كيف ساهم ساندوتش «ماكدونالدز» في حل الاتحاد السوفيتي سنة 1990؟ (قصة صورة)

في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وبينما كان الاتحاد السوفيتي يلملم جراحه من دعوات الإنفصال التي طالت جمهورياته كانت الحرب الباردة في أوجها بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، حاولت أمريكا مراراً وتكراراً  ان تصل إلى السوق السوفيتية التي ظلت لـ نص قرن منغلقة على نفسها.

 

حيث حدثت مبادرة مشتركة بين أكبر سلسلة  مطاعم أمريكية في العالم "ماكدونالدز" ومجلس مدينة موسكو، ووضعت الخطة لأول مرة عندما التقى جورج كوهون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز في كندا، بالمسؤولين السوفييت في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مونتريال عام 1976.

 

هذه المباردة ظلت مُلعقة حتى تدهورت أوضاع الاتحاد السوفيتي بصورة غير  طبيعية ووعود غروباتشوف بالإصلاح الاقتصادي التي فشلت في نهايتها، إلى أن جاء يوم 31 من يناير مثل هذا اليوم من عام 1990، عندما تغير الزمن في موسكو.

5 ألاف روسي يأكلون ماكدونالدز
حيث اصطف حشد بلغ عدده أكثر من خمسة ألاف مواطن سوفيتي في ساحة بوشكينسكايا قبل أن يفتتح فرع ماكدونالدز لأول مرة وكان الناس من مدن أخرى يتدفقون نحو المطعم فقط من أجل الحصول على ساندوتش همبرغر واحد.

 

وقتها التفت أنظار العالم كلها إلى موسكو فهذه كانت أول مرة يُسمح للبضائع الأمريكية أن تتادول بين الروس، الوقوف في طوابير طويلة لم تكن تُمثل أية مشكلة للروس فقد  اعتادوا منذ اندلاع الثورة البلشفية عام 1917 على الوقوف في طوابير طويلة لعدة أيام فقط للحصول على حصتهم الشهرية من السكر والشاي، لكن الأمر بات مختلفاً أمام وجبات ماكدونالدز.

 

حيث قال المصور الروسي ميتيتا كشيليفيتش الذي التقط عشرات الصور في ذلك التاريخ عبر تصريحات صحفية سابقة أنهم وقفوا تحت أشعة الشمس الحارقة لنحو 8 ساعات.

 

وأوضح أنه بمجرد دخول ألاف الروسين إلى مطاعم ماكدونالدز وقفوا عند  الصناديق خلف المنضدة الضخمة، وكان الموظفون يتحركون كالنحل ويقدمون وجبة واحدة تلو الأخرى، واللافت في الأمر أن الشعب لم يكن معتاد على هذا النوع من الطعام الأميركي لدرجة أن الطوابير أمام المرحاض كانت مشابهة للطوابير التي تقف خارج المطعم، فمعظم من أكلوا لم تتحمل أمعائهم هذه اللحوم الدهنية.

أكبر فرع ماكدونالدز في العالم
وفي وقت بناء مقر ماكدونالدز بموسكو كان هذا الفرع هو الأكبر في العالم، بحيث كان المكان يحتوي على 900 مقعد مع وجود المئات من الموظفين الذين تم اختيارهم بعناية بعدما تقدم للوظيفة ما يقارب من 35 ألف شخص في حين كان متوسط الراتب حوالي 150 روبل شهرياً، كانت وجبة "بيغ ماك" الشهيرة تُباع بـ3.75 روبلات، لكن ذلك لم يمنع الناس من التهافت للحصول على هذا المذاق لأول مرة.