خليك في حالك

السبت، 23 فبراير 2019 10:31 ص
خليك في حالك
شيرين سيف الدين تكتب:

مناخير حضرتك دي ؟
أيوه !
 
تصدق شكلها أحلى كتير وهي في وشك أكتر منها وهي في شؤون غيرك ، فياريت تخليك في حالك .
 
الخصوصية في مجتمعنا أصبحت شبه معدومة وقد جاءت مقولة ( كل الناس بتتدخل في حياة كل الناس بشكل يضايق كل الناس )  في أحد الأفلام السينمائية لتعبر عن الحقيقة المؤسفة للمجتمع والتي تحولت من مجرد التدخل إلى السخرية والتحقير من الغير والتنابز بالألقاب أو كما يطلق عليه الآن ( التنمر ). 
 
وإذا كنا جميعا نشكو من مشكلة التنمر ونرفضها فعلينا أن نبدأ أولا بتهذيب أنفسنا والتوقف عن التدخل في شؤون الآخرين والتركيز مع حياتهم وتحركاتهم وتصرفاتهم وأشكالهم ، فالتنمر يبدأ غالبا بمتابعة الطفل لتدخل أهله في حياة الغير والسير على نفس النهج بالتبعية ، فمهما تحدثنا مع الطفل عن المثاليات لن تترسخ بداخله إلا إن رآها في تصرفاتنا فالإبن عادة مرآة أبويه  .
 
 للأسف يعطي البعض أنفسهم الحق في التدخل بشكل سخيف في شؤون غيرهم ،  فتجد سؤالا سخيفا لإحداهن بلماذا لم تتزوجي حتى الآن ؟ أو من أين جاءت ابنتك بالشعر المجعد؟ وغيرها من الأسئلة والتلميحات المؤذية التي تعد شكلا من أشكال التنمر والاستهزاء من اختيارات وظروف البعض بغير وجه حق ،  مع أن الأولى للإنسان أن يركز مع نفسه وحياته وأن يصلح من عيوبه الشخصية  .
 
في الحقيقة إن أهم ما نحتاج إليه هو العودة للمبادئ الإنسانية والرفق بالآخر وهو ما أمرنا به الله ،  فإن كانت قضية التنمر ظهرت مؤخرا للنور بشكل قوي واستحوذت على حيز كبير من تفكير واهتمام علماء النفس والاجتماع فإن الله سبحانه وتعالى قد نهانا عنه منذ زمن بعيد وأمرنا في كتابه الكريم بعدم التنابز بالألقاب والسخرية من الغير في قوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فالأمر في أصله محرم شرعا ومذكور بشكل شديد الوضوح في القرآن الكريم .
 
في اعتقادي أن الإصلاح لن يأتي إلا من خلال الأسرة التي يقع على عاتقها تربية أبنائها والاهتمام بتعديل سلوكهم ولن يستطيع الأهل تربية الطفل تربية سليمة دون أن يصبحوا هم أنفسهم قدوة حسنة ، مع ضرورة التركيز على المفاهيم الدينية والسلوكية منذ السن الصغيرة للأبناء وشرح قُبح مثل هذا التصرف والتأكيد على أن الله الذي ينعم علينا بنعمه ينهانا عن التنابز والسخرية والتحقير من شأن الآخرين وإيذائهم البدني أو النفسي ، وأن  علينا عند رؤية عيوب الغير أن نحمد الله الذي عافانا من مثل هذا العيب وألا نُشعِر الآخر بأنه مختلف وملفت للنظر كي لا يبتلينا الله بأكثر من عيبه وحينها لن نتحمل الأذى النفسي إن تنمر علينا أحد .
وفي المقابل فعلى الأهل أيضا مساعدة أبنائهم على مواجهة المتنمرين وعدم التأثر بهم ، وعلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقبلها كما هي ، كما أن عليهم احترام أبنائهم واحتواؤهم والاستماع لمشكلاتهم النفسية وتفهمها ومشاركتهم في إيجاد الحلول والتفكير الإيجابي حتى لا يستطيع أحد كسرهم أو هزيمتهم .
وفي نهاية الأمر نحتاج أن نرحم بعضنا البعض وأن نغرس في نفوس أبنائنا حب التراحم والذوقيات في التعامل كي نحيا في مجتمع سوي يعمه الخير .

 

تعليقات (4)
مطلوب عقوبات
بواسطة: Omneya
بتاريخ: السبت، 23 فبراير 2019 11:13 ص

نفسى المدارس تعاقب كل طفل متنمر هو و اهله الموضوع تفشى بشكل كبير جدا

ضروري جدا
بواسطة: هديل
بتاريخ: السبت، 23 فبراير 2019 02:37 م

من اقوى واسلس المقالات والمجتمع محتاج النوعية دي بكثرة لعل الناس تستوعب

يسلم القلم
بواسطة: كرمة
بتاريخ: السبت، 23 فبراير 2019 02:39 م

يسلم القلم المهتم بالمجتمع وبيرشد بهدوووووء وبدون كلكعة

موضوع مهم جدا
بواسطة: Adel
بتاريخ: السبت، 23 فبراير 2019 03:00 م

ياريت كل الناس تقرا الكلام ده وتتقي الله في بعضها وتبطل تحشر نفسها في اللي ما يخصهاش

اضف تعليق