سيناء من التطهير إلى التعمير.. «الشيخ زويد» تودع الماضي وتبدأ صفحة جديدة بمشروعات تنموية

ظلت مدينة الشيخ زويد الحدودية بشمال سيناء تعانى من ويلات الإرهاب، إثر انتشار عدد من التنظيمات الإرهابية بالعديد من قراها وخاصة فى المناطق والأحياء الجنوبية، إلى أن نجحت القوات المسلحة من خلال حملاتها المستمرة، خاصة عملية المجابهة الشاملة «سيناء 2018»، فى تطهيرها تماما من براثن الإرهاب، وأصبحت ثانى مدينة خالية من الإرهاب بعد مدينة رفح.

 

المحامى مروان أبوفردة، قال إن أهالى وسكان مدينة الشيخ زويد عانوا خلال الفترة الماضية أشد المعاناة جراء العمليات الإرهابية التى استهدفت مقومات المدينة خاصة البنية التحتية من طرق ومحولات وخطوط كهرباء ومياه ومؤسسات عامة وحكومية وحيوية، فى محاولة لإجبار السكان على مغادرة المدينة والمنطقة، سعيا لإقامة إمارة إسلامية على أرضها بواسطة تنظيم «داعش» الإرهابى.

 

وأكد أبوفردة، أن القوات المسلحة بالاشتراك مع الشرطة المدنية وأهالى سيناء تصدوا بكل قوة وحزم لكل مخططات الإرهاب، إلى أن كسرت شوكته وجففت جذوره ومنابعه بتلك المنطقة التى باتت اليوم آمنة بعد أن كان أهلها لا يذوقون طعم النوم.

 

وقال الشيخ عارف أبوعكر، أحد رموز وعواقل قبيلة العكور بالشيخ زويد، إن كل الشائعات التى تتردد على مواقع التواصل الاجتماعى بترحيل وتهجير أهالى مدينة الشيخ زويد لا أساس لها من الصحة، وأن الدولة التى بذلت جهودا مضنية فى مواجهة الإرهاب وستحول منطقة الشيخ زويد إلى جنة بوجود أهلها وسكانها الذين عانوا طويلا من عبث وفساد الإرهاب والإرهابيين.

 

وخلال زيارته لها، فور توليه منصبه أكد اللواء دكتور عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أن أهالى الشيخ زويد وطنيون ومتماسكون، وأنهم تحملوا الظروف الصعبة التى مرت بها المنطقة، ولا بد من تعويضهم عن ذلك، مؤكدا حرص الدولة على إعادة الأمن والتنمية لشمال سيناء، وإعادة الشيخ زويد إلى ما كانت عليه من قبل، ولتصبح مرة أخرى سلة خضر وفواكه مصر.

 

وأعلن محافظ شمال سيناء اتخاذ بعض الإجراءات الخاصة بحل مشاكل المواطنين فى الشيخ زويد، ومنها موافقة وزير الكهرباء على تخصيص محول قدرة 2.5 ميجا وات لتأمين الكهرباء فى الشيخ زويد، والموافقة على إنشاء محطة لتحلية المياه فى الشيخ زويد لزيادة حصتها من المياه، وتكليف شركات المحمول بإرسال الفنيين إلى الشيخ زويد لمعاينة الأبراج وتحديد أسباب تعطلها وتوفير قطع الغيار اللازمة وإصلاحها.

 

وبعد استقرار أحوال المدينة الأمنية وفرض السيطرة الأمنية، على كافة قراها وربوعها، أعلن المحافظ بدء دراسة أحوال المحتجزين لدى جهات الأمن وإخلاء سبيل غير المدانين منهم، بجانب توفير 30 ألف متر مربع من فرش المساجد بتبرع من «النساجون الشرقيون» وستكون الأولوية لمساجد الشيخ زويد، وتشغيل عدد من مراكز الشباب فى الشيخ زويد، منها مركز شباب الشيخ زويد وملعب سوق الثلاثاء، علاوة على الموافقة على إدخال مواد البناء إلى الشيخ زويد. 

 

وأكد المحافظ، خلال زيارته للشيخ زويد، دراسة موقف المضارين من الحرب على الإرهاب، وسرعة صرف مبالغ التعويضات والإعانات المقررة، حيث تم ضخ المبالغ المالية اللازمة للصرف إلى مجلس المدينة ومديرية الزراعة والتنمية والتوطين للصرف منها، ودراسة إعفاء الطلاب من أبناء الشيخ زويد من رسوم الإقامة فى المدن الجامعية، سواء فى جامعة العريش أو على مستوى بقية الجامعات.

 

وقال حسام لبيب، رئيس مدينة الشيخ زويد لـ«صوت الأمة» إن الأوضاع أصبحت آمنة داخل مدينة الشيخ زويد بفضل جهود القوت المسلحة وقوات الشرطة المدنية وزيادة الوعى الأمنى لدى المواطن السيناوى، مؤكدًا أنه بتعاون وتضافر جهود كل الأطراف، وخاصة أهالى المدينة وانتظام العمل اليومى بجميع المصالح الحكومية وسعى الأهالى خلف تجارتهم وكسب الرزق وتوفير جميع متطلبات الحياة اليومية، ما أدى للاستقرار الأمنى بأنحاء المدينة.

 

وأوضح رئيس مدينة الشيخ زويد، أن زيارة كبار رجال الدولة لمدينة الشيخ زويد، وعلى رأسهم المهندس إبراهيم محلب واللواء أحمد جمال الدين ووزير التنمية المحلية ومحافظ شمال سيناء، أدى لرفع الروح المعنوية لدى أهالى المدينة وبث الاطمئنان فيهم وانتظام العمل داخل المصالح الحكومية بالمدينة.

 

وأكد حسام لبيب، رئيس مدينة الشيخ زويد، أنه نظرا للاستقرار الأمنى داخل المدينة، تم فتح الشوارع المغلقة والبدء فى تجميلها، بجانب التصديق على إنشاء خط كهرباء مزدوج من العريش للشيخ زويد بتكلفه 54 مليون جنيها، والتصديق على إنشاء 10آبار مياه وكذلك محطة تحلية مياه داخل المدينة بطاقة 200م/يوم.

 

وأوضح لبيب أنه تم إحلال وتجديد شبكه الكهرباء الهوائية، وتحويلها إلى كابلات أرضية داخل المدينة بنسبة 50 %، وجار استكمال بقية المدينة، كما تم التصديق على إنشاء 32 بئر صرف صحى لحى الكوثر والمساكن البدوية بتكلفة 640 ألف جنيه.

 

وأعلن رئيس مدينة الشيخ زويد إنشاء وحدة عناية مركزة داخل مستشفى الشيخ زويد، والمستشفى يعمل بطاقة 100 %، وأن جميع السنوات الدراسية منتظمة داخل المدارس بنسبة 100 %، وتم القضاء على مشكلة القمامة نهائيا من التجمعات السكنية، وذلك بوضع منظومة متكاملة لرفع القمامة من الأماكن الداخلية بالمدينة، كما تم فتح طريق الشيخ الجورة جزئيا، وتم تسيير أتوبيس للمدرسين منذ ثلاثة أشهر لمدارس الجورة كما تم تسيير قوافل طبية وحملة فيروس سى 100 مليون صحة للكشف على جميع المواطنين بالجورة وإرسال جميع متطلبات المعيشة للأهالى بانتظام دون التقصير فى حق أى مواطن للعيش حياة كريمة.

 

وأضاف، أن محافظ شمال سيناء صدق على زيادة عدد سيارات الخضر والفاكهة إلى الشيخ زويد، وزيادة كمية دقيق التموين من 10 كيلو جرامات إلى 15 كيلو جراما لكل فرد شهريا، وزيادة عدد أسطوانات الغاز المخصصة للشيخ زويد إلى 2000 أسطوانة بدلا من 1000 أسطوانة شهريا، وتشديد الرقابة عليها من حيث الكمية ومطابقتها للمواصفات والسعر المحدد.

 

وتعد مدينة الشيخ زويد هى أحد المراكز الإدارية الستة فى محافظة شمال سيناء فى مصر، وتقع على الطريق الدولى الساحلى بين رفح والعريش على بعد 334 كم من القاهرة و12 كم من قطاع غزة.

 

وتضم مدينة الشيخ زويد عددا من الضواحى والقرى، منها، ياميت والجورة، وأبو طويلة، وأبو زرعى، والكوثر الذى يقطنه العديد من أهل الوادى، والتومة واللفيتات والعكور والزوارعة والظهير وأبو العراج والشلاق والمقاطعة والخروبة والقريعة وقبر عمير والسكادرة. 

 

وتسكن مدينة الشيخ زويد، عدة قبائل ومنها: الرياشات والسواركة والترابين والأرميلات والملالحة، لجانب عدد من عائلات الشيخ زويد، هى: «أبو رشود، وأبو لهلوب، والشعايرة، والخدايجة، والقيم، والبطين، والعكور، والصقور، وآل بخيت، والمشوخى، والحساسنة، والمشاوخ، والحمايدة، والنصايرة، والسكادرة».