للنهوض بالثروة الحيوانية.. ماذا فعلت وزارة الزراعة للارتقاء بالقطاع؟
الخميس، 07 فبراير 2019 11:00 ص
تُشكّل الخدمة البيطرية، أحد أضلاع مثلث مقومات تنمية وتطوير الثروة الحيوانية إلى جانب التغذية، الأمر الذي يلقى بالمسئولية الكبيرة على هذا القطاع، للحفاظ على ثروات البلاد الحيوانية والداجنة والسمكية، فى وجه الأمراض والأوبئة خاصة الحمى القلاعية، ومرض الجلد العقدى وانفلونزا الطيور والبروسيلا وحمي الوادي المتصدع، وغيره من الأمراض.
وفطنت مصر منذ سنوات طوال إلى تلك المشكلات، فأنشأت عددا من معاهد البحوث الحيوانية والبيطرية والأمصال واللقاحات، ضمن منظومة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وكذلك كليات الطب البيطرى على مستوى الجمهورية، علاوة على إنشاء شركة حكومية للأمصال واللقاحات الحيوانية،غير أنه مع زيادة هذه الثروات وكذلك الاستيراد من الخارج، فقد دعت الحاجة إلى استكمال منظومة الخدمات البيطرية، بإنشاء مصانع جديدة، وهو ماتحقق بالفعل بوجود صرحٍ صناعى طبى بيطرى جديد.
مزارع أبقار
أكبر مصنع لإنتاج اللقاحات البيطرية
ووضعت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، حجر الأساس لإنشاء أكبر مصنع متخصص في إنتاج اللقاحات البيطرية، في الشرق الأوسط وأفريقيا، باستخدام خلايا الزرع النسيجي وتكنولوجيا المخمرات، وستكون 80% من طاقة إنتاج المصنع للتصدير، متخصص في إنتاج لقاح الحمي القلاعية، بطاقة إنتاجية 300 مليون جرعة لقاح أحادي أو 100 مليون جرعة لقاح ثلاثي، بالإضافة إلى إنتاج لقاحات بيطرية أخري، مثل: طاعون المجترات الصغيرة والجلد العقدي وجدري الاغنام والبروسيلا.
وأعلنت منى محرز، أن إنشاء هذا الصرح العملاق ،بمدينة الصالحية الجديدة محافظة الشرقية، يهدف إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج لقاح الحمي القلاعية في مصر، باستخدام العترات المحلية وأيضا تصدير اللقاحات للدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط ودول آسيا، وتوفير فرص عمل للشباب، وتقليل استيراد اللقاحات من الخارج مع توفير العملة الصعبة.
مزارع ماشية
شراكة مصرية عربية
وأضافت منى محرز، أن هذا المصنع هو نتاج شراكة مصرية وعربية،حيث دخلت الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي كشريك، وسيتم إنشاء المصنع علي مساحة 2000 مترا مربعا، كما سيتم إنشاء معامل المستوي أمان حيوي ثالث، مجهزة بأحدث الأجهزة لمراحل البحوث والتطوير، وسيتم استخدام النظام المُغلق في جميع خطوط الإنتاج، وكل مراحل الإنتاج، ويمتلك هذا المصنع العديد من الخبرات العملية والمعملية، لإنتاج اللقاحات البيطرية، ويوجد به خبراء وعلماء من الشباب، تم تدريبهم على أعلى مستوى لإنتاج اللقاحات وتطبيق المعايير الدولية، وإجراءات الأمن الحيوي في المعامل البيولوجية.
مزارع جاموس
تعزيز البحث العلمى
وضمن الجهود المصرية، استقبلت نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وفداً من أساتذة جامعة أوبسلا السويدية، وباحثين وخبراء من المعامل المرجعية، للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، لتشخيص انفلونزا الطيور بألمانيا، لدعم وتعزيز البحث العلمي وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، في مجال مكافحة الأمراض الحيوانية والداجنة.
وتم خلال اللقاء استعراض 3 مشروعات بحثية مشتركة، بالتعاون مع المعاهد البحثية التابعة لوزارتى الزراعة والصحة، سيتم توفير تمويلها من جهات بحثية وجامعات في السويد وألمانيا.
ويساهم المشروع الأول، في تطوير مزارع الدواجن الصغيرة، والتربية المنزلية للطيور في الريف، حيث سيتم اختيار بعض القري الصغيرة في الدلتا والظهير الصحراوي، لجمع عينات من الطيور، لفحصها لبعض الأمراض المشتركة، التي تصيب الإنسان، ومنها فيروس إنفلونزا الطيور وبكتيريا الكمبيلوباكتر، والمقارنة بين نتائج المزارع التي تطبق إجراءات الأمان الحيوي، وذلك بفحص العينات من القطاعين، ودراسة العوامل البيئية، التي تؤثر على انتشار هذه الأمراض وطرق انتقالها، والقيام بالتوعية بخطورة هذه الأمراض وأهمية تطبيق الأمان الحيوي.
وضع حجر الأساس لمصنع اللقاحات البيطرية
خطة مشتركة لحماية المواطنين
وأكدت محرز، على ضرورة التنسيق مع وزارة الصحة،للمشاركة في هذا المشروع،ووضع خطة مشتركة لحماية المواطنين من الأمراض،كما أشارت نائب الوزير إلى أن سلامة الغذاء من أولويات وزارة الزراعة، وأن تلك المشروعات ستساهم في ذلك، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتطبيق الآمن الحيوي، ومنع إنشاء مزارع جديدة في الدلتا وجذب الاستثمارات لإنشاء مزارع جديدة للدواجن في الظهير الصحراوي.
وأضافت محرز، أن المشروع الثاني يهدف إلى دراسة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، ومتابعة هذه العترات الجديدة، وتطوير طرق الفحص المعملي، للكشف عن هذه الميكروبات، ووضع خطة لمكافحة هذه الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، للحفاظ علي صحة المواطنين.
ويهدف المشروع الثالث إلى دراسة الأمراض التي تنتقل عن طريق الناموس والحشرات،مثل مرض حمي الوادي المتصدع واللسان الأزرق وحمي غرب النيل.
الدكتورة منى محرز مع الخبراء والعلماء والباحثين فى الأمصال واللقاحات البيطرية
وأبدى الوفد البحثي من السويد والمانيا، استعداده لتبادل الخبرات مع الباحثين المصريين، وتوفير تدريب الباحثين من المعاهد البحثية في مصر، علىي الأجهزة الحديثة، مثل: جهاز التحليل الجيني والجيل الثاني، وأحدث الطرق لتشخيص الأمراض الوبائية، والتدريب على العمل داخل معمل الأمان الحيوي المستوى الثالث، وتقديم منح دراسية لطلبة الجامعات، للحصول على الماجستير والدكتوراه من الجامعات السويدية والألمانية، والمشاركة في تنفيذ هذه المشروعات.
الدكتورة منى محرز مع المسئولين عن مصنع اللقاحات البيطرية