لعنة السيتي تحل على الفرق اللندنية.. هل يستمر أرسنال وتشيلسي في السقوط؟
السبت، 23 فبراير 2019 07:00 مكتبت منة خالد
كانت النتائج تختلف تمامًا في ملاعب ستامفورد والإمارات بهولوواي شمال لندن حال العودة لأربعة سنوات من الآن، فالفريقين اللندنيين تشيلسي وأرسنال كانا الأكثر تصميما على المنافسة، حتى لو لم تُكلّل محاولاتهم بالتتويج باللقب دوري كان أو ماراثون أبطال أوروبا السنوي، بينما فعلها "البلوز" موسم 2016-17 وقت تتويج الفريق بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة السادسة في تاريخه، ليلقى تراجعا ملحوظا في مستواه خلال آخر عامين، وهما نفس العامين اللذين شهدا بزوخ نجم بيب جوارديولا مع ناديه الإنجليزي مانشستر سيتي، وكيف حلّق المدرب الإسباني بالفريق ليكون بطلا للدوري الموسم الماضي، والمتصدر للبطولة في جولتها ال27 خلال الموسم الجاري.
غوارديولا
أما أرسنال، بدأ يترنح في الدورى الإنجليزي، بات لا ينافس علي اللقب، فالموسم قبل الماضي كان هو الكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم يتأهل الفريق لدوري الأبطال بعد انتهاء الموسم، وحل في المركز الخامس. لم يعد الفريق يقدم المتعة التي اعتدناها منه، ظهر فينجر كالمشلول وقتها لا يحرك ساكنًا، ولم يعد من الصعب على أي نادِ إنجليزي أو أوروبي هزيمته.
كانت هذه السنة هي إعلان موت متعة أرسنال الكروية، وموت فينجر على المستوى الفني، في ظل إدارة لا يهمها سوى المال والاستثمارات. حتى حل عام 2011 واشترى الملياردير الأمريكي ستان كرونكي الحصة الأكبر في النادي في صفقة قدرت بمليار و 195 مليون دولار أمريكي. وكان كرونكي مهووس بالإستثمار في الرياضة وخصوصًا الأندية الرياضية حتى توسّم جماهير النادي فوزا تيقنا منهم في صرف المليارات وسداد ديون النادي، لكن ما حدث العكس تماما، حيث اتبع فينجر سياسة التقشف وعقد شراء اوزيل وسانشيز في 2013 سعيا منه في بناء فريق قوي جديد، لكن دون مبالغة يمكننا القول أن أرسنال قد ضل طريقه في الوقت الذي بدأت فيه فرق أخرى في الصعود مثل مان سيتي.
فريق الأرسنال
في الموسم الحالي، لم تختلف أجوائه كثيرا عن سابقه رغم تعاقد النادي مع مدرب جديد أوناي إيمري، بات أرسنال يقدم كرة مملة، وأصبح الفريق مهترئا، فلا هو قادر على فرض شخصيته على الأندية المتوسطة والضعيفة، ولا هو قادر على مقارعة الفرق الكبار لنراه مثل ذاك الفريق العظيم الذي قدم كرة اللا هزيمة قبل 14 عام من الآن.
هنا نتوقف لحظات قبل 14 عاما من الآن.. قبل أن تذهب كرة أرسنال الممتعة مع جيل اللا هزيمة وجيل 2006، ذهبت مع هنري وبيريز وفييرا وكامبل وليونبرج. الجيل الذي أحببنا فيه سرعة هنري ومهارة بيريز وصلابة فييرا وحماس كامبل وروعة تصديات سيمان وعبقرية آرسين فينجر في تقديم كرة لا تشبه سوى كرة أياكس في السبعينيات.
ورغم نتائجه العادية خلال الموسم الحالي، وهبوطه للترتيب الخامس، إلا أنه صار اليوم فريق يشبه فرق الصف الثاني في أوروبا، ولم يعد هناك ما يجذب اللاعبين ليوقعوا للنادي، حتى يتخلص من فساد ادارته والعزم على عقد صفقات حقيقية تقوّم سير النادي من جديد.
تشيلسي و"ساري" وخسارة مُذلة
لاشك أن تشيلسي رغم تراجع مستواه بعد حصوله على لقب الدوري قبل موسمين، إلا أننا نحب هذا الفريق وطريقة تقديمه لكرة القدم ونتابعه بشغف ومتعة سواء فاز أم خسر، في كل الأحوال ستشاهد مباراة تشبه مبارزة السيوف وستتفاجأ بالنتيجة حتما.
قبل بدء الموسم الجاري، تعاقد إدارة البلوز مع المدرب ماوريسيو سارى خلفا لمواطنه الإيطالي انطونيو كونتي.. قرر "ساري" تغيير عقلية الفريق الأزرق لأول مرة من الدفاعية البحتة التى كان يتبعها المدرب الإيطالى أنطونيو كونتى ومن قبله البرتغالى جوزيه مورينيو، إلى الهجومية الشاملة مثلما فعل الإسبانى بيب جواردويولا مع مان سيتى، ومثلما كان يفعل سارى نفسه مع نابولى الإيطالى قبل انتقاله لتدريب الفريق الأزرق.
كانت المشكلة الحقيقية تكمن في تحويل عقلية وأماكن اللاعبين في الملعب التي طالما اعتادوا عليها كان من صعب تغييرها، إذ وجد اللاعبون صعوبة في تحويلهم لتكتيك مختلف بعد قضاء مواسم عديدة على تكتيك آخر على يد مورينيو وكونتي خلال الفترة الأخيرة، حتى أتت النتائج بما لا يشتهي ساري ولاعبيه.
وخاض ساري مع تشيلسي 42 مباراة فاز في 27 وتعادل في 6 وخسر في 9 وهو الآن يقع تحت ضغط كبير بسبب النتائج السلبية الأخيرة لتشيلسي الذي تلقى خسارة مذلة في الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي أمام مانشستر سيتي بنتيجة 6 - صفر في مباراة كارثية للفريق الأزرق، ليودع بعدها بأيام كأس الاتحاد الإنجليزي بالخسارة في ملعبه بهدفين أمام مانشستر يونايتد.
أصبح مستقبل ساري على المحك رغم تأهله إلى دور الـ16 في الدوري الأوروبي، وربما تحدد نتيجة مواجهة مانشستر سيتي في نهائي كأس رابطة المحترفين موقفه بشكل كبير، أما الدوري هبط الفريق للدور السادس تحت الأربعة الكبار الذي كان يوما منهم.
"ساري" يقارن وضع ناديه مع أرسنال .. هل ستَخلي إدارة النادي العقد معه؟
يبدو أن إدارة النادي الأزرق ترغب في إخلاء تعاقدها مع ساري إثر الهزائم الأخيرة المتتالية للفريق، وذكرت الصحف البريطانية إن تشيلسي في يفكر في استدعاء ستيف هولاند مدرب المنتخب الإنجليزي- الرجل الذي عمل مساعدا لجوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي في تشيلسي قبل موسمين- حال قرر إقالة ماوريسيو ساري.
هولاند ليس الاسم الوحيد الذي تحدثت عنه الصحافة البريطانية إذ ذكرت تقارير سابقة أن زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق وفرانك لامبارد أسطورة النادي ومدرب ديربي كاونتي أيضا ضمن خيارات تدريب النادي.
وقال "ساري" في تصريحات عقب مباراته الأخيرة مقارنا وضعه مع أرسنال: "أسمع الكثير من الإشادات بشأن موسم أرسنال وكأنّه أفضل منا، ولكنهم لم يصلوا لنهائي كأس الرابطة بيد أنّهم يمتلكون ذات الرصيد من النقاط في الدوري الإنجليزي ووصلوا إلى دور الـ 16 من اليوربا ليج .. لا أفهم لماذا يتصرف البعض وكأن موسمنا سيء للغاية وأرسنال مبهر وهذا أمر غير حقيقي، نمر بفترات صعود وهبوط ولكن الفريق في حالة أفضل ونظرًا لأنّه أول مواسمي فنحن في فترة جيدة. لا تطلب مني أن أتولى فريق حقق المركز الخامس الموسم الماضي وأحقق به البطولة".
وضع أرسنال وتشيلسي نتائجهما المحلية المتواضعة خلف ظهرهما وتأهلا إلى دور ال 16 في الدوري الأوروبي، إذ فاز أرسنال 3-صفر على باتي بوريسوف ليعوض هزيمته 1-صفر ذهابا أمام بطل روسيا البيضاء.. أما تشيلسي خفف الضغط على مدربه "ساري" بتغلبه 3 -صفر على ضيفه مالمو و 5-1 في النتيجة الإجمالية على منافسه السويدي ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي ببطولة الدوري الأوروبي ويستعد لمواجهة سيتي في نهائي كأس الرابطة يوم الأحد.
تشيلسي يواجه أزمة شراء لاعبين جدد ويدخل في صراع مع الفيفا
في أخر أزمات تعرض لها فريق تشيلسي، فرضت فيها الفيفا غرامة على النادي اللندني بقيمة 600 ألف فرنك سويسري- أي 600 ألف دولار أمريكي- ومنعه من إجراء تعاقدات لفترتين، لخرقه قواعد انتقالات القُصّر، وأعطى الفيفا فرصة تنظيم أوضاع اللاعبين القصر المعنيين في غضون 90 يومًا.. إذ تعاقد تشيلسي مع لاعبين أجانب دون 18 سنة على غرار مهاجمه السابق البوركينابي برتران تراوري، لاعب ليون الفرنسي حاليا، وهو ما استشد به ساري بعد القرار واستئناف حكم الفيفا.
رحيل ساري من تشيلسي أصبح مبهم فرغم الحديث عن مدربين جُدد للنادي، أمثال هولاند وزيدان، إلا أن ساري الذي يمتد تعاقده مع الفريق حتى صيف 2021، يؤكد استمراريته ويتهرب في الحديث عن وجوده أو رحيله عن النادي. في الوقت الذي يرتب فيه بيب غوارديولا أوراقه لحصد واحدة من أهم بطولتي الموسم الدوري الانجليزي ودوري أبطال أوروبا بعد تصدره الترتيب.