الأسر المسيحية في العراق تذوق المرار.. انتهاكات الحشد الشعبي بشمال البلاد
الخميس، 14 فبراير 2019 08:00 م
يعيش سكان المناطق العراقية التي تسيطر عليها الميلشيات المسلحة، حالة من القلق والخوف الدائم نتيجة عمليات السطو المسلح، والانتهاكات التي تمارس ضدهم، بشكل يومي، في حين تتعرض عشرات الأسر المسيحية شمال البلاد إلى ممارسات قمعية واسعة، خاصة في المناطق التي كانت خاضعة في السابق لتنظيم داعش والمسيطر عليها الحشد الشعبي في الوقت الراهن.
وتعد مدينة برطلة إحدى مدن شمال العراق التي تم تحريرها من تنظيم داعش، الأمر الذي نتج عنه عودة أقل من ثلث عائلاتها المسيحية البالغ عددها نحو 4 آلاف عائلة، لكن ما يثير القلق هو أن معظم هذه العائلات لا تزال في حالة خوف وسط أنباء عن الترهيب والمضايقات، التي يتعرضون لها.
وتسيطر مجموعات مسلحة من الحشد الشعبي، على مقاليد الأمن في برطلة، ووتدير نقاط تفتيش في الشوارع ويعملون كقوات للشرطة، لكن ما أثير الخلاف بشكل كبير بين مجموعات الحشد الشعبي والعائلات المسيحية هو إلغاء وحدة حماية سهل نينوي، وهي قوة شرطة شبه مستقلة تتكون في غالبيتها من المسيحيين كانت تتولى حماية البلدة قبل استيلاء داعش عليها.
ولم تكن هذه الممارسات التي طالت العائلات في طربلة، هى الوحيدة التي أثارت الجدل بشأن سيطرة مسلحي الحشد الشعبي على بعض المناطق العراقية، بل لجأت هذه المجموعات المسلحة في بعض الأحيان للترهيب كما ذكر بعض الشهود، لاحتكار السوق والسيطرة على نقل المعادن الخردة من المدن التي لحقت بها أضرار مثل الموصل إلى شمال العراق حيث يتم شراؤه وصهره.
وتقول شبكة سكاي نيوز، أن الحشد الشعبي التابع لإيران يسعى إلى الاستفادة من سيطرتها على الأراضي التي كانت تابعة لداعش حتى تحقق ثروة طائلة، ونقلت عن تجار في قطاع الخردة، أن الفصائل التابعة لإيران سيطرت على تجارة المعادن والخردة التي جُمعت من ساحة المعركة، كاشفين عن أن هذه التجارة تعد مصدر تمويل رئيسي للحشد الشعبي.
وبحسب الشبكة، فأن ملاك ساحات الخردة ومديرو مصانع الصلب أكدوا أن ميليشيات الحشد الشعبي تحصل على ملايين الدولارات من بيع المعادن؛ بدءا من السيارات المحطمة والأسلحة المخربة وانتهاء بصهاريج المياه وإطارات النوافذ.