استغل انقسام الجمهوريين لمصلتحة.. قصة تشكيل «ترامب» كيان مواز لحزبه
الأربعاء، 06 فبراير 2019 07:00 م
كشف خلاف كان قد اندلع حول تمويل الجدار العازل الذى يسعى البيت الأبيض لبنائه على الحدود مع المكسيك لاحتواء التدفق الكبير للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك، التحديات التى يواجهها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالداخل الأمريكى.
التحديات الت يواجهها " ترامب" لم تعد تقتصر على صراعه الكبير مع الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب، حيث امتدت كذلك إلى مجلس الشيوخ، والذى يحظى بأغلبية جمهورية، وهو ما بدا واضحا فى قيامه بإصدار تشريع من شأنه معارضة خطط الإدارة بالانسحاب من سوريا وأفغانستان.
دخول مجلس الشيوخ على خط الصدام مع " ترامب" يراه مراقبون يضع المزيد من الضغوط على كاهل الرئيس ترامب فى المرحلة الراهنة.
اللافت أن حالة الانقسام الراهنة داخل المعسكر الجمهورى ربما ليست الأولى من نوعها، فقد سبق وأن شهد حزب الفيل حالات مشابهة من التشرذم، منذ ما قبل صعود الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض قبل عامين، ففى خلال حملته الانتخابية، أعلن قطاع كبير من قيادات الحزب عن نيتهم عدم التصويت له خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما أن علاقته بعدد من أعضائه البارزين، وعلى رأسهم السيناتور الراحل جون ماكين، ورئيس مجلس النواب السابق بول رايان، وغيرهم بحالة من التوتر الدائم، إلا أنه فى النهاية كان يخرج فى معاركه مع المعارضين له من داخل دائرته الحزبية منتصرا فى النهاية.
الرئيس ترامب تمكن من صياغة حالة سياسية جديدة فى الداخل الأمريكى سمحت له بالاستئثار بولاء قطاع يبدو كبيرا بين أعضاء حزبه على حساب التوجهات والمبادئ الحزبية، بالإضافة إلى القيادات التاريخية ذات الخبرات الواسعة فى المجال السياسى على غرار بول رايان، والذى رفض الترشح فى انتخابات التجديد النصفى الأخيرة اعتراضا على سياسات الرئيس الأمريكى، وهو الأمر الذى ربما يسمح له بأن يخوض معاركه بشكل شخصى بعيدا عن النهج المؤسساتى الحزبى الذى تبناه مختلف الرؤساء السابقين.
وهنا يصبح حالة الانقسام الراهنة داخل الحزب الجمهورى فرصة جديدة للرئيس الأمريكى لتوسيع قاعدته الشعبية لتتجاوز الجانب الحزبى الضيق، لتشمل قطاعات أخرى من المواطنين الأمريكيين الذين يرون سياساته، والتى صاغها فى شعاره الانتخابى "أمريكا أولا"، بمثابة الملاذ الأخير الذى يقدم لهم الحماية من الأخطار التى طالما شعروا بها لسنوات طويلة جراء سياسات الحدود المفتوحة، والتى فتحت الباب أمام تقويض العديد من الفرص الاقتصادية الخاصة بهم، لصالح الأجانب، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية التى تفرضها مثل هذه السياسات.