لماذا تخشى إيران زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان؟
الجمعة، 22 فبراير 2019 04:00 م
ألقت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة الباكستانية «إسلام أباد»، بتباعتها على إيران، جارة إسلام آباد، وهو ما بدا واضحا في تصريحات مسؤولين إيرانيين، تعليقا على الزيارة.
الخارجية الإيرانية، اعتبرت الزيارة خطر على مصالحها وعلاقاتها بباكستان، بهرام قاسمى المتحدث باسم الوزارة: «على إسلام أباد أن تنتبه لمخططات البعض التى تسعى للتأثير على العلاقات الباكستانية الإيرانية»، ما يشير إلى مدى تخوف طهران من تأثير هذه الزيارة على علاقتها بجارتها.
وبالغت طهران في مخاوفها من الزيارة، حيث ربطتها بحادث زاهدان، الذى وقع فى بلدة ملاصقة للحدود الجنوبية الشرقية مع باكستان، حيث فجر فيه انتحارى حافلة تضم عناصر للحرس الثورى قتل نحو 27 عنصرا، واتهم الحرس الثورى باكستان بإيواء إرهابيين.
وقال محمد على جعفرى، قائد الحرس الثوري: «ستدفع ثمناً باهظاً بسبب مزاعم عن إيوائها منفذى التفجير الذى وقع قرب الحدود معها، وصل الأمر إلى التهديد بالتدخل العسكرى، على نحو ما أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقرى، أن بلاده ستتدخل على الفور فيما لو استمر وجود الإرهابيين فى باكستان».
وجهت طهران أيضًا الاتهامات للمعارضة داخل إقليم سيستان وبلوشستان، وهدد ممثل المرشد الأعلى في الحرس الثورى، عبد الله حاجى صادقى، بالانتقام ممن وصفهم بالإرهابيين والمعارضين للنظام فى هذا الإقليم على خلفية حادث زاهدان- بحسب وكالة إيرنا: «الانتقام من العناصر الإرهابية فى خاش سيتم فى الوقت المناسب، نحن اعتزمنا قتل 10 إرهابيين أمام كل قتيل من الحرس الثورى».
ولم يشير صادقى إلى مزيد من تفاصيل الانتقام، غير أن إيران تعتبر جماعة «جيش العدل» السنة إرهابية والتى نفذت الهجوم. وتقول جيش العدل أنها تدافع عن حقوق أهل السنة فى سيستان وبلوشستان.
ونظرت طهران للزيارة التي استغرقت يومين لولي العهد السعودي، وكأنها تطويق لها من الجهة الشرقية، وظهر واضحا فى آلة طهران الاعلامية، صحيفة «ابتكار» الإصلاحية نشرت على صدر صفحتها صورة لولي العهد السعودي في باكستان، وكتبت عليها «حل لغزل تحركات باكستان المشبوهة»، وقالت إن باكستان تستغل القوى المتطرفة على حدودها في تحريك سياستها الخارجية، متهمة القوى السياسية النافذة في باكستان بتلقي مساعدات مالية واقتصادية من المملكة، وهو أمر ترفضه إسلام أباد.
وحالت إسلام آباد تهدئة الأمور مع طهران، وقال وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قريشى، إن «بلاده مستعدة لتنفيذ أية عملية ضد أى مجموعة تهدد أمن بلد جار لها ولن نسمح أبدا بخلق مشاكل لها، ولا ننوى أن نكون عاملا مقلقا لها»، مضيفًا أن بلاده تعتبر نفسها مكلفة بصون أمن دول الجوار، ولن تسمح باستخدام أراضيها لضرب استقرار باقى الدول.
في السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية والقانون بالجامعة الروسية للعلوم الإنسانية، غريغورى كوساتش، لصحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية، إن باكستان يلعب موقعا استراتيجيًا، ذلك أن الحديث يدور عن أهمية باكستان للسعودية فى مواجهة الكتلتين، الإيرانية القطرية والقطرية التركية، ضد المملكة، وأنه يمكن لباكستان أن تلعب دوراً مهماً فى أن تصبح ثقلاً موازياً، على سبيل المثال، لإيران. فقد تروّى الزعيم الحالى لباكستان بعد انتخابه، وبدا كأن هناك خطرا فى أن تصبح علاقاته مع إيران وتركيا أكثر متانة من علاقاته بالمملكة العربية السعودية. وانتهى كوساتش إلى أن هذه الجولة تأتى فى إطار تنويع الاتصالات الخارجية السعودية.