مراحل الإرهاب السبعة

الأربعاء، 20 فبراير 2019 11:48 ص
مراحل الإرهاب السبعة
د. ماريان جرجس

 
إن الدولة المصرية أماطت اللثام عن وجه الإرهاب القبيح مما ساعد في تجفيف الكثير من منابعه، وما يحدث اليوم هو بقايا أشلاء ذلك السرطان الخبيث.
 
إن سياسة الاستعمار تقتضى أن تترك على الأرض التي تحتلها وتغتصبها بذور سامة لتتأكد من دمار تلك الدولة بعد أن تنجلي قوات الاستعمار البغيض من فوقها، وما كان للاستعمار الانجليزي أن يجد أفضل من بذرة الجماعة الإرهابية  لغرسها في قلب مصر قبل الجلاء مرتكزة على بعض الأصول الفكرية المسمومة لتقيم تنظيمًا له عمود فقرى وهيكل و أذرع.
 
كان حادث اغتيال الخازندار في عام 1947، هو أولى مراحل الإرهاب الحقيقي، وهى مرحلة إدخال أسلوب ترويع جديد إلى  مجتمع كانت مثل تلك الحوادث غير مألوفة بالنسبة له، ذلك الأسلوب الجديد في إثارة الهلع وإرهاب العامة والتعدي على أحد سلطات الدولة الهامة هو حجر الأساس الذي بُنى التنظيم عليه واستطاع أن يربك الدولة وبدأ ينتشر.
 
جاءت المرحلة الثانية بعد ذلك في شكل التنظيمات التي بدأت تنبثق من التنظيم الأم، وكانت تستكشف المجتمع المصري وترصد الثغرات التي تستطيع أن تتغلغل من خلالها لمهاجمة المجتمع والتغلغل في مفاصل الدولة والنقابات والمؤسسات والعمل في هيكل تنظيمي مدروس وممنهج ؛ خلية عمل دقيقة جدًا، كل من بداخلها يعلم دوره جيدًا الذي يختلف عن الآخر ولا يتشابه مع غيره ولديه خطة عمل بل والخطة البديلة أيضًا.
 
كان دور تلك  التنظيمات يزداد دقة مع كل عقد يمر، مرتبًا أوراقه ومحدثُا أولوياته باختلاف الأنظمة الحاكمة حتى  أضاف ورقة جديدة لإدراكه، وهى كيفية التلاعب بورقة الفتن الطائفية والأحداث الطائفية وشق الصفوف بين أبناء الوطن ليمر بالمرحلة الثالثة وهى مرحلة التسمين والترعرع وهى الورقة الرابحة التي أثقلت وزنه وأربحته الكثير.
 
وعلى غرار الأحداث الطائفية وبنجاح تلك الورقة، جاءت المرحلة الرابعة ليبدأ العقل الجمعي لكل التنظيمات الإرهابية استهداف الفئات مثل المؤسسات الأمنية والكمائن والتي تجلت إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي أعطت للإرهاب صورة متضخمة عن ذاته أمام مرآة الغدر والخيانة العظمى باسم الوطن، مستغلا الثورة ستارًا ولفظًا متكررًا يغطى بها أفعاله الكريهة مدعيًا النضال الشريف.
 
بعد استهداف المؤسسات الأمنية جاء عام 2013 لتعلو أبواق الانتصار الزائف لتلك التنظيمات وليدة الجماعة الأم، وهى المرحلة الخامسة حيث بلغت قوتهم الزائفة عنان السماء وسرعان ما أعلنت مقدرات الدولة المصرية هزيمتهم النكراء، وبدأنا في رحاب المرحلة السادسة وهى انكماش وتقلص الإرهاب التي  كان من المتوقع أن يتبعها كثير من التوابع الإرهابية والعمليات المسلحة في كل أرجاء الدولة، فتفتيت الإدارة المركزية لهم، انتشرت العمليات الإرهابية في كل الاتجاهات والتي قوبلت من الدولة المصرية بكل ردع وانتصار حتى قطعت كل أذرع الإخطبوط وتبقى أخر ذراع منه ليعلن عن مرحلة النهاية.
 
وهى التي يلتقط بها أنفاسه الأخيرة بعد قطع رأس الحية ، تحاول الأشلاء أن تكبد الدولة أي خسائر سواء بالحرب المعنوية والشائعات أو بعمليات بدائية هزيلة متمنية أن ترى في عَبرات الوطن أي هزيمة بأي حجم من الخسائر.
 
أنها النهاية في قصة الإرهاب في مصر، من الممكن أن تكون نهاية قصيرة زمنيًا أو طويلة الأمد، ولكن بالتأكيد إن  دور المواطن المصري هو الذي سيحسم تلك النهاية ، فبالايجابية الجماعية والتحمل والوعي ، سنكتب نهايتهم في أقصر  وقت .
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق