أصحاب البشرة السمراء يداعبون ويمرحون.. ماذا قال الأفارقة الشباب داخل معرض الكتاب؟
الخميس، 31 يناير 2019 11:00 م
«مكناش بنفهم هزار المصريين وكنا نغضب ولكن بعد ما عرفنا طيبة قلوبهم تعلمنا نحن ايضًا المزاح ونحاول تعليمه للآخرين».. بلهجة مصرية متكسرة تحدث الشاب التشادى، عن حياته فى الفترة الأخيرة مع المصريين، الذين شاركهم المنتديات السياسية والثقافية التى أقامها الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ توليه منصبه لرئاسة جمهورية مصر وشاركهم فيها، قادمين منكل صوب أفريقى، يتعرفون على مصر بطريقة مختلفة.
وما بين رحلات دراسية فى جامعة الأزهر الشريف، وجامعة القاهرة، وما بين مشاركات شبابية، ورحلات لعاصمة التاريخ والثقافة العربية، اجتمع شباب القارة السمراء، داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى خصص لهم بانوراما إفريقية يوميًا، ليكون ساحة للتعرف عليهم وعلى دولهم.
وتحت عنوان شباب ولكن سفراء، تحدث محمد إبراهيم من دولة تشاد عن بلده الحبيسة بين الدول المختلفة، قائلًا: نعلم دائمًا استقرار أى دولة فى المنطقة تعنى آمان باقى الدول فى القارة، لذا تكافح تشاد ضد الإرهاب، وساهمت فى استقرار بعض الدول الافريقية مثل مالى والنيجر.
وأعرب إبراهيم، عن سعادته بتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى هذا العام، مشيرًا إلى أن أهم الملفات ستكون مكافحة الإرهاب، ومصر لها تجربة ناجحة فى ذلك، لدحرها الإرهاب فى سيناء، ومحاضرته فى بقع صغيرة، يتم العمل على نحرها، كما أن الرئيس السيسى، خرج بشعبه من ازمة اقتصادية كبيرة، وبالتالى إذا تحدث الرئيس على الجانب الأفريقى بمساعدة باقى الدول، ستتحول التنمية إلى تنمية للقارة كلها.
وقال ابراهيم، إن دولة تشاد ترتبط أسريًا مع كل دول افريقيا ولذلك فالعادات والتقاليد الخاصة بها مكتسبة من كل دول القارة، وفتح الأبواب هناك ثقافة عامة لدى جميع الشعوب
وعن مشاركته الشبابية والسياسية فى مصر، قال إبراهيم: المنتديات التى أتاح الرئيس المصرى مشاركتنا فيها، مهد دخولنا الحراك السياسى فى دولنا، وأعطانا الخبرة المؤهلة لقيادتنا المناصب السياسية، خاصة المشاركة فى نموذج محاكاة الاتحاد الافريقى، الذى كان نقطة انطلاق كبيرة لتغيير مفاهيم الشباب الافريقى السياسية نحو القضايا القومية.
ولفت إلى ان معظم القضايا والمعلومات التى تمت مناقشتها داخل منتديات الشباب الأفارقة، كان يتم الحصول عليها من خلال الإنترنت ولكن المشاركة جعلتنا نجسد الواقع الحقيقى ونعرف مهمة كل مسئول وأعبائه.
ومن الجزائر تحدثت ضحى محمد، عن ضرورة تعلم اللهجات الإفريقية المختلفة لأنها الباب الوحيد للتواصل على المستوى الشعبى، مشيرًا إلى أن الجزائر تتحدث العربية والفرنسية نتيجة الاحتلال الفرنسى الطويل للجزائر الذى كان يعد حملة للتجهيل ومحو الثقافة العربية أكثر من كونه استعمار، وهو ما يتم علاجه منذ ثورة الجزائر بيد شبابه وشعبه.
وأكد محمد نورى من إثيوبيا على قوة العلاقة بين بلده ومصر وبين الإسلام بشكل عام، ساردًا قصة ملك الحبشة مع المهاجرين المسلمين، حيث كانت أول هجرة للمسلمين إليها.
وأشار نورى، إلى العهد الجديد لرئيس الوزراء آبى أحمد، الذى تصالح مع ارتيريا بعد نزاع دام 20 عامًا، بعد أن عفا عن الجبهة المعارضة ، وأخرج نحو 1300 من السجون، كما أعطى للمرأة مكانتها الحقيقية، وجعلها تحصل على نسبة 50 % من تولى المناصب الوزارية فى الحكومة الإثيوبية.
وتحدث مالك مصطفى من مصر، عن مبادرة سفراء أفريقيا، والتى تستهدف سفر الشباب إلى دول افريقيا للتطوع فى المجالات المختلفة هناك ومساعدة الأفارقة فى الصحة والتعليم وغيرها، وكذلك التعرف أكثر على ثقافات افريقيا المختلفة، والأماكن السياحية هناك، مشيرًا إلى وجود برامج مدتها 14 يوما تستهدف دولتين وبرامج أخرى تستهدف 5 دول، ويتم السفر إليها بشكل برى.
وأشار مالك إلى أن إفريقيا ليس كلها مجاعات وفقر، كما يتم مشاهدتها من قبل بعض وسائل الإعلام المختلفة، ولكن فيها الكثير من الحضارة والتقدم فى بعض الدول، والكثير من المناظر الطبيعة غير موجودة فى أى من الدول الأوروبية.
وأعلن مالك عن هدف المبادرة لعام 2019 بإتاحة الفرصة لسفر 100 شاب لإفريقيا، والتعرف على أحلام الأطفال الأفارقة، والتى جمعنا منهم نحو 320 حلما، وتتلخص أمنياتهم جميعًا فى التعليم الجيد.
وأوضح ستيفن لوال، جنوب سودانى، علاقة بلده الجيدة مع مصر خاصة مع استقلال جنوب السودان مؤخرًا عام ٢٠١١ ، مشيرًا إلى أن الشعب السودانى مرت عليه مراحل كثيرة صعبة فى حرب استمرت من 83 حتى توصلت جميع الأطراف إلى اتفاقية تعطى جنوب السودان حق تقرير المصير، وفى 2011 صوت أبناء جنوب السودان لصالح الانفصال، بعد أن اقتنع الجيمع أخيرًا إلى أهمية وقف الحرب، وأصبحت جنوب السودان دولة مستقلة، ولكن تربطها العلاقات الوطيدة مع الشعب السودانى.
وأوضح ستيفن ضرورة التخلص من الآفة القبلية فى شعب جنوب السودان، حتى يتم تجاوز المراحل التى تؤدى إلى التنمية الحقيقة، لافتًا إلى أن المحسوبية والقبلية تساعد فى تدمير الوحدة الوطنية.
ومن النيجر، تحدث حامد سنوسى، عن عادات وتقاليد دولته التى تمثل حلقة الوصل بين شمال و جنوب الصحراء الأفريقية، قائلًا: لدينا تداخل قبلى فى كل دول العالم العربى، مثل مصر الموجود بها قبائل فى الفيوم مرتبطة بنا، مشيرًا إلى وجود 130 طالبا يدرسون فى جامعة الأزهر.
ولفت السنوسى، إلى أن اللغة الرسمية فى النيجر هى الفرنسية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الفرنسى خرج عام 1960 بشكل شكلى ولكن فكريًا مازال موجودا بين الشعوب، فى لغتهم وثقافتهم، وكذلك هناك اللغة الهوسية المحلية. وأشار السنوسى إلى وجود موارد طبيعية غنية بها أفريقيا مثل اليورانيوم والبترول والذهب، ولكن الشعب لا يستفيد منها .
وعن الأعياد والمناسبات الخاصة بالنيجر قال السنوسى، إن هناك اهتمام كبير بالأعياد الإسلامية، ويتم الاحتفال بها بشكل مختلف عن مصر التى يقتصر فيها الاحتفال على صلاة العيد، بل يتم تنظيم مسابقات جمال وخيول.
وتحدث ظافر على من جزر القمر، عن العرب اليمنين الذين كانوا أول من وطئ الجزر، وأصبحت بذلك دولة عربية وإسلامية مثل مصر، رغمًا عن الثقافة الفرنسية التى أسسها الاحتلال الفرنسى بين الشعوب.