الحيل لا تنطلي على الأتراك.. أردوغان يلعب بالأسعار لضمان الانتخابات

منافذ البيع النظامي التي طبقها حزب العدالة والتنمية في محاولة لتسويق نفسه في انتخابات البلدية على أنه يسعى جاهدا لخفض الأسعار باتت مفضوحة، المواطنون يشتكون من انتهاك كرامتهم بالوقوف في طوابير طويلة بالساعات لا يحصلون منها إلا على كميات قليلة من الخضراوات، ما ذكرهم بأزمة الخبز أيام الحرب العالمية الثانية، فيما وصفوا خطاب إردوغان بشأن الأزمة بـ "الاستفزازي". 

 

في جولاته الأخيرة للترويج لحزب العدالة والتنمية الانتخابية، تطرق إلى الغلاء غير الطبيعي في أسعار المواد الغذائية، خاصة الخضراوات والفواكه، قال إردوغان :"هناك جهات تتعمد رفع الأسعار، وتحتكر بعض السلع، هؤلاء لا يختلفون عن الإرهابيين، وسوف نحاسبهم عبر تدابير صارمة".

 

أضاف في تصريحات صحفية سابقة: البلديات ستبدأ في بيع المواد الغذائية بأسعار منخفضة، لمواجهة ارتفاع أسعار السلع بشكل سريع، في المتاجر الكبرى ومحال البقالة، مستهدفا المضاربين على ارتفاع الأسعار.

 

المواطنون الأتراك اصطفوا في طوابير طويلة  منذ الصباح في إسطنبول بمجرد رؤية الشاحنات التي تحمل الخضراوات أمام منفذ البيع النظامي في الفترة ما بين الساعة 10:00 و19:00، كانوامجبرين على الوقوف طيلة هذه المدة من أجل شراء أية سلعة بسعر أقل، ما يعكس صعوبة الأزمة الاقتصادية وآثارها الحارقة على حياة الأتراك، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم بشكل ملحوظ.

 

شاحنات تابعة لبلدية إسطنبول تجلب الخضراوات والفاكهة التي تحصل عليها من المنتجين مباشرة إلى منافذ البيع، ما يمكنها من البيع بأسعار منخفضة نسبيًا، فيما خصصت السلطات 50 منفذًا للبيع النظامي في إسطنبول، و15 في العاصمة أنقرة. 

 

منافذ البيع النظامي تبيع الطماطم والخيار والسبانخ والبطاطس والبصل والباذنجان والفلفل، فيما لا يُسمح للأسرة بشراء أكثر من 2 كيلو جرام من السلع.

 

نظام البيع النظامي يُعيد إلى الأتراك ذكريات مؤلمة،  حينما كان يُباع الخبز بحصص محددة في أعوام الحرب العالمية  الثانية، بسبب انخفاض إنتاج القمح في ذلك الوقت، وعودة الطوابير التي تهين كرامة المواطنين.

 

مواطن يبلغ من العمر 60 عاما يدعى سهيل قال أثناء انتظاره أمام منفذ البيع النظامي في مقاطعة كاديكوي:  "لم أر شيئا كهذا حتى اليوم، الطوابير كانت موجودة في الماضي، خاصة لشراء البنزين، ولكن لم تكن بهذا القدر، الحكومة حطمت الأمة، وجعلتني أقف في طابور لشراء الخضراوات في هذا العمر". 

 

تحميل إردوغان البائعين مسؤولية ارتفاع الأسعار واجه اعتراضات هائلة من قبل الأتراك، المواطنة ميرال (41 عاما) قالت إن الرئيس كان غاضبا وهو يطالب بخفض تكاليف البيع والنقل بالوقود، في حين أن مجال المواد الغذائية لم يكن الوحيد الذي تعرض لموجة الغلاء العنيفة.

 

أكبر الانتقادات التي رأها المواطنون في نظام البيع بأسعار مخفضة هو عدم استمراره، متهمين الحكومة بأنها لجأت إلى هذه الوسيلة لضمان نجاحها في الانتخابات المحلية التي ستُعقد في 31 مارس المقبل فقط. 

 

المدير العام للائتمان الزراعي، فخر الدين بويراز قال: إن توفير منافذ البيع النظامي في شهر ونصف الشهر فقط قبل انتخابات مارس يفضح الهدف وهو محاولة الحكومة الفوز بالانتخابات.

من "الإرهاب الاقتصادي" إلى "إرهاب الطعام"، أطلق إردوغان هذا المصطلح، أمس الأول الاثنين، على الزيادة الأخيرة في أسعار الخضراوات والفاكهة، متعهدا بالتحكم في السوق عبر منافذ بيع البلديات.

 

صحيفة "حرييت" نقلت عن رجب قوله: "في الأيام الأخيرة بدأوا اللعب على تركيا، فارتفعت أسعار الباذنجان والطماطم والبطاطا"، وأضاف في خطابه الذي ألقاه في العاصمة أنقرة :"لقد كان هجوما إرهابيا"، في إشارة لارتفاع الأسعار.

 

لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها إردوغان عن إرهاب من نوع جديد، يدمن إطلاق التصريحات الزاعقة للتغطية على فشل حكومته في علاج مشكلات داخلية وخارجية.

 

في أغسطس الماضي، اتهم إردوغان بما وصفهم بـ"إرهابيين اقتصاديين" بالتخطيط للإضرار بتركيا، عن طريق نشر تقارير كاذبة، وقال إنه سيواجههم بقوة القانون، وبدأت السلطات تحقيقات تستهدف المشتبه بتورطهم في ذلك.