ضجيج بلا طحين.. لماذا فشلت إيران في إطلاق قمر صناعي للفضاء؟
الجمعة، 08 فبراير 2019 12:00 م
فشلت إيران، للمرة الثانية يوم الخميس، فى إطلاق قمر صناعى إلى الفضاء، وهي المرة الثانية خلال هذا الشهر، وفق ما أظهرته صورة فضائية نشرتها شركتى «ديجيتا جلوب، وبلانيت» الأمريكيتين المتخصصتين فى تحليل الصور الفضائية.
وقالت الشركتين على موقعهتما بالإنترنت، إن محاولة الإطلاق أجريت على الأرجح من قاعدة شمالى إيران تحمل اسم «مركز الإمام الخمينى للفضاء»، وأوضحت «بلانيت» أن آثار الحريق التى تأتى عادة بعد الإطلاق ظهرت بعد أيام من رصد نشاط فى الموقع.
وأحدث محاولة أجرتها طهران يوم الخميس هي المحاولة الخامسة من نوعها فى مجال إطلاق الصواريخ الفضائية منذ عام 200، فقد كانت إيران قد أعلنت إنها بصدد إطلاق القمر الصناعي «دوستي» أو «الصداقة». وأخفقت عملية إطلاق في يناير الماضي في وضع قمر صناعي آخر يدعى «بايام»، أو الرسالة، في المدار، يأتى ذلك فى وقت تقول فيه الولايات المتحدة إن عمليات إطلاق كهذه تشكل تحديا لقرار مجلس الأمن الذي يدعو إيران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على إنتاج أسلحة نووية.
وتصر إيران، التي طالما قالت إنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، على أن إطلاق الأقمار الصناعية والاختبارات الصاروخية عمليات لا تحوي أي عنصر عسكري، فيما وتقول طهران إنها لا تنتهك قرار الأمم المتحدة الذي «يدعوها» فقط إلى عدم إجراء مثل هذه الاختبارات، وقد حذر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الشهر الماضي، من أن إيران تنوي في الشهور القريبة إطلاق أقمار اصطناعية، قائلا إن إطلاق الأقمار الاصطناعية يشكل خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي يمنع إيران من أجراء تجارب على صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
وقد قال وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، منذ 3 أسابيع إن الصاروخ الناقل للقمر الاصطناعي (بيام) قطع بنجاح المرحلتين الأولى والثانية، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى المرحلة الثالثة، وبالتالي لم يستقر (بيام) في مداره.
وتسعى إيران إلى إخفاء برنامجها الصاروخي عن أعين الولايات المتحدة بعد فرض واشنطن عقوبات على أشخاص ومؤسسات في طهران مؤخرا بسبب اختبارات الصواريخ، ويعد إطلاق أقمار صناعية في الفضاء طريقة مثالية لإخفاء برنامج الصواريخ، ولم تتوقف طهران عن محاولات تطوير برنامج الصواريخ الباليستية حتى بعد توقيعها الاتفاق النووي مع القوى الست الكبرى في جنيف منتصف 2015، حيث أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني منذ ذلك الحين 8 اختبارات علنية على صواريخ باليستية.