تراب الأوطان يلفظ نجس الدواعش.. برلمانيون يفتحون النار على الإرهاب وأهله
الخميس، 21 فبراير 2019 02:00 م
ردود أفعال متباينة على المستوى العالمي، إزاء قضية عودة مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي إلى أوطانهم بعد هزيمتهم في العديد من ميادين القتال، وطرحتها إعلان المتحدث باسم الداخلية الألمانية، أن من حق كل مقاتلي داعش الذين يحملون الجنسية الألمانية العودة لبرلين، وهو ما فتح باب التساؤل حول مصيرهم حال الموافقة على عودتهم مرة أخرى إلى بلدانهم، فهل سيتم اعتقالهم، أو وضعهم تحت المراقبة، أو إعادة تأهيلهم مرة أخرى نفسيا وفكريا.
وعزز من تلك التساؤلات، دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش تم اعتقالهم ومحاكمتهم.. ويرصد «صوت الأمة»، في السطور التالية، ردود أفعال، وآراء، أعضاء مجلس النواب المصري، وخبراء التيارات الإسلامية، عن تلك التساؤلات، ومدى إمكانية التعامل مع تلك العناصر حال عودتهم إلى أوطانهم، ليسيطر الرفض على إجابات العديد منهم، وذلك على النحو التالي:
إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني السابق، والباحث فى شئون التيارات الإسلامية، اقترح احتجاز العائدين من تنظيم «داعش» فى بلادهم بمراكز إيواء تعمل على إعادتهم مرة أخرى للمجتمع، قائلا: «من ينضم إلى تنظيمات الإرهاب العابرة لحدود الدولة الوطنية (داعش – النصرة وغيرهما) والتي تعتبر السلاح لغة تفاهم مع أي محيط لهم هؤلاء غالبا ما يكونون مضطربين نفسيا ومعدومين فكريا وموشوهين دينيا وضائعين مهنيا وماديا وغالبا ما يكون أكثرهم من غادروا محطة المراهقة العمرية بقليل وهذه ثغرات استقطابهم وتجنيدهم في هذه التنظيمات اللعينة».
وتابع «ربيع»: «وعلى هذا أرى أن يكون التعامل مع العائدين منهم إلى أوطانهم يكون ذو شقين، الأول شق أمني قانونى وهذا يخضع إليه القادة والمطلوبين بالاسم للعدالة حيث يتم محاكمتهم وتنفيذ حكم القضاء فيهم أيا كان»، مستطردا: «وشق إنساني وقائي ويكون من خلال احتجازهم في مراكز إيواء تأهيلية يتم فيها خضوعهم لبرامج تأهيل نفسي يقوم عليه أطباء وخبراء نفسيون يعالجوهم من آثار الدمار النفسى الذي تعرضوا له، وتأهيل فكري يقوم عليه مفكرون ومثقفون يشرحون لهم معنى الحياة، وتأهيل ديني ويقوم عليه علماء دين ذوي بصيرة وخبرة حياتية رصينة يشرحون لهم صحيح الدين والاعتقاد، وتأهيل تعليمي بإتاحة الفرصة لمن لم يحصل على شهادات دراسية أو لم يكمل تعليمه باستكمال دراسته وتأهيل مهني بتعليمهم مهنة أو حرفة يرتزقون منها بعد نجاحهم في التأهيل».
من جانبه، رفض النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، عودة التعامل مع العائدين من «داعش» وكأن شيئا لم يكن، لافتا إلى أن من تورط فى جريمة أو قتل الأبرياء أو الاغتصاب وتفجير المؤسسات لا يمكن التسامح معه أو إعادة دمجه للمجتمع من جديد، قائلا: «لازم تتم محاكمته».
بينما يؤكد النائب محمد الغول، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أنه لا تصالح فى الدم، ومن لوثت أيديهم بالدماء يجب محاكمتهم، ولا يمكن إعادة انخراطهم من جديد فى المجتمع، مشيرا إلى أنه من المستحيل تغيير إيدلوجيه من حمل سلاح ومصر لها تجربه فى ذلك وقت الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لافتا إلى أن من يتبنون فكرا متطرفا لابد من العمل على معالجتهم فكريا والتنبه لهم، وهو ما تعمل عليه وزارة الأوقاف الآن بجلسات مكثفة فى الصعيد للجميع والتوعيه، مشددا على ضرورة وجود لجان متخصصة لفحص ومتابعة أصحاب الفكر المتطرف ولفترة زمنية للتأكد من عدولهم عنه قبل انخراطهم فى المجتمع.