رئيس «أفريقية النواب»: مصر تسعى إلى جعل القارة السمراء بقوة أوروبا (حوار)

الأحد، 03 فبراير 2019 12:00 م
رئيس «أفريقية النواب»: مصر تسعى إلى جعل القارة السمراء بقوة أوروبا (حوار)
طارق رضوان- رئيس أفريقية النواب
مصطفى النجار

- فوزنا بتنظيم كأس الأمم شهادة على الاستقرار الأمني والقضاء على الإرهاب الأسود

- علاقتنا مع أفريقيا تكاملية وتجمعنا روابط أقوى من المصالح الضيقة التي تبحث عنها دول أخرى
 
مصر وأفريقيا إيد واحدة.. بهذه الكلمات، بدأ النائب طارق ضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، حديثه عن العلاقات المصرية الأفريقية، مؤكدا أن مصر بدأت تستعيد دورها الأفريقى من جديد بعد أن قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتوحيد الجهود فى هذه الملف، مشيرا إلى سعى مصر لجعل القارة السمراء فى قوة أوروبا من خلال التكامل بين دول القارة ومصر، وهو ما سيظهر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى منوها لاتجاه مصر لتدريس التاريخ الأفريقى لطلاب التعليم الأساسى، فى هذا السياق جاء حوارنا مع رئيس اللجنة.
 
■ كيف ترى العلاقات المصرية الأفريقية في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي؟
 
- مصر دولة تعمل لصالح أفريقيا، وتدعم الدول الأفريقية دون تفرقة، وهو ما شهدت به جميع دول القارة السمراء، كما أننا دولة بكل مؤسساتها ننظر إلى أفريقيا، ليس بدافع انتهازى استثمارى، بل أنها امتداد للأصول المصرية، ويجب علينا أن نُعمق علاقتنا بأصولنا، وهذه هى نفس سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يُشدد دائمًا على ضرورة توفير كل سبل الدعم والحماية للعلاقات المصرية بالشعوب الأفريقية.
 
وحاليًا مصر تنظر لأفريقيا بنظرة متفردة، فنحن لسنا مثل المستثمرين من خارج القارة، الذين يبحثون عن علاقات تجارية واستثمارية قصيرة أو طويلة الأجل، بل أننا نبحث عن تكامل فى العلاقات، وتقوية دول القارة، لأن مصر قيادةً وشعبًا لديها قناعة بأن النهضة الحقيقية الداخلية، ستكون بالتكامل مع دول أفريقيا دون تفرقة، فالأقوياء دائمًا ما يساندون بعضهم البعض، لذلك علينا أن نعرف ونؤكد على قوة دول القارة، إلا أن التفرقة والعمل بشكل فردى، لن يخلق أقوياء قادرين على الاستمرار ثقافية وعلميًا وفكريًا وتجاريًا وصناعيًا وزراعيًا لفترة طويلة، لذلك مددنا أيدينا لأشقائنا الأفارقة، ووجدنا ترحيبًا كبيرًا منهم، كما أن دولًا كثيرة عرضت على مصر التدخل لنزع فتيل الصراعات الداخلية لديها، وهو ما يدل على قوة النظرة التاريخية لمصر، أنها بمثابة الأخ الأكبر، والقاضى العادل، ونتمنى أن نكون عند حسن ظن الأشقاء فى أفريقيا فى ملف السلام والمحبة.
 
■ ما تقييمك لفوز مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية؟
 
- فوزنا بتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، هو رسالة قوية وحدث مهم، يؤكد مدى ثقل مصر، وهو اعتراف بأنها دولة رائدة ولها مكانتها فى قلب القارة السمراء، كما أراه إعلانا دوليا بأن مصر استطاعت القضاء على الإرهاب الأسود، بفضل قواتها المسلحة والشرطة المصرية.
 
أرى أيضا أن إحدى أهم الرسائل التى يؤكدها هذا الفوز، يتمثل فى مدى الاستقرار الأمنى، الذى تتمتع به مصر، ودحض الشائعات الخبيثة حول الأوضاع الأمنية فى البلاد، وكونه تأكيدا على ما تتمتع به مصر من إمكانيات وبنية تحتية، تمكنها من استضافة مثل هذا الحدث المهم.
 
وأتوقع أن تُسهم بطولة كأس الأمم الأفريقية بدور مهم فى تنشيط السياحة المصرية، لاسيما أن كرة القدم من الألعاب التى تكون محط اهتمام العالم.
 
■ شهدت لجنة الشئون الأفريقية تطورًا كبيرًا منذ رئاستك لها فماذا فعلت؟
 
يمكننا أن نقول إننا فتحنا صفحة جديدة كمجلس نواب وحكومة مصر مع الإخوة فى الدول الأفريقية، وبدأنا بالفعل تبادل الزيارات الرسمية ومقابلة الوفود الرسمية التى تزور مصر، للتعرف على المشاكل التى يواجهونها فى التعاون المثمر مع مصر، ومناقشة المقترحات الحالية والمستقبلية، ونقوم بالتواصل فورًا مع الجهات المعنية فى مصر، لتذليل العقبات التى تواجه أى تفعيل لنشاطات أو فعاليات متبادلة، وبصراحة نجد ترحيبًا من كل المؤسسات سواء وزارات أو شركات وغيرها، لذلك يمكن توصيف الوضع فى مصر بأنه توجه عام للشعب المصرى والقيادة السياسية، لتقوية العلاقات الأفريقية. 
 
■ ما هو الأسلوب الأمثل للعودة إلى القارة الأفريقية وزيادة أوجه التعاون انطلاقا من رؤية القيادة السياسية برئاسة الرئيس السيسي؟
 
- استضفنا فى لجنة الشئون الأفريقية وزراء الصناعة والاستثمار والتعاون الدولى والثقافة والشباب والرياضة والتعليم العالى والبحث العلمى والهجرة وشئون المصريين فى الخارج والصحة، وممثلين عن وزارة الخارجية وغيرها، لزيادة أوجه التعاون مع الدول الأفريقية، وهو ما بدأت تظهر بوادره، كما قدمت اقتراحًا لوزير الصناعة لتوفير غطاء تبادلى للسلع بين مصر ودول أفريقيا، ليمكن استغلاله بدلاً من الغطاء المالى، وهو ما رحب به الوزير، وأكد لى أن بنك تنمية الصادرات، سيقوم بهذا الدور.
 
■ ما أبرز ما يمكن تقديمه خلال الفترة المقبلة إلى أفريقيا؟
 
- بدأنا نتحدث مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى، لتنظيم بعثات علمية إلى جانب البعثات التى ينظمها الأزهر الشريف والكنيسة للتبادل العلمى، ونشر الثقافة والوعى بين مصر والشعوب الأفريقية، بالتركيز على الأجيال الشابة، لأنهم أمل الحاضر وكوادر المستقبل، لنشر السلام والمحبة، وهم القادرون على تكوين روابط اقتصادية مستقبلية للنهوض بأحوال القارة، وليس دولة منفردة، لتكون القارة الأفريقية بقوة أوروبا وأستراليا على سبيل المثال.
 
كما أنه يجرى الاتفاق مع وزير التربية والتعليم، لتدريس تاريخ أفريقيا لطلاب المدارس فى التعليم الأساسى للتوعية بالعلاقات التاريخية بين مصر وشعوب أفريقيا وزيادة الثقافة، كما أنه تم الاتفاق مع وزيرة الثقافة على تنظيم عدد من الفعاليات الفنية بالتعاون مع دول أفريقيا لإحياء التراث الأفريقى، وإبراز الدور المصرى فى هذا الشأن، الذى يمتد لآلاف السنوات، هذ إلى جانب ما تم الاتفاق عليه مع وزير التعليم العالى، الدكتور خالد عبدالغفار، والخاص بزيادة عدد البعثات العلمية الممنوحة لدول أفريقيا للدراسة فى الجامعات المصرية، الأمر الذى يساهم فى ربط الشباب الأفريقى بمصر، ويساهم فى نشر العلم فى دول القارة، كذلك إرسال بعثات مصرية للدول الأفريقية، لتلقى العلم والتعرف على الثقافات التى تتقارب مع الثقافة المصرية فى بعض الأمور والمساهمة فى بناء الدول الشقيقة.
 
■ دائمًا ما ترفض وصف الأفارقة الموجودين فى مصر بسبب ظروف بلدانهم بأنهم لاجئون.. فماذا هى فلسفتك فى ذلك؟
 
- بالتأكيد أرفض وصف وجود أفريقى فى مصر بصفته «لاجئ»، لأن مصر لا تتاجر بقضايا الشعوب، التى أتوا لها بسبب ظروف سياسية أو أمنية متوترة فى بلدانهم، بل تراهم إخوة، ولهم نفس حقوق الشعب المصرى، ويحظون بكل احترام ومحبة، وتدافع مؤسسات الدولة عن هذه الحقوق، انطلاقا من الأخوة والإنسانية والجيرة، وقبل ذلك كانت مصر طوال تاريخها، وستظل هى «أم الدنيا»، وهذا اللفظ ليس تعبيرًا إنشائيًا، بل هو مجموعة من الأفعال، تُترجم على أرض الواقع من خلال سياسيات، وتحركات يلمسها كل فرد فى المجتمع.
 
كما أريد أن أؤكد، أن مصر لم تشهد حالة ترحيل لغير مصرى إلا فى حالات محدودة جدًا، ونادرًا ما حدث ذلك مع أفارقة أو عرب، إذ أن مصر دولة أفريقية عربية، وكل السياسات التى تتبعها مؤسسات الدولة تؤكد ذلك، كذلك يمكن أن نقول إننا بالفعل عالجنا فترة الجفاف، التى مرت بها العلاقات المصرية الأفريقية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق