مرصد الإفتاء يعلق على تفجير الدرب الأحمر: نتاج تحريض «الإخوان» ودعايتهم السوداء
الخميس، 21 فبراير 2019 05:00 صكتبت منال القاضي
دراسة بمرصد الافتاء: قيادات تنظيم القاعدة و داعش من طبقات متوسطة
43.3% من العناصر التابعة للتنظيم حاصلون على شهادات ثانوية، و45.2% من حاملي الشهادات الجامعية، و13.5%
المفتي: الإسلام أول من أرسى مبادئ العدالة الاجتماعية
تلعب دار الافتاء، دورا هاما فى كشف وفضح تنظيم داعش والقاعدة فى تطورهم ،جذب الشباب فى سن مبكر للانضمام لصفوفهم، بعيدًا عن ما يقوم به الإخوان فر استغلال الفقراء.
وكشفت تقارير المرصد الافتاء بأن واغلب قيادات تنظيم القاعدة وداعش من اسره متوسطه واغنياء ،ولكن تلك التنظيمات تلعب دور كبير فى إقناع المنتمين لها بمفاهيم الجهاد والحاكية والدوافع الاسلامية بفتاوى شاذة.
وفى ذات السياق، أكَّد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الإسلام أول من أرسى القواعد والأحكام والمبادئ التي تنظِّم العلاقاتِ بين الفرد والمجتمع، وكان من أهمها مبادئ العدالة الاجتماعية التي اقترن ميلادها بميلاد شريعة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، بما تحمله من معانٍ وقيم سامية للجميع، مسلمين كانوا أم غير مسلمين، حتى ينعم المجتمع كله بالعدل والسلام والمحبة والإخاء.
وقال مفتي الجمهورية في كلمته اليوم الأربعاء، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، الموافق للعشرين من فبراير من كل عام: إن العدالة الاجتماعية بمثابة مؤشر عالمي يوضِّح مدى التعايش السلمي داخل الدول حيث يتحقق في ظله الازدهار والتنمية، وقد حرصت مصر على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وحددت مسارًا تنمويًّا لها وفق سياسة حكيمة، في الوقت الذي تحارب فيه الدولة الإرهاب نيابةً عن العالم فكريًّا وعسكريًّا.
وأضاف مفتي الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع على رأس أولوياته تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين بمختلف مناحيها الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، وذلك ظهر جليًّا في العديد من المبادرات التي أطلقها الرئيس السيسي في مختلف المجالات، والتي تستهدف بالأساس توفير حياة كريمة للمواطنين، ووضعت تلك المبادرات العنصر الإنساني في مقامها الأول، إذ كان لها مردود إيجابي كبير في نفوس المواطنين.
ودعا مفتي الجمهورية جميع الشعب المصري للعمل الجاد والمخلص الذي يعتمد عليه نجاح المجتمعات واستقرارها، ومساندة مؤسسات الدولة ضد الإرهاب لتحقيق النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.
وكشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية،فى تقرير له، إن إرهاب اليوم أضحى نتاج عمليات معقدة ومركبة تتشابك فيها عوامل مختلفة تنتج لنا عملًا عنيفًا بشكل منظم في إطار جماعة أو بصورة فردية، حيث تلاشت بشكل تام نظريات ربط الإرهاب بعامل دون آخر.
وأضاف المرصد في بيانه تعليقًا على العملية الإرهابية التي وقعت بالدرب الأحمر، أن معالجات قضايا التطرف والعنف في العقود الماضية قد شاب بعضها خلل في الطرح والتناول، حيث ركز العديد منها على الجوانب الاقتصادية وحدها كدافع للانضمام للتنظيمات الإرهابية بداية من تنظيم القاعدة وصولًا إلى "داعش"، فلم يكن زعيم تنظيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن" أو "الظواهري" أو "أنور العولقي" مرورًا بـ"إسلام يكن" و"عمر الديب" ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية الفقيرة، بل على العكس تمامًا كانوا يتدرجون ما بين الطبقات المتوسطة إلى الأثرياء، فأحيانًا يكون توافر الموارد مع الخلل الفكري نقمة تدفع الشاب نحو مستنقع التطرف.
ودعم هذا الطرح دراسة دولية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي حول الخلفية الفكرية والمجتمعية لعناصر تنظيم "داعش" وكانت نتائج الدراسة تؤكد على أن المجندين في صفوف التنظيم ليسوا فقراء ولا أمِّيين، بل شباب في ربيع العمر وبمستويات علمية مجتمعية مرتفعة، وأكدت الدراسة على أن الغالبية العظمى من عناصر التنظيم الذين يشاركون في أنشطة إرهابية أصحاب كوادر وظيفية عالية، وأشارت إلى أن 43.3% من العناصر التابعة للتنظيم حاصلون على شهادات ثانوية، و 45.2% من حاملي الشهادات الجامعية، و 13.5% يقتصر مستواهم التعليمي على المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى ذلك أجريت دراسة بالمركز الفرنسي لليقظة على 160 أسرة أوروبية انضم أبناؤها إلى تنظيم "داعش" ووجدت الدراسة أن ثلثي هذه الأسر ذات أوضاع معيشية عالية وأن أبناءها كانوا يعيشون حالة من الرخاء المعيشي.
وذكر البيان أن أبناء الطبقات الوسطى والعليا في ظل العالم الرقمي هم الأكثر استهدافًا، وذلك من خلال تواصلهم المستمر عبر وسائل الإنترنت واستخدامهم المتزايد لوسائل التكنولوجيا الرقمية؛ مما يسهل عمليات الجماعات المتطرفة في النفاذ إلى الوعي الفكري لهؤلاء الشباب، فقد سهَّلت التكنولوجيا الحديثة من عملية نقل المعلومات والتواصل في عالم افتراضي أصبح عابرًا للحدود، محاولًا تشكيل وعي مشوه لهؤلاء الشباب، وكمثال على ذلك "إسلام يكن" الذي انضم إلى تنظيم "داعش" في عام 2014 وكان ينتمي إلى أسرة ميسورة الحال في القاهرة، ودرس في مدارس "الليسيه" بالإضافة إلى أن حياته كانت تميل إلى الرخاء المعيشي، ولكن نجح التنظيم في استقطابه واستغلال حالة الاندفاع الموجودة لديه بعد ميله إلى تبنِّي الأفكار المتطرفة. وعلى هذا الصعيد، وفي أحد إصدارات تنظيم داعش بعنوان "الباحثون عن الحياة" تناول فيه التنظيم قصص حياة أشخاص منضمين إليه ناجحين في حياتهم العلمية، كما أن البعض ينضم إلى الجماعات الإرهابية بدافع مساعدة التنظيم إداريًّا أو بحثًا عن "الاستشهاد" أو رغبة في القتال.
تحريض الاخوان
وعلى جانب اخر كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن عملية الدرب الأحمر التي راح ضحيتها 3 شهداء من رجال الشرطة وأصيب فيها 6 آخرون هي نتاج تحريض جماعة الإخوان ودعايتهم السوداء على مواقع التواصل الاجتماعي.
أوضح المرصد في تقرير أصدره أن وحدة التحليل والمتابعة المنبثقة عنه رصدت خلال الأيام الماضية دعوات لشباب الجماعة على صفحات التواصل الاجتماعي تحثهم على ممارسة العنف وقتل قوات الأمن، خاصة الشباب الإخواني الهارب خارج مصر بسبب تورطهم في ممارسات العنف وصدور أحكام قضائية ضدهم، حيث قال أحمد المغير أحد شباب الإخوان بتركيا، في منشور له على الفيس بوك: "بقول لكل شاب متمتش هدر ومتسلمش نفسك حي وإن استطعت خد معاك قدر ما تستطيع منهم .خلي لروحك تمن".
أضاف المرصد أن المغير القريب من الأجنحة القيادية بالجماعة الإرهابية اعترف في منشوره على موقع التواصل الاجتماعي أنه كان مسلحًا وجاهزًا لتفجير نفسه قبل أن يتمكن من الهرب والفرار إلى تركيا، الأمر الذي يؤكد أن الجماعة لديها سلاح وتمارس به العنف، بل تدعو غيرها إلى ممارسته.
وأضاف المرصد: إن شهادات عناصر الجماعة المتواترة في ممارسة العنف والتحريض عليه أصبحت علنية وبشكل مستمر ودائم ما دامت هناك دول توفر لهم الأمن والمأوى والدعم، وتمنع يد العدالة المصرية من تطبيق القانون عليهم، مما يستلزم على المجتمع الدولي مواجهة هذا الأمر ومعالجة ملف إيواء العناصر الإرهابية من قِبل بعض الدول، لا سيما أن الحاضر والماضي قد أثبتا بما لا يدع مجالًا للشك أن جماعة الإخوان الإرهابية هي المورد البشري الرئيسي للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش.