الأزهر يكثف جهوده في القارة السمراء.. مزيد من الاهتمام لمحاربة الإرهاب الأسود
الثلاثاء، 19 فبراير 2019 12:00 صكتبت: منال القاضي
ترأس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الاثنين، اجتماع لجنة الشؤون الأفريقية بالأزهر، وذلك لبحث سبل تعزيز دور الأزهر الشريف في القارة الأفريقية تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
وقال فضيلة الإمام الأكبر إن جهود الأزهر الشريف في أفريقيا هي جزء من رسالته العالمية لدعم الاستقرار الاجتماعي والسلام في أفريقيا والعالم، مضيفًا أن الأزهر يقع على عاتقه دور كبير في خدمة القارة الأفريقية، باعتباره أكبر قوة ثقافية وتعليمية ناعمة لمصر في العالم، وهو ما يجسده التواجد القوي الأزهر في مختلف أرجاء أفريقيا.
وناقشت اللجنة مضاعفة عدد المنح الدراسية المقدمة للدول الأفريقية، وبحث افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية في بعض الدول الأفريقية، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الآئمة والوعاظ والأفارقة، بالتوازى مع القوافل الدعوية التى يرسلها الأزهر، لمواجهة الأفكار المتطرفة ونشر الفكر الوسطي، فضلًا عن تسيير قوافل إغاثية وطبية للدول الإفريقية الأشد احتياجًا، والتى تشهد عجزا فى الطواقم الطبية.
وبحثت اللجنة الترتيبات النهائية لافتتاح المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الإفريقية لشمال إفريقيا بجامعة الأزهر، ومتابعة الفعاليات التي سوف تنظمها جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمتها تنظيم الأولمبياد الرياضي الأول لاتحاد الجامعات الأفريقية، وعقد المؤتمر الدولي لاتحاد الجامعات الأفريقية في يوليو المقبل.
وقال الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر، أن الطلاب الأفارقة فى المعاهد الأزهرية ينالون رعاية كاملة فى التعليم، بخلاف إرسال المبعوثيين للدول أفريقيا للدراسة الطلاب هناك وتأهليهم للالتحاق بالتعليم الجامعى بالأزهر.
ولفت وكيل الازهر فى تصريح خاص لـ"صوت الأمة" أن شيخ الأزهر يولى الاهتمام بجميع الطلاب الوافدين وعلى رأسهم الطلاب الأفارقة، مضيفًا أن أفريقيا تواجه العديد من التحديات التى تحتاج إلى تضافر الجهود وفي مقدمتها مشكلة التطرف والإرهاب.
وتابع: يأتى دور خريجي الأزهر الذين يمثلون قوة كبيرة وحائط صد في مواجهة الأفكار المتطرفة، والذى يعول عليهم الأزهر الشريف على دورهم المهم في نشر قيم التسامح والتعايش ونشر الفكر الأزهرى المعتدل ، بما يحملونه من منهج الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، مضيفًا: يأتى الدور الكبير التى تقوم به المنظمة العالمية لخريجى الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى حماية أبناء القارة الإفريقية من الفكر المنحرف، ومن خلال تدريب الأئمة والدعاة على مواجهة المشكلات والتحديات المعاصرة كالتطرف والإرهاب واحتواء وحماية آلاف الطلاب الوافدين من الوقوع فى براثن التطرف والأفكار المغلوطة ،فضلا عن التأهيل العلمي والدعوي لأبناء القارة الإفريقية.
وجاء قرار فضيلة الإمام الأكبر ، بتشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر استكمالًا لدور مصر والأزهر فى دعم شعوب القارة الإفريقية على كافة المستويات، والتى تختص بالعمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة التى من شأنها، تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الإفريقية، من خلال زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين فى الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين فى دول إفريقيا.
ويستقبل الأزهر الشريف آلاف الطلاب الأفارقة للدراسة في الأزهر، ويرسخ فيهم منهج الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، كما يستقبل أعدادا كبيرة من الأئمة لتدريبهم على القضايا المعاصرة كالتعايش ومواجهة الإرهاب، فضلا عن القوافل الإغاثية والطبية التي تقدم العون للمجتمع الأفريقي بغض النظر عن الدين والعرق.
تعد المنظمة العالمية لخريجي الأزهر منذ تأسيسها في عام 2007، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ـ شيخ الأزهر، أحد أدوات الأزهر الشريف للتأكيد على الدور العالمي له، كذا لتكون مظلة تجمع خريجي الأزهر من الدول المختلفة.
وقد أولت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر اهتمامًا خاصًا بالأخوة الأفارقة، وهو ما يُمكن إجمال أبرز ملامحه فيما يلي:
- تأهيل الطلاب الأفارقة الراغبين في الالتحاق بالدراسة في جامعة الأزهر من خلال تعليمهم اللغة العربية في مركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، حيث يدرس حاليًا بالمركز عدد 600 طالب من إحدى عشرة دولة أفريقية، استكمالًا للطلاب الذين تم تخرجهم من المركز وبلغ عددهم 1597 طالبًا.
- تنفيذ دورات تدريبية لعدد 215 إماًما وداعية من الأشقاء الأفارقة منذ تأسيس المنظمة وحتى تاريخه، وقد تم تدريب 70 إمامًا وداعية خلال عام 2018، من سبع دول مختلفة (نيجيريا ـ تشاد ـ جزر القمر ـ السنغال ـ أفريقيا الوسطى ـ ليبيا ـ رواندا) بهدف ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال بين أوساطهم وتأهيلهم للقيام بدورهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة والتعريف بصحيح الدين الإسلامي عن العودة إلى بلدانهم.
- عقدت فروع المنظمة بالدول الأفريقية (12 فرعًا في 11 دولة) 74 ندوة: ثقافية ـ توعوية ـ شرعية ـ واجتماعية، تناولت التعريف بصحيح الدين الإسلامي والعمل على ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال بين أوساط الشعوب الأفريقية وذلك لمواجهة أيّ أفكار مشبوهة أو مفاهيم مغلوطة ظهرت في هذه المجتمعات.
رعاية الطلاب الوافدين من الدول الأفريقية ـ خصوصًا من غير المقيدين على منح الأزهر الشريف ـ لمساعدتهم على التفرغ لتلقي العلوم الأزهرية وصحيح الدين الإسلامي وتأهيلهم ليكونوا خير سفراء للأزهر عند عودتهم لبلدانهم؛ وذلك من خلال:
1. تقديم مساعدات اجتماعية وإنسانية وتوفير السكن اللائق بهم.
2. تنظيم رحلات ترفيهية وثقافية لهم.
3. عقد ندوات علمية وتعليمية ودورات تدريبية.
4. إقامة معسكرات طلابية مشتركة مع طلاب مصريين لدعم روح الاندماج بينهم.
5. تنظيم مسابقات رياضية، ومونديال للطلاب.
- إعداد الردود العلمية وإصدار البيانات الإعلامية لتفنيد أيّ أعمال أو إصدارات تابعة للتنظيمات الإرهابية، مع ترجمة هذه المخرجات إلى اللغات الأفريقية المحلية (الهوسا والسواحيلي) لتحصين أبناء هذه الشعوب من الأفكار المتشددة والتنظيمات المتطرفة والإرهابية.
- خصصت جريدة الرواق ـ الصادرة عن المنظمة ـ ملحقًا بصفحات الجريدة لنشر مقالات الطلاب الأفارقة الدراسين بالأزهر الشريف للتعريف بمجتمعاتهم وثقافتها، كذا التعبير عما درسوه في الأزهر الشريف ليكون درعًا لحماية إخوانهم في بلدانهم من أيّ مفاهيم خاطئة تخالف صحيح الدين الإسلامي.