تجربة ألمانية رائدة فى جمع وتدوير القمامة.. هل تنجح مصر في محاكاة «ايكوستي»؟
الجمعة، 25 يناير 2019 08:00 م
تسعى مصر مؤخرا إلى دعم النظافة بعد انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية التي عملت في عدد كبير من محافظات مصر بشروط قاسية لمدة تجاوزت الـ 18 عام تقريبا وبالتحديد في محافظة القاهرة بـ 3 مناطق بها.
الحكومة وضعت آلية لمنظومة النظافة الجديدة التي سيتم تعميمها علي جميع المحافظات في الجمهورية، والتي تعتمد إعتماداً كلياً علي الجمع المنزلي وإلغاء الصناديق الكبري التي تعتمد علي مشاركة المواطن في المنظومة من خلال إلقائه القمامة بها، إضافة إلى منح هيئات النظافة والتجميل بالمحافظات صلاحيات الإشراف علي المنظومة الجديدة، والتعاقد مع متعهدين لجمع القمامة من المنازل.
وأعلنت الحكومة منذ عدة أشهر أنه يتم الإعداد بالتنسيق بين عدة جهات من بينهم وزارة البيئة والتنمية المحلية والإنتاج الحربي والشركة العربية للتصنيع والمحافظات والبرلمان، من أجل إنشاء شركة نظافة قابضة وطنية، تُباشر منزظومة النظافة الجديدة وتُعيد تدوير القمامة من خلال استخدام أحدث الوسائل التكنولوجيا في ذلك، وتم دراسة عدة تجارب في مختلف أنحاء العالم، إلا أن التجارب الألمانية في مواجهة ظاهرة انتشار القمامة وإعادة تدويرها من جديد، أبهرت القائمين علي متابعة هذا الأمر سواء وزراء أو متخصيين.
وخلال زيارة كلاً من الدكتور محمد سعيد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إلي مدينة كولن الألمانية، زاروا شركة (ايكوسيتي) فوبرتال التي تقع شمال مقاطعة الراين وستفاليا علي بعد ٥٠ كيلو من مدينة كولن، وهي تجربة رائدة لعدة أسباب أهمها أنها تتكون من 3 شركات مملوكة بالكامل للدولة وتدار بفكر القطاع الخاص.
أما عن قصة إنشائها، فقد جاءت بعد أن واجهت 8 مقاطعات محلية مشكلة القمامة المتراكمة، وعدم نظافة الشوارع وقصور الموارد المالية، وطبقاً لقانون حماية المنافسة الألماني فإنه ليس بإمكان هذه المقاطعات إنشاء شركات خاصة، لذلك تحالفت هذه المقاطعات وكونت شركة عامة مملوكة بالكامل للدولة، من خلال هيكل تنظيمي برئيس مجلس ادارة ومجلس أمناء ممثلين بحسب تعداد سكان هذه المقاطعات، وانبثقت من هذه الشركة العامة ثلاث شركات ( USB ، و AGR و AWG ) برؤساء مجلس إدارة في مجالات الجمع المنزلي ونظافة الشوارع وتوليد الكهرباء من المخلفات والثانية في المعالجة الميكانيكية والثالثة في التدوير.
أما عن آلية عملها، فتقوم الشركة بحرق 400 ألف طن سنوياً بإجمالي 1200 طن يومياً من المخلفات وتخدم 1.6 مليون مواطن، ويعمل لدي الشركة 440 عامل وتمتلك 100 سيارة ،وتعمل في جمع المخلفات ونظافة الشوارع وازالة الثلوج، وتحقق الشركة دخلاً يبلغ 90 مليون يورو سنوياً.
وتتبني الشركة إستخدام أحدث التكنولوجيات في مجال توليد الطاقة من المخلفات، وتم عمل نظام رصد ومراقبة ومعالجة الإنبعاثات الناتجة من حرق هذه المخلفات حتي تتوافق مع المعايير الألمانية الصارمة المتعلقة بتلوث الهواء الناتج من انبعاثات المحارق ومنشآت توليد الكهرباء، وتتبني الشركة مشروع لإمداد الأتوبيسات والمركبات بالطاقة الكهربائية المشتقة من معالجة المخلفات وذلك بالتعاون مع الجانب الياباني.
يُذكر أن التكلفة الاستثمارية لإنشاء هذا النوع من المحطات يبلغ حوالي ٥٠٠ مليون يورو بالإضافة إلي تكلفة التشغيل، وتقوم الشركة بتغطية هذه التكاليف من خلال حصيلة بيع الكهرباء والطاقة الحرارية اللازمة لتدفئة المنازل بالاضافة الي رسوم الجمع المنزلي، ورسوم نظافة الشوارع.