أمريكا VS روسيا.. فنزويلا تتحاول إلى ساحة صراع جديدة بين واشنطن والكرملين
الجمعة، 08 فبراير 2019 09:00 ص
منذ نحو عامين قبل الآن، بدأت الأوضاع الاقتصادية في فنزويلا تشهد حالة من التردي، دفعت بـ«كاراكاس»، إلى الهاوية، وجعلت الأوضاع تشتعل في الدولة التابعة لأمريكة اللاتينية، التي كانت وما تزال مطمعا أمام أمريكا.
ويبدو أن الطمع الأمريكي، الذي زرع منذ قديم الأزل بدأ يؤتي ثماره، خاصة بعد أن تولى نيكولاس مادورو موروس، السياسي المخضرم، ووزير خارجية فنزويلا السابق، ورئيسها المطاح به على يد خوان جوايدو. فتنبأ الأوضاع في فنزويلا بربيع أمريكا الجنوبية، على غرار الربيع العربي.
وربما كان الطمع الأمريكي، ومحاولتها الدءوبة في إسقاط «مادورو»، هي السبب في تدخل روسيا، ودعمها لرئيس فنزويلا المنتخب. خاصة وأن أزمة حكومة نيكولاس مادورو، تشكل خطرًا سياسيًا على حكومة فلاديمير بوتين، التي قد تفقد حليفتها الرئيسية في أمريكا اللاتينية، ولكن أيضًا اقتصاديًا لاستثماراته المهمة في قطاع النفط، لذلك فقد أعطت روسيا، مثل الصين وتركيا، دعمها للرئيس نيكولاس مادورو، في مواجهة قرار الولايات المتحدة وبلدان العالم الأخرى بالاعتراف بالزعيم البرلماني خوان جوايدو كرئيس مؤقت.
ولكن يبدو أن روسيا لن تتراجع عن موقفه، فقد حذر الكرملين من العواقب الكارثية لأى تدخل عسكرى فى فنزويلا، مؤكدا ثبات موقفه الداعم للحكومة الشرعية فى فنزويلا والرئيس المنتخب نيكولاس مادورو.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف وفقا لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية، إن مسألة عرض اللجوء لمادورو فى روسيا غير موجودة على جدول الأعمال ولم تبحث أبدا، مؤكدا أنه ليس لدى موسكو أية اتصالات مع الولايات المتحدة حول المسألة الفنزويلية.
وأكد بيسكوف أن موسكو لا تجرى مفاوضات مع دول أمريكا اللاتينية بشأن الوضع فى فنزويلا، ولكنها تبلغ كل من يعنيهم الأمر خلال تبادل وجهات النظر، بعدم جواز التدخل فى هذه الأزمة من الخارج. وأضاف أن هناك تبادلا مكثفا للآراء مع جميع الشركاء الأجانب، مشددا على أن هذا الموقف الروسى يتم إبلاغه بطريقة منهجية إلى محاورى روسيا فى العالم.
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا، إثر إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، فيما سارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا، كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراجواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، جواتيمالا وجورجيا ثم بريطانيا.
كان الإعلان الفردي للنائب خوان جوايدو بصفته «الرئيس المسؤول» عن فنزويلا، أثار أزمة سياسية لا تزال تقسم العالم، وظهرت بشكل واضح تعارض المواقف بين عدد من أهم دول الاتحاد الأوروبي بشأن طريقة التعامل مع الأزمة، ففي الوقت الذي اعترفت فيه إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، والتشيك، وليتوانيا ولاتفيا، والسويد، والدنمارك، وهولندا، والنمسا، والبرتغال بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، عارضت إيطاليا واليونان تولى جوايدو السلطة التنفيذية في كاراكاس.
وكان ترامب اعترف بـ«جويدو» رئيسا شرعيا للبلاد ورأى أنه الممثل الشرعي الوحيد للديمقراطية في فنزويلا واعتبر «مادورو» رئيسا غير شرعي، كما طالبت أمريكا بعقد جلسة لمجلس الأمن، (السبت)، من أجل الاعتراف بـ«جويدو» رئيس لفنزويلا.
أما دول الاتحاد الأوروبي فقالت إنها تؤيد المعارضة الفنزويلية، ولوحت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، بالاعتراف بزعيم التجمع الوطني رئيسا لفنزويلا بحال عدم إجراء انتخابات نزيهة خلال (8) أيام.
وفي سياق متصل تلقى «جويدو» دعما من بعض الدول اللاتينية أيضا وعلى رأسها: «الأرجنتين والباراجواي والبرازيل والإكوادور وتشيلي»، بالإضافة إلى كندا وعدد من الدول أمريكا الوسطى.
وكانت كل من: «روسيا، وتركيا، وإيران، والصين، وسوريا»، وقفت إلى جانب الحكومة، إذ أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لمادورو في اتصال هاتفي واعتبر التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لفنزويلا مخالفا للقوانين الدولية.
وطالب «مادورو» بإيجاد حل سلمي للأزمة عبر الحوار، وبعد ذلك بيومين أبدت روسيا استعدادها لأن تكون «وسيطا» بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا. ومن جانبها استنكرت سوريا تدخل أمريكا في الشؤون الداخلية لفنزويلا وعبرت عن وقوفها إلى جانب «مادورو».
كما أعلن الجيش الفنزويلي وقوفه إلى جانب «مادورو»، ليعود «جويدو» ويوجه نداء للقوات المسلحة، (الجمعة)، يطالبها فيها بالوقوف إلى جانب «الشعب والدستور». وقال إن الجيش سيكون أمام اختبار هام في الأيام المقبلة.