يحاول إيقافها للتحدث معها، محاولا إجبارها على استقلال الـ«توك توك» معه، وأثناء رفضها ومحاولتها إبعاده عنها، كان شقيقها على الجانب الأخر مارا في طريقه إلى المنزل فشاهد ماتتعرض له شقيقته، ما دفعه إلى الهرولة إليها، وإبعاد خطيبها السابق عنها، وتعنيفه، ثم التوجه معها إلى حيث يقيمان.
 
وعقب معرفة والدة الفتاة بما تعرضت له على يد خطيبها السابق، توجه بصحبه ابنيه «رمضان»، و«أحمد»، إلى والد الشاب يشكون له فعله نجله، مطالبينه بتأديبه، وعدم تعرضه لها مرة أخرى، وخلال جلسة العتاب نشبت مشادة بين شقيق الفتاة «رمضان»، و«فارس»، انتهت بتدخل الوالدان للسيطرة على الموقف، ليعود والد الفتاة مرة أخرى إلى منزله بصحبه أبنائه، معتقدا أن الأزمة قد انتهت، وأن الشاب لن يتعرض لابنتهم مرة أخرى.
 
على الجانب الآخر، وداخل منزل «فارس» كانت الأمور تسير على عكس مايظنه الجميع، فالشاب لم يهدأ له بالا، راغبا في الانتقام من أهل خطيبته السابقة، والشيطان يسيطر على عقله، ويوسوس له، حتى قرر معاقبة أشقائها على تصديهم له، فجمع حشدا من أصدقائه وأقاربه، حاملين للعصى، والأسلحة البيضاء، و«الخرطوش»، وتوجهوا جميعا إلى منزل الفتاة، فحاصروه وحاولوا كسر باب المنزل، إلا أن أسرة الفتاة احتشدت خلفه، وتكتلوا لمنعهم من ذلك.
 
وفي أثناء تلك المعركة ظهر أحد أصدقاء «فارس»، حاملا سلاح ناري، وأطلق منه رصاصة على الباب الخشبي فأصاب «فريال» الشقيقة الصغرى لـ«بسمة»، لتسقط على الأرض غارقة في دمائها، وارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل، ليتمكن الجناة بعد ذلك من اقتحام المنزل، ليطلق الجاني عيارا ناريا أخر على «أحمد» شقيق الفتاة ليسقط هو الآخر غارقًا فى دمائه، بعدها فروا من مسرح الأحداث.
 
أنقذت العناية الإلهية «فريال» من موت محقق، فيما لفظ شقيقها «أحمد» أنفاسه متاثرًا بإصابته بالطلق الناري، ونجحت الأجهزة فى القبض على 7 من الجناة، واحالتهم للنيابة العامة التى باشرت التحقيقات، ووجهت لهم اتهامات هم ومتهم أخر هارب بالقتل، والشروع فى القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة، واستعراض القوة، واحالتهم لمحكمة الجنايات، فور انتهاء التحقيقات واكتمال أدلة الثبوت.
 
قضت محكمة جنايات الجيزة بمعاقبة كلًا من «فارس. ع»، 19 عاما، و «صابر. ص»، 36 عاما، بالسجن المؤبد، ومعاقبة كلًا من «محمد. ص»، 26 عاما، و «أشرف. ص»، 46 عاما،  و«بطل. أ»، 20 عاما، و «عبد الله. ص»، 27 عاما، و «عماد. ص»، بالحبس 15 عاما، فيما قضت بمعاقبة «وليد. أ»، 17 عاما، بالحبس 7 سنوات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة