القاهرة تتسلم مفاتيح القارة.. ملامح اليوم الأول لقيادة مصر للاتحاد الإفريقي
الأحد، 10 فبراير 2019 01:00 ممصطفى النجار
قال النائب طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الأفريقية، إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، للمرة الأولى منذ نشأته عام 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية، تعد تتويجاً لجهود مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف.
وأضاف «رضوان» بمناسبة الدورة 32 من الإطار العام لقمة الاتحاد الافريقي، أنه تجسيداً لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي، وهي الجهود التي قوبلت من الأشقاء الأفارقة بالتقدير مما انعكس بالمقابل في منح مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي الثقة فى إدارة والإشراف على الجهود القارية الدؤوبة لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية في غدٍ أفضل وقيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تزيد من حدتها تنوع التحديات التي تواجه القارة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف الأفريقية المشتركة للتعامل مع تلك التحديات ولتضطلع أفريقيا بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية، وذلك بالتعاون والتنسيق الحثيث ما بين مصر وأشقائها من الدول الأفريقية.
وأكد على أن القمة الأفريقية ستعقد تحت شعار«اللاجئون والعائدون والنازحون داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا»، الذي يأتي اختياره مواكباً لما تشهده أفريقيا من تزايد في أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، مما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقاً لمُقاربة شاملة في إطار من المسئولية الجماعية، حيث من المنتظر أن يشهد جدول أعمال القمة تناولاً مكثفاً لعدد من أهم الموضوعات التي تشغل الشعوب الأفريقية، والتي تندرج بالأساس تحت محوري التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي والهيكلي للاتحاد الأفريقي.
بالنسبة للمحور التنموي؛ قال طارق رضوان أنه سيتم ماقشة القمة عدداً من موضوعات التنمية المستدامة في إطار أجندة التنمية الأفريقية 2063، أبرزها مسألة التكامل والاندماج الإقليمي من خلال تطوير البنية التحتية القارية ومشروعات الربط القاري، ومتابعة جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتعظيم التنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الاستراتيجيين للقارة من الدول والمنظمات لحشد التمويل والدعم اللازمين للجهود التنموية في أفريقيا، ودفع المساعي القائمة لطرح حلول مبتكرة للتغلب على التأثير السلبي لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالصحة والتعليم والابتكار وتوطين التكنولوجيا.
وفيما يتعلق بمحور السلم والأمن، أوضح رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، أنه سيتم التباحث بشأن آخر التطورات على صعيد أبرز بؤر النزاعات في أفريقيا، فضلاً عن المساعي القارية الحثيثة لتسويتها وتعزيز أطر الدبلوماسية الوقائية بالقارة من خلال اتخاذ تدابير عملية لتطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020، وكذلك جهود إعادة إحياء السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، بالإضافة إلى أنشطة مكافحة آفة الإرهاب والتطرف بالدول الأفريقية.
مراسم انتقال السلطة
وحول مراسم تسليم رئاسة الاتحاد الافريقي لمصر، قال النائب طارق رضوان، إنه ستتم غدًا فى القمة بعد أن يقوم رئيس رواندا بافتتاح القمة، والتحدث عن نشاط الاتحاد العام الماضى، ويلى ذلك تسليم رئاسة الاتحاد للرئيس السيسى، مضيفًا ان إجراءات انتقال الرئاسة من دولة لدولة تتم فى بداية اجتماع القمة، حيث يتحدث أولا الرئيس الرواندى، وذلك بصفتة رئيس الدولة التى تولت رئاسة الاتحاد لعام 2018، وسيسلم الرئاسة للرئيس السيسى، الذى يقوم بعدها بإدارة القمة، واستعراض رؤيته حول أولويات القارة خلال عام تولى الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى.
عقب ذلك يلقى الرئيس السيسى كلمته أيضًا، لتبدأ رئاسة مصر الفعلية للاتحاد منذ ذلك الحين، ويكون ذلك بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى، ورؤساء الدول الإفريقية المشاركة بالاتحاد، وسيكون هناك جلسة مغلقة للقادة ورؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية يستعرض خلالها الرئيس الذى تنتهى مدة رئاسته للاتحاد، وهو الرئيس الرواندى بول كاجامى ما أنجزه خلال فترة رئاسته على صعيد الإصلاح المؤسسى، على حد ذكر رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب.
أيضًا- بحسب طارق رضوان، يستعرض رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى التحديات المتعلقة بالإصلاح المالى والإدارى فى الاتحاد الإفريقى، كما يقدم رئيس النيجر محمدو ايسوفو أيضا تقريرا حول التقدم المحرز، فيما يخص اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، ويعقب ذلك مراسم الصورة الجماعية، وبعد ذلك تبدأ أعمال القمة 32العادية للاتحاد الإفريقى ويتحدث خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس المنتهية ولايته الرئيس بول كاجامى، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى.
قمة ثلاثية
وقال النائب طارق رضوان، إنه من المتوقع عقد قمة ثلاثية مع كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا أبى أحمد والرئيس السودانى عمر البشير وذلك على هامش أعمال القمة الأفريقية بأديس أبابا، ستناقش القمة أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال الدورة 32 للاتحاد الافريقى، وأيضا تطورات الأوضاع فى القارة وجهود إحلال السلم والأمن ومكافحة الارهاب وحل النزاعات الحالية فى عدد من دول القارة؟.
ومن ناحية أخرى، سيتم استعراض تطورات المفاوضات الجارية فى إطار اللجنة الوطنية الثلاثية حول سد النهضة، فى إطار مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاثة والمنفعة المشتركة، استعراض نتائج الاجتماعات التى عقدها وزراء الخارجية والرى من الدول الثلاثة واللجنة الوطنية الثلاثية. أنه من المقرر أيضاً أن تبحث القمة الثلاثية مُجمل جوانب العلاقات القائمة بين الدول الثلاثة، وسبل تعزيز التعاون بينها ومستجدات تفعيل الصندوق الاستثمارى المشترك بين الدول الثلاثة لتمويل مشروعات البنية التحتية. ومن المقرر أن يعقب القمة الثلاثية مؤتمر صحفى.