قصة الـ «21 طلقة مدفعية» تحية للضيف: فكرة بريطانية تحولت إلى بروتوكول دولي
الإثنين، 28 يناير 2019 01:00 مكتبت-ولاء عكاشة
بدأت قبل قليل، القمة المصرية الفرنسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الاتحادية. وكانت أجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عقب وصوله القصر الجمهورى بمصر الجديدة، وكان فى مقدمة مستقبلى ضيف مصر، الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالرئيس الفرنسى، كما استعرض الرئيسان حرس الشرف. في هذا التقرير ترصد «صوت الأمة»، ماهي القصة وراء إطلاق المدفعية 21 طلقة، لدى مراسم استقبال كبار الشخصيات السياسية بين الدول.
نشأت هذه القاعدة البروتوكولية بعد تراكم مجموعة من عادات متوارثة إلى أن استقرت على الشكل والعدد الحالي، حيث بدأت القصة عندما كانت التحية من البحرية البريطانية، والتي كانت تسيطر على بحار العالم تقريبًا للمواقع الموجودة على الساحل سبع طلقات، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات من على الساحل، ليصل عددهم إلى 21 طلقة، بسبب أن بودرة المدافع كانت تتخزن بشكل افضل على اليابسة أكثر من السفن، فالبارود كان يعتمد على «نترات الصوديوم»، لكن مع الوقت تم تغيير مواد البارود وأصبح يعتمد على «نترات البوتاسيوم»، فصارت السفن تقابل الطلقة بطلقة .
حتى أصبح عدد الطلقات يرتبط بمكانة الدولة.. مثلا ملك بريطانيا كانت تطلق له 101طلقة.. والدول التابعة للامبراطورية البريطانية 21 طلقة وهكذا، حسب المقام كل منهم وبعد ذلك اختلفت مراسم التحية من مكان لمكان وأصبح من الصعب تتبع مثل هذه البروتوكولات.
فأصدرت بريطانيا اقتراحًا أن تكون التحية طلقة يقابلها طلقة، «النار بالنار» وعلى اعتبار أن بريطانيا تعتمد الــ21 طلقة، اعتمدت الدول الأخرى نفس الشيء فأصبح بروتوكولا عالميا.
وتوجد فى الولايات المتحدة تحية من 19 طلقة، لمن هم أقل من الرؤساء والملوك، مثل نواب الولايات وبعض الجنرالات.... ألخ، وفى كندا توجد تحية من 17طلقة لوزير الدفاع، مرة فى السنة فقط.
ويعود المغزى المقصود من إطلاق طلقات المدافع أصلا كنوع من التحية إلى قرون مضت منذ اختراع المدفعية، حيث تعد حيازة القوة العسكرية من رموز مكانة الدولة وعزتها، فكان فى إطلاق المدافع نوع من التباهي بالقوة، وفى الوقت نفسه إشارة للضيف الزائر إلى أن المدفعية قد أفرغت ذخيرتها فى الهواء تأكيدًا لمعنى السلام والترحيب بالضيف وإعطائه الأمان الكامل فى البلاد المسضيفة.
هكذا كمعظم قواعد المراسم، تكون البداية بعادات قديمة لها ظروفها من عصور مضت، ثم تكتسب نوعا من الاحترام والتبجيل والتطبيق من كل الدول.
يذكر أنه بعد فوز الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية في عام 2018، أطلقت المدافع الموجودة أمام مجلس النواب، مقر حلف الرئيس السيسي اليمين الدستورية، 21 طلقة احتفالا بتنصيبه رئيسًا لفترة رئاسية جديدة.