يبدو أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حققت نسبة من النجاح في أهم أهداف خطتها الاستراتيجية لتطوير التعليم، وهو القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التي لاتزال تثقل كاهل أولياء الأمور ماديا، وذلك من خلال تطبيق عددا من البنود كالتابلت، وبنك المعرفة، وامتحانات الـ«open book»، المطبقة تجريبيا في امتحانات الصف الأول الثانوي للعام الجاري.
شاب تلك الخطوة ردود أفعال متباينة مابين مؤيد ومعارض لها، بدعوى أن خطة وزارة التربية والتعليم الأخيرة، والتي أعلن الدكتور طارق شوقي تفاصيلها، لن تتمكن من التصدي لـ«مافيا الدروس الخصوصية»، وأنها ستقابل عوائق عدة، إلا أنه وبعد إجراء تجربة الامتحانات بنظام الـ«open book»، أكد عددا من طلاب الصف الأول الثانوي، في تعليقهم عليها، نجاح مايخطط له «شوقي».
«صوت الأمة» رصد تعليقات طلاب الصف الأول الثانوي عن أول تجربة في الثانوية التراكمية، ومدى تاثيرها على ظاهرة الدروس الخصوصية مستقبلا، وأكدوا أنها أصبحت غير مجدية تماما في ظل النظام الجديد المعمول به حاليا.
في هذا الصدد أوضح الطالب محمد سيد، أن نمط الأسئلة التى ظهر عليها الامتحان التجريبى الأول والتي من المفترض أن تتكرر في باقي الامتحانات المقبلة، يقضي على الدروس الخصوصية، لعدة أسباب، أهمها أن المعلم نفسه لم يطور طريقة شرحه فى السنتر، إضافة إلى أن الطالب الذى حصل على درس خصوصى خلال الترم الأول لم يستفد منه خلال الامتحان، قائلا: «أنا وأصحابى مش هنحجز دروس للترم الثانى، خاصة أن الامتحان الثانى الذى يعقد فى مارس المقبل تجريبى وتدريبى للطلاب ومن ثم لن نضيع فلوسنا فى الهوا».
وأكد الطالب أن عددا من زملاؤه اتفقوا على تأجيل الالتحاق بسناتر الدروس الخصوصية لحين تطبيق تجربة «التابلت»، لاسيما بعد إدراك الفارق الكبير بعد تطبيق الثانوية التراكمية، وامتحانات الكتاب المفتوح، موضحا أن نسبة الإقبال على الدروس الخصوصية انخفضت خاصة بعد تجربة الامتحان الأول.
وجائت الطالبة مها أحمد، لتؤكد أنها لن تحجز فى الدروس الخصوصية خلال الفصل الدراسى الثانى، موضحة أن تجربة التعلم الإلكترونى ممثلة فى التابلت، سوف تحدث تغيرا كبيرا فى ثقافة تحصيل المعلومات والتى تعتمد على المحتوى الرقمى المتوفر على أجهزة التابلت، مشددة على أن نمط الأسئلة فى الامتحان التجريبى الأول، يؤكد لجميع الطلاب أن الدرس الخصوصى انتهى عصره ولن يستطيع أى طالب أو معلم توقع أسئلة الاختبارات، موضحة أن الأسئلة اعتمدت على الفهم والألغاز ومن ثم من السهل تغيير نمطها من قبل واضعى الامتحان فى أى وقت قبل انطلاق الامتحان، قائلة: المعلم لن يستطيع أن يتوقع أية أجزاء فى المنهج.
وأكدت الطالبة أن بعض الطلاب مُصرومن على الدروس الخصوصية لعدة أسباب، أهمها أنهم اعتادوا على معلم السنتر وعدم الذهاب إلى المدرسة، قائلة: «ضمن الدوافع التى تدفع الطالب للحصول على درس هو رغبتهم فى عدم الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى أن هناك فئة من الطلاب تعتمد على الحفظ ومن ثم يذهب إلى الدرس الخصوصى من أجل تحصيل المعلومات».
وعلى جانب آخر تباينت أراء أولياء الأمور حول مستقبل الدروس الخصوصية فى تجربة الثانوية التراكمية، حيث أكد البعض أن النظام الجديد سوف يقضى على الدروس الخصوصية تماما، فيما أعلن البعض استمرار منح أبنائهم دروسا خصوصية، حيث أوضحت هبة أحمد، ولى أمر، أن الدروس الخصوصية لن يكون لها وجود لأن شكل الأسئلة قتل دورها، لافتة إلى أن الأسئلة اعتمدت على الفهم والتذكر، مضيفة أن هذا الوقت هو دور الطالب والأسرة لتغيير أسلوب تحصيل المعلومات وعليهم أن يحسنوا طريقة استخدام التابلت والمحتوى الرقمى والفيديوهات التفاعلية لتحقيق أعلى استفادة ممكنة، حتى يمكنهم الاستغناء بعدها عن الدروس، لافتة إلى أن الطلاب لم يذهبوا للمراجعات خلال الفصل الدراسى الأول ومن ثم كان مؤشرا قويا على قدرة الطالب على الاستغناء عن الدروس الخصوصية، مضيفة: «يجب أن ننتظر حتى تظهر مؤشرات تطبيق التجربة الإلكترونية الجديدة ومنضيعش فلوسنا على حاجات ملهاش لازمة».
وشددت ولي الأمر على ضرورة عودة المعلم إلى المدرسة، ودوره الفعال في عمله، لكي تتوقف الدروس الخصوصية نهائيا، مشيرة إلأى أنها الخطوة الأولى لضمان نجاح تلك الخطة، بالإضافة إلى ضرورة أن تقوم المدرسة بدورها فى ظل تلك الامكانيات التكنولوجية الجديدة، قائلة: «إذا لم يقم المعلم بدروه فى الفصل سوف يعود الطالب للسنتر مرة أخرى».
بينما اتجه عددا من أولياء الأمور إلى استمرار منح أبنائهم دروس خصوصية خلال الترم الثانى، مبررين تلك الخطوة بأن الامتحانات تحتوى على أجزاء يصعب على الطالب تحديد الإجابة الصحيحة لها، إضافة إلى أن المدارس لا يوجد فيها شرح والمنهج غير واضح ويصعب فهمه كما أن الدرس سوف يدرب الطالب على نوعية الأسئلة الجديدة على حد قولهم.
وكشفت مريم محمد، ولى أمر أنها سوف تظل تمنح أبنائها دروسا، قائلة: «هندور على المعلم الفاهم للمنهج والذى قام بتطوير أدائه وفق النظام الجديد للتعليم»، موضحة أن الطلاب لن يكتفوا بالدروس الخصوصية بل سيحصلون على كورسات فى اللغات، لافتة إلى أن الطالب يحتاج إلى معلم لشرح وفهم مواد مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات فى ظل تخلى المعلم عن دوره فى المدرسة، قائلة: سيكون هناك تكريس للدروس الخصوصية.
وتابع أولياء الأمور: قد يلجأ المعلمون إلى تدريب الطلاب على النظام الجديد ومن ثم يحصلون على الدروس الخصوصية، مؤكدين أنه فى حالة عدم وضع ضوابط سوف يواجه النظام الجديد نفس مصير النظام القديم ويحصل الطالب فيه على درس، متابعين: محتاجين معلم يشرح فى المدرسة والطالب مش هيروح السنتر.
من جانبها أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن تطبيق تجربة الثانوية التراكمية سوف تظهر نتائجها بعد استلام الطلاب للتابلت والدخول على بنك المعرفة، وحصول الطالب على المعلومة من مصادر التعلم المختلفة، مؤكدة أن هناك فيديوهات تفاعلية ومحتوى رقمى على مستوى عالمى سوف يخدم الطالب فى الحصول على المعلومة التى يرغب فيها دون حاجة لدرس خصوصى.