- سامية الساعاتى: كثير من الملحدين سطحيون وغير ملمين بأمور دينهم
- هاشم بحرى: دعوات الإلحاد والشذوذ ممولة من الخارج عن طريق استغلال الشباب والمراهقين
- سهام حسن: الطبيعة البشرية تميل للإيمان بالله
إعلان غريب فاجأ به شادى سرور صاحب أشهر الفيديوهات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى، متابعيه بإعلانه الخروج من الإسلام، حيث قال فى بيانه «مش بخرج من البيت بقالى شهور، عايش فى سجن، سبت الإسلام بسبب العنصرية والجحود فى قلوب الناس، خسرت كل الناس اللى فى يوم حبيتهم وأصبحت وحيدا»، حيث انقسم المتابعون لهذا الإعلان ما بين مستغرب ومتعاطف ومستنكر ومستجهن لسلوك «سرور»، حتى أن البعض اتهمه بأنه مهتز نفسيا ويحاول البحث عن الشهرة وزيادة عدد المتابعين لفيديوهاته كوسيلة لزيادة الربح، وثمة فريق آخر تعاطف معه وطالب بدراسة حالته.
بيان «سرور» فتح الباب حول معنى الإلحاد وأسبابه، والذى دائما ما يبدأ بالبعد عن الله مثلما فعل «سرور» وإخوته، حيث اعتاد فى الفترة الأخيرة السفر إلى الخارج، ونشر صور له مع فتيات، حتى حدث له اهتزاز نفسى وضل طريقه ليقول أنا «ملحد»، وهو ما أكدت عليه الدكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، التى قالت: إن كثيرا من الشباب يهوى الظهور وتقليد كل ما هو غريب وجديد، وفى حالة المدون شادى سرور فهو شاب يحب الفرقعة والظهور وتأثر بالثقافة الغربية وحاول مجاراتها بنشر صور له مع بعض الفتيات، ولأن لديه استعدادا ومهتز نفسيا وهو ما كشف عنه الفيديو الأخير، فقد حاول تقليد الآخر دون وعى، وصاحب هذه الحالة كثير من الندم وتعب الضمير، وهو ما جعله يبكى.
وعن أسباب الإلحاد بشكل عام، أضافت «الساعاتى» أن أى إنسان من حقه أن يفكر ويبحث عن إجابة لأسئلته، وهذه الإجابات تحتاج أن يكون الشخص على علم ودارية وثقافة، لذلك فإن كثيرا من الملحدين سطحيون وغير ملمين بأمور دينهم، وعندما يفشلون فى التوصل للحقائق يلجأون للإلحاد، كنوع من الاختلاف والتغيير، وقد انتشرت هذه الظاهرة بين المراهقين المتأثرين بالحضارة الغربية.
ونوهت «الساعاتى» إلى خروج بعض حركات الإلحاد فى المجتمع المصرى فى الآونة الاخيرة وإبان حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث ظهرت حركة تسمى نفسها «الإلحاد هو الحل» على غرار شعار الإخوان «الإسلام هو الحل»، وتقوم هذه الحركة على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى بنشر الفكر الإلحادى والتشكيك فى وجود الله ويوم القيامة والحساب.
أما الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، فأكد أن هذه الدعوات تظهر كلما مر المجتمع بأزمة سياسية أو اقتصادية، وهى دعوات مستوردة ومدسوسة على المجتمع المصرى، حيث اعتاد المجتمع خروج مجموعة من الشباب المراهقين على فترات متباعدة بنشر فكر غريب على المجتمع المصرى كالشذوذ والإلحاد.
وأضاف «بحرى» أن معظم هذه الدعوات ممولة ومدفوعة الأجر حتى يتم نشر هذه الأفكار داخل المجتمع المصرى، وجميع الشباب الذين يروجون لها يبحثون عن الشهرة والأموال.
وأشار إلى أنه بعيدا عن إلحاد «الشو الإعلامى» الحديث، هناك بعض العلماء والباحثين والفلاسفة الذين أعلنوا إلحادهم ثم عادوا لله، ومنهم الدكتور مصطفى محمود الذى سطر تجربته فى كتابى «رحلتى من الشك للإيمان» و«حوار مع صديقى الملحد»، وجاء فى بداية الكتاب: صديقى رجل يحب الجدل ويهوى الكلام، وهو يعتقد أننا نحن المؤمنين السذج نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين، وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها، وصديقى بهذه المناسبة تخرج من فرنسا وحصل على شهادة دكتوراه وعاش مع «الهيبيز» وأصبح ينكر كل شىء.
وأضاف «بحرى» من أهم أسباب عدم نجاح الفكر الإلحادى والعلمانى فى اختراق المجتمع الإسلامى، ظهور الحركات الإسلامية التجديدية والتى حاول أصحابها إعادة إحياء الروح الإسلامية بين المسلمين بعد قرون من الانحطاط، فمن أفغانستان ظهر جمال الدين الأفغانى (1838 - 1887)، وفى مصر ظهر محمد عبده (1849 - 1905)، وفى الهند ظهر محمد إقبال (1877 - 1938).
كما شهد القرن العشرين صراعا فكريا بين الفكر الإسلامى وأفكارا أخرى مثل الشيوعية والقومية العربية، وعانى فيه الإسلاميون من القمع السياسى الشديد، ومن الملاحظ أن الشيوعيين والقوميين لم يجعلوا من الإلحاد مرتكزا، فكانت هناك ظاهرة غريبة بين بعض الشيوعيين، حيث كان البعض منهم يتشبث بالإسلام كعقيدة دينية إلى جانب اقتناعه بالشيوعية كمذهب اقتصادى.
مزاعم الملحدين حول راحتهم النفسية رد عليها علماء نفسيون بتأكيدهم أن: «الملحد هو شخص لديه اضطرابات ويعانى من الحزن والاكتئاب والضياع، بسبب خبرات حياتية مر بها فى حياته أدت بدورها لتشكيل التاريخ المرضى لحالته، معظمهم يعانى من الهيستريا والهوس وبعدها شخصية انشقاقية تعانى من الفصام، ومن صفات شخصية الملحد أنه يحب أن تحترم رأيه، وتستمع له فى حين أنه لا يحترم، بل لا يريد سماع وجهة نظرك، ويتهمك بالجهل، ويتشكك فى كل شىء نتيجة ضعف الإيمان وعدم رسوخ العقيدة بداخله».
ووفق الدكتورة سهام حسن، الأخصائية النفسية، فى تصريحات لها قالت: «طبيعة البشر يميلون للإيمان والبحث عن الله فى كل ما يفعلون منذ بدء الخليقة».