«لا نريد تلويث الكوكب».. لماذا قرر زوجان كولومبيان إجراء جراحة لمنع الإنجاب؟
الجمعة، 08 فبراير 2019 06:00 م
الأطفال هبة من الله عز وجل، يمنحها للبعض ويحرم منها البعض الآخر، رغم شتى المحاولات، والغريب فى الأمر أن تجد زوجين كولومبيين قد قررا عدم الإنجاب، بل إنهما يبحثان عن طريقة تجعلهم عاجزين عن الإنجاب نهائيا، وذلك لاعتقادهما أن الأطفال يلوثون الكوكب، وأنهما لا يريدان المشاركة في زيادة سكان العالم بطفل يحمل جيناتهم، قائلين إنها "جريمة تستحق العقاب".
فاجأت "ناتالي جوزمان"، وزوجها "أندريس فلو"، أسرتهما وأصدقائهما ونشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، من خلال نشر صورة تذكارية لهما، ليعلنان من خلالها قرارهما الصادم بالحصول على تذكرة لتحديد موعد إجراء عملية "استئصال القناة المنوية"، وهي وسيلة يتبعها الرجل لمنع الإنجاب، حيث تتميز بأنها لا تؤثر نهائيا على العملية الجنسية، ويتم خلال العملية قطع وربط القناتين الدافقتين اللتين تنقلان الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى السائل المنوي، ومن المؤكد عدم حدوث حمل نهائيا بعد إجراء تلك العملية الجراحية.
ووفقا لما ذكره موقع "LADbible" الأمريكي، فإن الزوجان الكولومبيان كتبا على الصورة التى نشراها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "نريد أن نشارككم فرحة كبيرة.. لن نكون أبداً من الآباء"، حيث برر الزوجان قرارهما للجميع بعبارة: "لا نريد أن نشارك في تلويث الكوكب بإنجاب طفل جديد"، مشيرين إلى أن الزيادة السكانية حول العالم قد تسببت في تشريد العديد من الأطفال، وعدم توفير حياة كريمة لبعضهم، ما أدى لانتشار الإدمان، وارتفاع معدلات الجريمة في حق الأطفال.
الزوجان الكولومبيان ذكرا ضمن مبررات قرارهما بعدم الإنجاب أيضا بعض المميزات التى سيحظيا بها حال عدم إنجابهما أطفالا، والتى جاء على رأسها السفر والخروج بحرية تامة، وعدم تحمل مسئولية طفل صغير يحتاج كثير من الرعاية، إلى جانب توفير مبالغ طائلة هى تكلفة الإنجاب، ما دفع الجميع للانقسام بين مؤيد ومعارض للفكرة.
جاء من بين المعارضين الذين تفوقوا عددا على المناصرين للفكرة أحد الأشخاص الذى كتب عبر حسابه بـ"فيس بوك": "يبدو أنها ليست طريقة ذكية لوصف أو شرح لماذا لا تريدان إنجاب الأطفال.. ولكن كيف يكون الأطفال تلوثًا؟"، بينما علق آخر قائلا: "ماذا سيكون رد فعلك إذا كان والدك قد فعل الشيء نفسه.. إن الطفل لا يخطئ أبدا.. إنها نعمة بدونها لن تكونوا سعداء.. إنكم أنانيون للغاية".
وعلى الرغم من كثرة التعليقات السلبية التى حصل عليها الزوجان صاحبى الفكرة الغريبة، إلا أن بعض الأشخاص تفهموا وجهة نظرهما، وأكدوا أنه قرار "حكيم جدا وذكي"، كما يرى البعض أن ذلك القرار من شأنه حماية الطفل الجديد من حياة العبودية التي تمارس على سطح كوكب الأرض.