مُخاطرة هجومية ودفاع نَمطي.. هل ينجح أبناء أمريكا اللاتينية في مصر؟
الخميس، 31 يناير 2019 08:00 م
تعاقد الاتحاد المصري لكرة القدم مع المدرب المكسيكي أجيري لتدريب المنتخب الوطني، خلفاً للأرجنتيني هيكتور كوبر، الذى اعتمد طول فترة تدريبه علي اللعب بطريقة دفاعية ومنح مهام دفاعية للجناحين الهجوميين، والدفع بلاعبين في مركز خط الوسط الدفاعي لا يتحركون من «دائرة وسط اللعب»، لضمان التأمين الدفاعي المُحكم في المبارايات الصعبة والسهلة علي حد سواء، وعلي الرغم من نجاح تلك الطريقة في عدة مباريات هامة، وخاصة في بطولة كأس الأمم الإفريقية السابقة، إلا أنها أفقدت المنتخب المصري عنصر المُتعة الكروية.
وعلي النقيض، فإن المدرب الجديد للمنتخب في مبارياته الأولي، لعب بطريقة هجومية بحتة، حيث لعب بثلاثي في خط الدفاع واللعب بليبرو مُتقدم «علي غزال»، وخماسي لهم كلهم مهام هجومية في منطقة العمليات «خط الوسط»، فقد وضع علي الأجناب اثنين من اللاعبين يلعبون في الأساس في مركز المُدافع «أيمن أشرف وأحمد المُحمدي»، إلا أن أجيري منحهم مهام هجومية خالصة بجانب التأمين الدفاعي، ونجحت تلك التجربة بالفعل في تحقيق انتصارات في مباريات المنتخب منذ التعاقد مع أجيري.
وعلي الرغم من النتائج الرائعة والأداء الهجومي المُبهر لأبناء منتخب مصر في المبارايات الأخيرة التي أدارها أجيري، إلا أن تلك الفرق التي واجهها المنتخب لم تكن تتميز بالشراسة الهجومية الكافية علي المرمي، ورغم أن المنتخب التونسي الذي فاز عليه المنتخب المصري بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مصر، إلا أنه ليس مثل المنتخبات التي ستواجهها مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 كالمنتخب الغاني أو البوركيني أو المنتخب النيجيري أو الكاميروني وغيرهم، وهنا يتم طرح سؤال، هل تنجح تلك الطريقة في مصر؟.
مرت عدة أشهر علي التعاقد مع أجيري، وخلال تلك الفترة، بحث النادي الأهلي عن مدرب جديد خلفاً للفرنسي كارتيرون، بعد خسارته في نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، واستقرت إدارة النادي الأهلي علي التعاقد مع المدرب الأرجواني مارتن لاسارتي، مدرب لاتيني أخر يُدرب أحد أقطاب كرة القدم المصرية، والمورد الرئيسي للاعبي المنتخب الوطني، وحقق لاسارتي منذ قدومه إلي القلعة الحمراء 4 انتصارات متتالية وحول أداء الأهلي الممل خلال الفترة السابقة إلي أداء هجومي سريع.
ونفس الأزمة التي من المُحتمل أن تواجه مصر في المواجهات القوية، قد تواجه النادي الأهلي أيضًا، فقد اهتم لاسارتي بالنواحي الهجومية ومنح لاعبي خط الوسط الدفاعي مهام هجومية بارزة مما أظهر عمرو السولية بمستوي هجومي مرتفع، كما أظهرت طريقته اللاعبين الجُدد الذين تعاقدت معهم إدارة الأهلي بمظهر هجومي جيد، ولكن حتي الآن لم يواجه النادي الأهلي خصم قوي وشرس هجومياً يمكن من خلاله الحُكم علي أداء الفريق من النواحي الدفاعية.
وفي مباراة الأهلي ووادي دجلة الأخيرة، واجه النادي الأهلي بعض الصعوبات من الناحيتين الهجومية والدفاعية، وعلي الرغم من وجود فريق وادي دجلة بين المراكز الثلاثة الأخيرة في جدول الدوري المصري الممتاز، إلا أنه من الفرق القليلة التي تلعب كرة مُنظمة «علي الأرض»، ويعتمد لاعبيه علي لعب التمرير القصير والتدرج بالكرة من الدفاع إلي الهجوم، كما هو الحال مع فرق مصر المقاصة منذ 3 مواسم مضت عندما كان يدربه إيهاب جلال، وشكل لاعبي دجلة خلال المباراة خطورة واضحة علي مرمي الأهلي، وكادوا أن يحصلوا علي نقطة من المباراة، لولا استماتة لاعبو الأهلي.