«جويدو» يأبى و«مادورو» يكابر.. سيناريوهات فنزويلا خلال فرصة الـ 90 يوما
الجمعة، 08 فبراير 2019 01:00 م
خوان جويدو، أعلن نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا، (الأربعاء)- وبالتحديد 23 يناير 2019- وتلقى دعما مباشرا بعد ذلك بساعات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليشعل إعلان (جويدو) فتيل أزمة في البلاد تجاوزت حدودها الجغرافية.
واعترف «ترامب» بـ«جويدو» رئيسا شرعيا للبلاد ورأى أنه الممثل الشرعي الوحيد للديمقراطية في فنزويلا واعتبر «مادورو» رئيسا غير شرعي، كما طالبت أمريكا بعقد جلسة لمجلس الأمن، (السبت)، من أجل الاعتراف بـ«جويدو» رئيس لفنزويلا. وتسبب دعم «ترامب»، لـ«جويدو»، في إعادة النظر مرة أرخى في الأمر لدى شريحة كبيرة، وبدؤوا ينظرون للأمر، بخوف وترقب، خاصة وأن أمريكا تطمع في أن تسيطر على فنزويلا.. وربما كانت تلك المخاوف هي التي دفعت بالعديد للتظاهر، أملا في ألا تشهد الدولة التابعة لأمريكة الجنوبية ثورات، مماثلة للربيع العربي.
أما دول الاتحاد الأوروبي فقالت إنها تؤيد المعارضة الفنزويلية، ولوحت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، بالاعتراف بزعيم التجمع الوطني رئيسا لفنزويلا بحال عدم إجراء انتخابات نزيهة خلال (8) أيام. ويبدو أن الوضع في فنزويلا يتطور بشكل مستمر، خاصة بعد أن أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية وسياسة الأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، (الخميس)، أن مجموعة الدول المشاركة في اجتماع «مونتيفيديو» حول فنزويلا أمهلت الرئيس الفنزويلي نيقولاس مادورو (90 يوما) لإجراء انتخابات شرعية ونزيهة.
وقالت «موجيريني»- خلال افتتاح اجتماع «مونتيفيديو» حول فنزويلا المنعقد فى أوروجواى- إن الاتحاد الأوروبي وأمريكا قررا تسريع الأمور السياسية نظرا للوضع المتأزم فى فنزويلا.. وهدف المجموعة ليس إيجاد حلول لأن الحلول يجب أن تنشأ من الشعب الفنزويلي.. وفقا لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
وتابعت: «ندعم حلا سياسيا مسالما من الشعب الفنزويلى نفسه مبنيا على انتخابات حرة ونزيهة.. يجب احترام الحريات والديمقراطية.. والعنف ليس حلا.. ناقشنا كيف يمكننا المساعدة للبدء بانتخابات شرعية ونزيهة فى فنزويلا». وأردفت: «لدى مادورو 90 يوما لعمل انتخابات شرعية ونزيهة، وهذه المدة المعطاة منا جميعا فى هذه المجموعة ووافقنا أن نرى ماذا سيحدث بعد انتهاء المهلة»، وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد لفتح مكتب للمساعدات الإنسانية في كاراكاس في الأسابيع المقبلة.
كانت كل من: «روسيا، وتركيا، وإيران، والصين، وسوريا»، وقفت إلى جانب الحكومة المنتخبة- الرئيس مادورو بتعبير أدق- إذ أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لمادورو في اتصال هاتفي واعتبر التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لفنزويلا مخالفا للقوانين الدولية.
وطالب «مادورو» بإيجاد حل سلمي للأزمة عبر الحوار، وبعد ذلك بيومين أبدت روسيا استعدادها لأن تكون «وسيطا» بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا. ومن جانبها استنكرت سوريا تدخل أمريكا في الشؤون الداخلية لفنزويلا وعبرت عن وقوفها إلى جانب «مادورو».
كما أعلن الجيش الفنزويلي وقوفه إلى جانب «مادورو»، ليعود «جويدو» ويوجه نداء للقوات المسلحة، (الجمعة)، يطالبها فيها بالوقوف إلى جانب «الشعب والدستور». وقال إن الجيش سيكون أمام اختبار هام في الأيام المقبلة.
وحذر الكرملين من العواقب الكارثية لأى تدخل عسكرى فى فنزويلا، مؤكدا ثبات موقفه الداعم للحكومة الشرعية فى فنزويلا والرئيس المنتخب نيكولاس مادورو.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف وفقا لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية، إن مسألة عرض اللجوء لمادورو فى روسيا غير موجودة على جدول الأعمال ولم تبحث أبدا، مؤكدا أنه ليس لدى موسكو أية اتصالات مع الولايات المتحدة حول المسألة الفنزويلية.
وأكد بيسكوف أن موسكو لا تجرى مفاوضات مع دول أمريكا اللاتينية بشأن الوضع فى فنزويلا، ولكنها تبلغ كل من يعنيهم الأمر خلال تبادل وجهات النظر، بعدم جواز التدخل فى هذه الأزمة من الخارج. وأضاف أن هناك تبادلا مكثفا للآراء مع جميع الشركاء الأجانب، مشددا على أن هذا الموقف الروسى يتم إبلاغه بطريقة منهجية إلى محاورى روسيا فى العالم.
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا، إثر إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، فيما سارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا، كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراجواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، جواتيمالا وجورجيا ثم بريطانيا.
كان الإعلان الفردي للنائب خوان جوايدو بصفته «الرئيس المسؤول» عن فنزويلا، أثار أزمة سياسية لا تزال تقسم العالم، وظهرت بشكل واضح تعارض المواقف بين عدد من أهم دول الاتحاد الأوروبي بشأن طريقة التعامل مع الأزمة، ففي الوقت الذي اعترفت فيه إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، والتشيك، وليتوانيا ولاتفيا، والسويد، والدنمارك، وهولندا، والنمسا، والبرتغال بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، عارضت إيطاليا واليونان تولى جوايدو السلطة التنفيذية في كاراكاس.
الاحتمالات الممكنة
ربما السيناريوهات المتاحة في الأزمة الفنزويلية ليست كثيرة.. فمن المرجح أن يشتعل الوضع أكثر، خاصة في ظل تضارب المواقف، وظهور الوجه الأخر لأمريكة، والذي قد يبشر بعداء جديد بين أمريكا وروسيا ولكن تلك المرة على أرض فنزويلا.
ربما السيناريوهات المتاحة في الأزمة الفنزويلية ليست كثيرة.. فمن المرجح أن يشتعل الوضع أكثر، خاصة في ظل تضارب المواقف، وظهور الوجه الأخر لأمريكة، والذي قد يبشر بعداء جديد بين أمريكا وروسيا ولكن تلك المرة على أرض فنزويلا.
السيناريو الأول:
تفاقم الأزمة، ورفض «جويدو»، العودة في موقفه وتمسكه بإعلان نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، وهو ما قد يتسبب في معادة بين الأطراف الداخلية في فنزويلا، وقد يتسبب في انقسام الجيش، ما بين مؤيد ومعارض لـ«مادورو».
السيناريو الثاني:
تطور التدخل في فنزويلا، إلى أن يتسبب الوضع في تواجد قوات من روسيا، والدول المؤيدة لـ«مادورو»، إضافة إلى قوات من أمريكا، من المؤيدين لـ«جويدو»، وهو ما قد يشعل فتيل الحرب الأهلية في فنزويلا، ويلبي رغبة أمريكا في السيطرة على فنزويلا.
السيناريو الثالث:
انسحاب «جويدو»، من المشهد مجددا وعودته إلى البرلمان الفنزويلي، منعا لاشعال فتيل الحرب الأهلية في فنزويلا، وانتظار الانتخابات المقبلة للدولة التابعة لأمريكة الجنوبية حتى يتم إقصاء «مادور» من قصر الرئاسة.
السيناريو الرابع:
رضوخ «مادور»، للحملة التي يقودها «جويدو»، حتى لا يشتعل فتيل الحرب في بلاده، ويتزايد حجم التدخل، والنجاة من ربيع أمريكا الجنوبية المرتقب.