قريبا في بورسعيد.. كيف استعدت هالة زايد لاكتساب ثقة المصريين بمنظومة التأمين الصحي؟
الأحد، 17 فبراير 2019 02:00 م
كانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أكدت أيضا فى عدة تصرحات صحفية، أنه جارى الإعداد والتجهيز لبدء تطبيق المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة ببورسعيد، بتكلفة تقدر بنحو 1.8 مليار جنيه، وأشارت إلى أن هذه المرحلة تتطلب عدة أمور جارى تنفيذها، مثل تأهيل المستشفيات والمنشآت الصحية من وحدات ومراكز طبية، إلى جانب توفير التجهيزات الطبية والبنية التحتية اللازمة للمشروع، بالإضافة إلى أعمال الميكنة وتدريب القوى البشرية.
رغم إعلان وزيرة الصحة عن الجدول الزمنى لتطبيق منظومة التأمين الجديدة فى بورسعيد خلال شهرى يوليو وسبتمبر من العام الجارى، إلا أنها أشارت خلال تصريحات صحفية فى شهر يوليو الماضى، إلى أن أعمال تجهيز المحافظة الباسلة لتطبيق الخدمة الجديدة جار على قدم وساق، ثم أجرت زيارة للمحافظة تفقدت خلالها المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية، وأكدت من هناك قرب الانتهاء من الاستعدادات الجارى تنفيذها تمهيدا لبدء التطبيق على أرض الواقع، ثم أعادت تحديد بدء المرحلة الأولى للمشروع فى السويس بشهرى يناير ومارس 2019، لتنتهى فى أكتوبر وديسمبر من نفس العام.
اقرأ أيضا: قطار التأمين الصحي الشامل ينطلق.. تعرف على آليات تطبيق المرحلة الأولى من المنظومة
وأكدت الدكتورة هالة زايد أيضا أنه تم اختيار المستشفيات التى ستبدأ فى استقبال المواطنين، للحصول على خدمات التأمين الصحى ببورسعيد، منها مستشفى بورسعيد العام، ومستشفى بورفؤاد العام، ومستشفى الزهور، ومستشفى التضامن، ومستشفى النصر التخصصى للأطفال، ومستشفى المصح البحرى للنساء والولادة، فضلا عن اختيار عدد من الوحدات والمراكز الصحية التى ستقدم الخدمة للمواطنين، منها وحدتى سهل الطينة وبورفؤاد ثانى فى بورفؤاد، ووحدة رعاية طفل العرب ومركز طب العرب الصحى فى منطقى العرب، ووحدتى المناخ والكويت ومركز العلاج الطبيعى بمنطقى حى المناخ، إلى جانب 3 وحدات و3 مراكز صحية فى منطقة حى الزهور، ووحدة بنك الإسكان ومركزى القابوطى ومصطفى كامل فى حى الضواحى، بالإضافة إلى وحدة صحية بحى غرب، و5 وحدات ومركز طبى فى منطقة الجنوب، بإجمالى 8 مراكز و15 وحدة صحية.
فيما أصدرت الوزيرة مؤخرا تصريحات صحفية أكدت خلالها أنه سيتم طرح مظاريف عمليات الميكنة الخاصة بخدمات منظومة التأمين الصحى الشامل خلال أيام، مشيرة إلى أنه سيتم بدء تشغيل المشروع تجريبيا، حيث يتم البدء بوحدتين صحيتين إلى أن يتم تعميم المنظومة بمحافظة بورسعيد، موضحة أنه تم تسليم 10 وحدات صحية من أصل 23 وحدة بالمحافظة، وأن جميعها جاهز للتنفيذ، مؤكدة أنه تم حصر جميع أسر المستفيدين ببورسعيد، وأنه تم إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمنتفعين، تمهيدا لبدء التشغيل.
اقرأ أيضا: كول سنتر في انتظار المنتفعين.. تفاصيل آخر استعدادات تطبيق التأمين الصحي الشامل
بالبحث فى ذاكرة الأحدث، نجد أنه في الشهور الأولى من دور الانعقاد الثالث للبرلمان تم إقرار قانون التأمين الصحي الشامل الجديد، على أن يُطبق تجريبيا بدءا من يوليو الماضي، لكنه تعطل لعدة أسباب فنية ولوجستية، ولأننا نعى أهمية النظام الجديد، فيما يخص توفير التغطية التأمينية لكل المصريين، مصحوبة بخدمة علاجية جيدة، فى مقابل اشتراك غير مرهق، على أن تتحمل الدولة قيمة اشتراك غير القادرين، طرأت على أذهاننا العديد من التساؤلات التى تحتاج إلى إجابات حقيقية، لعل أهمها هل استعدت وزيرة الصحة جيدا لتطبيق منظومة التأمين الجديدة فى بورسعيد؟ هل مهدت الوزيرة أرض المدينة الباسلة لاستقبال المنظومة؟ هل تم توفير الأجهزة الطبية والمعامل والأشعة والعلاج اللازم للمستفيدين؟
كثير من الأسئلة تجتاح عقول المصريين خاصة مواطنى بورسعيد، كما تنتظر قلوبهم إجابات شافية وخطوات تنفيذية على أرض الواقع، جميعها يدور حول مدى جدية الوزراة فى التنفيذ، ومتى تنتهى مرحلة الاستعدادات؟ وهل وفرت الوزيرة الكوادر البشرية اللازمة للتنفيذ؟ وهل تم تدريبهم على منظومة العمل الجديدة؟ إذا كانت الوزيرة الدكتورة هالة زايد تعرف جيدا جميع التحديات والمعوقات التى قد تواجه الوصول لمرحلة النجاح فى التطبيق، فإنها تحدثت كثيرا عن خطط محكمة وترتيبات وتجهيزات من كل اتجاه ينتظرها المصريون أمام أعينهم، يأتى فى مقدمتها تلقى خدمة صحية لائقة داخل عيادات أو مراكز أو وحدات أو مستشفيات تليق بكرامة المواطن المصرى، وعلى قدر تكليفات الرئيس السيسي، الذى طالما أكد أن تلك المرحلة هى إعادة بناء الإنسان المصرى.
اقرأ أيضا: أوعى تنسى إيصالك.. كيف تلزم وزارة الصحة العيادات الخاصة بـ«فيزيتا الكشف»؟
لتطمئن وزيرة الصحة المصريين حول تلك المخاوف، وخاصة 800 ألف مواطن فى محافظة بورسعيد ينتظرون تطبيق منظومة التأمين الصحى الجديدة، أكدت أنها متعدة للتشغيل التجريبى قريبا، وأنه تم التأكد من تعديل البرنامج الوظيفي لمستشفى النصر ببورسعيد –أحد مستشفيات الخدمة- لتكون مستشفى تخصصي للأطفال، كما أكدت على مراجعة القوى البشرية التي سيتم الدفع بها لتنفيذ المشروع، وعلى رأسهم أطباء الأسرة، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على البرامج التدربيية للأطباء، ليصبحوا على كامل الاستعداد لتقديم الخدمة بوحدات الرعاية الأولية، والتى تعتبر النواة الأولى بالمنظومة.
كما أكدت الوزيرة أيضا الشروع فى إنشاء أكبر «كول سنتر»، لتلقى استفسارات وطلبات المنتفعين بخدمات المنظومة الجديدة، على أن يكون هناك حجز مسبق للحالات غير الطارئة، في ظل مساعي الوزارة لشكل أكثر تنظيميا، في ظل إعداد الهياكل الإدارية للهيئات الثلاثة، التي ستدير منظومة التأمين الجديدة، هى: هيئة الرعاية الصحية - المسئولة عن تقديم الخدمات، وهيئة الاعتماد والجودة - مسئولة عن جودة الخدمة، وهيئة التأمين الصحى - مسئولة عن جمع الاشتراكات، إلا أن الجميع لازال ينتظر التنفيذ على أرض الواقع.