بدأت بتصدير الكلاب وانتهت بجولة بالمدارس يوم الجمعه.. نوادر المحافظين مسلسل مستمر
الأحد، 24 فبراير 2019 06:00 م
تفرض الوظائف العامة، وخاصة التنفيذية منها، على صاحبها أو من يتولى مسئوليتها، أن يتعامل مع كافة المواطنين، على اختلاف أعمارهم ومشاربهم وثقافتهم وتعليمهم ومستوياتهم الاجتماعية، بطول البال والصبر والاستماع بإنصات لهم، وعدم التسرع فى الإجابة عليهم أو تسفيه مايقولونه أو السخرية منهم أو ممايقولون أو مما يبدون من وجهات نظر بشأن قضاياهم، كما تفرض الوظيفة التنفيذية على صاحبها، التعامل مع الناس بفطنة وكياسة وذكاء ومرونة.
اللواء أحمد الهياتمى محافظ السويس
الأموات لا يحتاجون إلى النور
تكررت المواقف والتصرفات والكلمات المُحرِجة، من الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، على الرغم من أنه كان طالباً متفوقاً فى دراسته، وحصل على بكالوريس الهندسة من جامعة أسيوط، بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، ثم مدرساً ثم أستاذاً جامعياً، كما تولى العديد من المناصب القيادية كان منها، رئيس قسم الهندسة المدنية بجامعة قناة السويس عام 2008م، ثم أستاذ خواص ومقاومة المواد بكلية الهندسة ببورسعيد عام 1999م، وبعدها أستاذ مساعد بكلية الهندسة ببورسعيد من عام 1994 حتى 1999م، وطالب دكتوراه بجامعة هيروشيما باليابان من عام 1986 حتى عام 1990م، وكذلك نائب رئيس جامعة السويس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأستاذ خواص ومقاومة المواد بكلية الهندسة بالإسماعيلية، كما وصلت عدد أبحاثه لحوالى 55 بحثاً فى مجال صناعة الخرسانة والخرسانات الخاصة، ومع كل هذه الشهادات والخبرات والأبحاث، كانت ردوده ومواقفه مع المواطنين، تؤكد أن الذكاء الاجتماعى لدى شاروبيم، يختلف عن التحصيل الدراسى، حيث سخر من مطلب أحد الأهالى، خلال افتتاحه لمحطة الصرف الصحي الجديدة بقرية "الشعالة"مركز السنبلاوين، عندما التف حوله حشد من سكان القرية مطالبين برصف مدخل القرية، بينما نادى أحدهم على المحافظ قائلاً:"يا سيادة المحافظ عايزين ننور المقابر"، فرد عليه المحافظ بابتسامة قائلا:"هما الأموات كانوا اشتكوا لك".
الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية
مطلب مشروع
بهذه الكلمات كان رد المحافظ على مواطن يشتكي، من عدم توافر خدمة معينة، حتى ولو كانت إنارة المقابر، التى هى حق أصيل للأحياء، خلال اضطرارهم إلى دفن موتاهم ليلاً، وهو ماتقوم به المحافظات ووزارة الكهرباء، مع قطاع كهربة الريف بالفعل، غير أن محافظ الدقهلية لم يتوقف عند ذلك، بل تكرر منه موقف آخر، تسبب فى حرج للأهالى نتيجة ردود فعله الغريبة، عندما طلب منه أحد أهالي شربين تحديد موعد لافتتاح الموقف الجديد، الذى تم إنشاؤه في مدخل المدينة، فكان رده عليهم:"افتحوه انتوا بقى واشتغلوا، مش محتاجين المحافظ"، وقد جرى ذلك خلال افتتاحه مدرستين جديدتين فى مركز شربين.
كان يمكن أن نعتبر هذه الردود عفوية أو تلقائية أو تسرّع من المحافظ، فى الرد على مطالب المواطنين، غير أن ماحدث من شاروبيم يوم الجمعه الماضى، لايمكن السكوت عليه أو تبريره، فكل مصر تعلم علم اليقين، أن يوم الجمعه هوعُطلة رسمية، وأجازة فى مدارس الجمهورية، بل أجازة فى كل مدارس الوطن العربى، غير أن شاروبيم كان له رأىٌ آخر، حيث قرر زيارة مدرسة الشهيد محمد أحمد سرحان، للتعليم الأساسي بقرية كوم الدربي، التابعة لمركز المنصورة، على الرغم من عدم وجود دراسة بها، وكانت هذه الزيارة قد دفعت إدارة المدرسة لإحضار عدد من التلاميذ، للترحيب بزيارة المحافظ ووقف التلاميذ يرتدون الزّي المدرسى ويرفعون علم مصر، أثناء دخول المحافظ لتفقد التوسعات الجديدة بالمدرسة.
محافظ القليوبية اللواء عمرو عبد المنعم
هتمسك السلك عريان
وقد تكررت نوادر المحافظين مع المواطنين عموماً، وأيضا مع الموظفين داخل حدود المحافظة، وهو ماحدث من اللواء عمرو عبد المنعم، محافظ القليوبية، والذى كان قد قرر نقل عبد الناصر حسين، مشرف نظافة بحي شرق شبرا الخيمة، إلى ديوان عام محافظة القليوبية ببنها، عقاباً له على نشره العديد من السلبيات، وأوجه القصور بحي شرق شبرا الخيمة، وقال الموظف وقتها، إن المحافظ طلب مقابلته بديوان مجلس شبرا الخيمة، وبعد انتظار استمر لأكثر من 4 ساعات، فوجئ بتهديد المحافظ له بنقله وفصله من العمل بسبب فضحه للمقصرين بالحي، وأكد عبد الناصر حسين وقتها، أن المحافظ قال له نصاً"مش انت عامل فيها بطل على صفحات الفيسبوك، طيب أنا هاقطعلك إيدك"وبسؤال المحافظ له عن مؤهله، أجاب بأنه حاصل على دبلوم المدارس الصناعية قسم كهرباء، فرد عليه المحافظ :"طيب أنا هاجيبك عندي المحافظة وهامسّكك السلك عريان"، وفعلاً تم نقل الموظف، وبدلًا من أن يفتح المحافظ تحقيقاً فيما نشره، ومحاسبة المقصرين، فى حالة ثبوت وصحة كلامه أو محاسبته إذا كان كلامه غير صحيحٍ، قام بنقله وتهديده.
اليمين الدستورية في البحيرة
فى البحيرة، كانت المهندسة نادية عبده، المحافظ السابق، قد اتبعت تقليداً غريباً وجديداً، ولا يوجد له أصلٌ باللوائح ولا القوانين، وكان يتمثل في إقامة مراسم لأداء اليمين الدستورية، لاثنين من الموظفين الذين تم تعيينهما بوظيفتين قياديتين وقتها، وقد أدى الموظفين اليمين أمام المحافظ في مكتبها، وجاءت المراسم أشبه بالمراسم التى يتم تطبيقها في حلف اليمين للوزراء الجدد، حيث وقفت المحافظ، وعلى بعد متر ونصف تقريباً منها، وقف الموظف يتلو القسم من ورقة في يده، بينما اصطف 3 من كبار موظفي الديوان على الجانب شهوداً على أداء اليمين.