بعد نقل وتعيين 60 قيادة بالمحافظات.. هل تتغلب الحكومة على مشكلات المحليات؟
الإثنين، 18 فبراير 2019 03:00 مماجد تمراز
تَسعى وزارة التنمية المحلية إلى تقديم خدمات للمواطنين بمختلف المحافظات، ووسط محاولاتها لتنفيذ ذلك، واجهت الوزارة عدة أزمات علي رأسها خلاء بعض المناصب بالمحليات كرؤساء الأحياء والمدن وسكرتيري العموم وسكرتيري عموم مساعدين من أصحابها، الأمر الذي كان أشبه بفراغ في العمل المحلي، وخلال الأعوام الأربعة الماضية، أعلنت الوزارة عن عمل مسابقة يتم من خلالها تعيين أشخاص في المناصب الشاغرة، وتم تنظيم المسابقة على أن تتم علي عدة مراحل حتى يتم التدقيق في الاختيارات، وتم فتح باب التقديم بها للمدنيين وأبناء القوات المسلحة وأبناء وزارة الداخلية.
وعلى الرغم من حرص الوزارة على الانتهاء من كل المراحل بشكل متعاقب ووفقاً لخطة زمنية، إلا أن المرحلة الأولى فقط لم يتم إعلانها لمدة تجاوزت العام ونصف، وبعد أن كان من المقرر إعلان أكثر من 150 أسما في عهد الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية الأسبق، إلا أنه وبعد عام ونصف تم إعلان 90 أسما فقط، ولعل السبب الرئيسي وراء هذا التأخير هو التغيير المستمر في منصب وزير التنمية المحلية، فكل وزير يتولى المنصب يُغير في طريقة عمل سابقيه من الوزراء فيأتي في إعلان الحركة لحين البت فيها وفي الطريقة التي يتم بها اختيار المتقدمين ويؤخر في إعلان نتائجها.
وعندما تولى الدكتور هشام الشريف الوزير الأسبق منصب وزير التنمية المحلية، وجد أن إعلان نتائج المسابقة قد تأخر، فأمر بتعجيل إعلان نتائج باقي المرحلة الأولي والمرحلتين الثانية والثالثة، إلا أن خطوة التعجيل في إعلان النتائج قد تسبب في بعض المشكلات ووجود بعض الأخطاء في كشوف النتائج، كإعلان نجاح قيادة في المحليات متوفاة منذ عام، وأخر تم فصله بسبب إحدى القضايا، بالإضافة إلى اختيار قيادات غير مؤهلة للعمل المحلي مما أدى إلى وجود مشكلات بعدد كبير من الأحياء وبالتحديد في القاهرة، فزادت مشكلات المحليات.
استشعر اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية الحالي، الأزمة التي تعاني منها عدد من المحافظات وعدم معرفة مجموعة من العاملين بالمحافظات بقوانين المحليات، والتقصير الكبير في المتابعات الميدانية وغيرها من المشكلات، فقرر تعيين وتسكين دُفعة جديدة من القيادات القادرة علي تنفيذ فكر الوزير علي أرض الواقع، وخاصة المتابعات الميدانية للمشروعات وتنفيذ توجيهات الحكومة في متابعة أعمال النظافة والبنية التحتية ومواجهة المخالفات، فجمع قيادات الوزارة للبدء في تلك الخطوة.
وخلال الساعات الماضية، سعت الوزارة إلي تعيين أحد أكبر حركات التنقلات في المحليات، في محاولة من الوزير إلي سد الفراغات والثغور التي تعاني منها المحافظات في المناصب الشاغرة، حيث قرر نقل وتعيين 60 قيادة محلية شملت محافظات البحيرة والدقهلية وسوهاج، وتم تعيين سكرتيري عموم جدد لمحافظات القاهرة والفيوم والغربية وسكرتيري مساعدين لمحافظات سوهاج والغربية وأسوان والشرقية، بالإضافة إلى 44 رئيس مدينة وحي.
وكان الهدف من إجراء حركة موسعة كتلك الحركة، هو دفع عجلة التنمية بمحافظات الجمهورية وتحسين مستوي الخدمات المقدمة للمواطنين للحصول علي رضا المواطن في كافة المحافظات، وستُتابع الوزارة أداء جميع القيادات المحلية بالتنسيق مع المحافظين، علي أن تُحاسب الوزارة المُقصرين في عملهم من خلال التعاون المستمر مع الأجهزة الرقابية المعنية في هذا الشأن، حيث تم تحويل 5 قيادات بالمحليات إلي وظائف إدارية غير قيادية خلال الفترة الماضية.