مريهان حسين في السجن.. كواليس الليالي الأولى خلف القضبان (صور)
الخميس، 31 يناير 2019 06:00 م
في يونيو 2016، وعلى طريق المنصورية بالهرم، كانت بداية رحلة الألم، للفنانة الشابة ميريهان حسين، وهي تتناول الكحوليات حتى أُسكرت، فلم تشعر بشئ سوى انطلاقها على الطريق بسرعة عالية متخطية المسافات، ومتجاوزة لحدود الزمن في عالمها التي باتت داخله، وبالقرب من أحد أكمنة قسم شرطة الهرم كان المشهد الأول للفتاة التي رفضت الوقوف واصطدمت بالحواجز الحديدية، لتصيب أحد ضباط الكمين، ليستقر به الحال ملقى على الأرض.
حاولت القوات الأمنية إيقافها بعدما سارعت باللحاق بها، إلا أنها لم تستجب لهم، حتى تم أيقافها جبرا ليجدوا الفنانة داخلها في حالة سكر، وبتفتيش السيارة عثروا على زجاجات لمواد كحولية، وبحسب التحقيقات فإنها تعدت بالسب على القوة الأمنية، وصفعت أحد الضباط محدثة مابوجهه من خدوش بأظافرها، كما اتهمت هي ضابطين بالاعتداء عليها.
ومع بدايات العام الجاري، قضت محكمة جنح مستأنف الهرم، بقبول الاستئناف المقدم من دفاع الفنانة ميريهان حسين، على حكم حبسها عامين ونصف بتخفيف الحكم المستأنف فيه لأسبوعين، كما قضت بقبول استئناف دفاع ضابطى الواقعة على الحكم الصادر ضدهم بحبسهم 3 أشهر وتغريمهم 20 ألف جنيه عن تهمة الـ«سب والقذف»، وفى الموضوع بتخفيف الحكم المستأنف فيه لأسبوعين.
وقضت «حسين»، أولى لياليها في سجن القناطر الخيرية، تنفيذا للحكم الصادر بشأنها، لينتابها حاله من الذهول والقلق والتوتر والترقب لما ستشهده من أحداث داخل جدرانه، بعدما سلمت نفسها، الثلاثاء، لمديرية أمن الجيزة، ليتم ترحيلها إلى «سجن النساء»، وتنفيذ العقوبة.
وعقب وصول الفتاة، حرصت على الاستماع إلى التعليمات والالتزام الشديد بها، تجنبا للمشكلات، فبدأت بتسليم المتعلقات الشخصية للأمانات، وهي عبارة عن مبلغ مالي، ومشغولات ذهبية، وهاتفها المحمول، لتتسلم عقب ذلك ملابس السجن «الجلاليب البيضاء، وبطانية»، وتدخل إلى الزنزانة المخصصة لها لقضاء أولى ليالي السجن. وداخلها لم تتطرق ميريهان حسين في أي نقاشات بل تجنبت الجميع والقلق والتوتر يرافقونها، وانزوت بنفسها عن الجميع، رافضة التعامل أو حتى الحديث مع أحد من زميلاتها السجينات، أو المشرفات على السجن.
وعلق عاصم قنديل، المحامي الموكل بالدفاع عنها على تلك الخطوة بأنها جائت احتراما للقانون، على الرغم من طعنهم على الحكم بالنقض وفى انتظار تحديد محكمة النقض موعد لنظر الطعن المقدم من جانبهم، مشيرا إلى أن العقوبة المقررة على موكلته هى الحبس لمدة أسبوعين وأنهم تقدموا بطلب لخصم فترة الحبس التى قضتها احتياطيًا من مدة العقوبة الأصلية.
وعلى جانب آخر قضى ضابطي الواقعة المتهمان فى القضية والصادر ضدهم حكمًا بالحبس أسبوعين أيضًا ليلتهم الأولى بسجن قوات الأمن بالكيلو 10.5 بطريق إسكندرية الصحراوى، بعدما تم ترحيلهم فى مأمورية منفصلة أول أمس الثلاثاء للسجن.
يذكر أن محكمة جنح مستأنف الهرم، كانت قد قبلت استئناف الفنانة ميريهان حسين على حكم حبسها سنتين ونصف والصادر من محكمة جنح الهرم، وقضت بتخفيفه لأسبوعبن، كما قبلت استئناف ضابطى الواقعة على حكم حبسهما 3 أشهر وقضت بحبسهما أسبوعين، وذلك بعد أن أحالت النيابة العامة مريهان حسين إلى المحكمة بتهمة القيادة تحت تأثير مسكر، والتعدى على موظف عام أثناء تأدية وظيفته، وإحالة عاملتها «رفيقة. ب» بتهمة المشاركة فى الاعتداء على موظف عام، كما أحالت ضابطى قسم الهرم بتهمة التعدى على الفنانة مريهان حسين وسبها وقذفها، و شملت أوراق القضية العديد من التفاصيل تنوعت ما بين أقوال الفنانة فى التحقيقات، وأقوال ضابطى الهرم «م. ت»، و «إ. ب»، فضلا عن أقوال السجينات المحتجزات مع الفنانة قبل عرضها على النيابة وأفراد قوة الكمين الذين شاهدوا الواقعة، فضلاً عن فيديو الواقعة الذى تداولته العديد من المواقع الإخبارية.
كشف تقرير الطب الشرعى الخاص بالفنانة مريهان حسين عدم وجود آثار لـ«هتك عرض»، بينما أكد وجود بعد الإصابات الناتجة عن الضرب بجسم صلب، كما كشف تفريغ الفيديو قيام الفنانة بسب وقذف ضباط قسم الهرم. ونفت محتجزات قسم الهرم أمام النيابة تعدى الضباط على الفنانة أثناء احتجازها بالقسم، أو هتك عرضها، وقال أفراد قوة الكمين أن الفنانة تعدت بالضرب على ضابط قسم الشرطة بعد اقتحامها الكمين، فيما قال طبيب مستشفى الهرم والذى أجرى توقيع الكشف الطبى على الفنانة، إنها تعرضت لاعتداء وضرب فى مناطق متفرقة من الجسد.