يعاملن كالجاريات.. إذلال التركيات على يد إردوغان في 17 عاما

في ظل صمت قوات الشرطة والدرك على المضايقات التي تلاحق النساء،صدرت تحذيرات متكررة لأنقرة من تنامي ظاهرة العنف ضد المرأة،فيما ترفض وزارة الأسرة والعمل في حكومة "العدالة والتنمية" إحصاء شكاوى المرأة تجنبا للفضيحة.

أكد نائب حزب الشعب الجمهوري مراد أمير أنه لا يوجد أي سجل في وزارة الأسرة يحصي حوادث العنف ضد المرأة، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب إلى مركز الاتصالات في القصر الرئاسي لمعرفة عدد الأشخاص الذين اتصلوا على الخط الساخن لشكاوى العنف الأسري.

صحيفة "جمهورييت" ردت على أمير قالت أنه جرى إعلان وصول 336 ألفا و564 طلبا عام 2018 على الخط الساخن 183 لاستقبال الشكاوى المتعلقة بالأسرة والمرأة والطفل والمعاقين التابع لوزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية.

أمير عاود التصريح لكشف سوءات أردوغان وحكومته، مؤكدا أن الأرقام التي عرضتها "جمهورييت" تكشف الحالة المزرية التي وصلت إليها البلاد خلال 17 عاما منذ وصول إردوغان للسلطة، فضلا عن الانحطاط الاجتماعي وتردي القيم في عهد حزب العدالة والتنمية.

تحذيرات أوروبية

المجلس الأوروبي حذر السلطات التركية من ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة نوفمبر 2018، مطالبا باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات للتصدي لهذه الظاهرة.

المجلس ذكر في تقرير بعنوان "منع العنف ضد المرأة وداخل الأسر": "نشعر بقلق بالغ حيال استمرار الآراء النمطية التقييدية داخل تركيا، لا سيما على المستوى السياسي والشعبي، وهي تستهدف المرأة وتشجع على العنف ضدها".

قال التقرير: "هناك قلق بالغ من عدم اتخاذ العقوبات اللازمة ضد أحداث العنف تجاه المرأة. لا توجد بيانات أو أدلة على التحقيق بشكل فعال في تلك الوقائع، و25% من إناث تركيا يجبرن على الزواج في سن أقل من 18 عاما".

كشف التقرير أن "27% من التركيات يتعرضن للمراقبة والتتبع والتحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل على مدار حياتهن، المسؤول عن هذا الوضع هي الحكومة التركية التي تقف مكتوفة الأيدي دون فعالية في حماية المرأة".

جرائم الأسرة
موقع "الجرائم ضد المرأة" المعني برصد الجرائم التي تطال النساء رصد في نوفمبر 2017 مقتل 1915 امرأة في الفترة من 2011 إلى 2017، مشيرا إلى مقتل واحدة من كل اثنتين على يد زوجها، فضلا عن مقتل 396 آخريات بعد الانفصال أو الطلاق.
صحيفة "هابيرتورك" أفادت أكتوبر 2017 أن 120 ألف امرأة تركية تعرضت للعنف من قبل الرجال، وفي يناير 2018 رصدت مجموعة "سنوقف قتل النساء" المعنية بالدفاع عن المرأة مقتل 28 امرأة خلال 2017، و21% من الضحايا قتلن عقابا على قرارات شخصية.

ضرب النساء
ظاهرة ضرب النساء تفاقمت في تركيا، لم تستثن منها الفنانات، وكشفت مجموعة "مور كاتي" المناهضة للعنف ضد المرأة أن الممثلة دينيز توركالي تعرضت للعنف على يد والدها، وأنها تشعر دوما بأنها مهددة في الأماكن العامة.

أضافت الممثلة حسب تقرير المجموعة التركية "أشعر به كأي امرأة، هناك عدد قليل من النساء القادرات على القول بأنهن لم يواجهن العنف قط، ولكن هناك أشياء أخرى لا يتم الحديث عنها، لاعتقادهن أنها أمور عادية".

الممثلة التركية بيريهات سافاش أعلنت تعرضها للعنف على يد زوجها السابق، قائلة: "الأمر ليس حول الضرب، بل إنه العنف الذي يهينك لأنك صنعت وجبة طعام سيئة"، مؤكدة أنه "على جميع النساء أن يتعلمن وأن يكسبن المال، وعلى الأسر أن تناضل لتعليم بناتهن بدل البحث عن زوج".

فيما ذكرت الممثلة مينة توغاي أنها تعرضت للعنف في إسطنبول على يد سائق حافلة، قائلة :"شعرت حينها بالرعب والعجز، عندما نظرت إلى الرجل وهو يضرب نافذة سيارتي باستمرار، لم أتمكن من أن أراه إنسانا، كان يحاول أن يضربني كما لو كنت جارية".​