تراجع نمو الاقتصاد العالمي في 2019.. لماذا؟
الأربعاء، 23 يناير 2019 05:00 ص
من المتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي عام 2019 تراجعا، وفقعدد من المؤسسات الدولية في إشارة إلى الآثار السلبية للحرب التجارية العالمية بين الصين وأمريكا.
وتأثرت مؤشرات الاقتصاد العالمي بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة من 2018، بسبب النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت الأمم المتحدة إنها تتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي 3% هذا العام وعام 2020، وهو ما يقل قليلا عن معدل نموه في 2018 البالغ 3.1%.
لكن الأمم المتحدة ذكرت في تقرير توقعاتها الاقتصادية السنوية "الحالة الاقتصادية في العالم واحتمالاتها" أن هناك حاجة لتحرك عاجل وملموس على صعيد السياسات لوضع العالم على المسار صوب تحقيق أهداف الأمم المتحدة في القضاء على الفقر بحلول 2030.
وقال ريتشارد كوزول رايت، مدير شعبة العولمة واستراتيجيات التنمية لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد): "هناك الكثير من الأضواء الصفراء التي تومض، وبعضها سيتحول على الأرجح إلى اللون الأحمر على مدى السنوات المقبلة، مع تداعيات لا يمكن التنبؤ بها".
وتابع: "النمو هش، ولا تزال هناك ضبابية هائلة، والمخاطر تلوح في الأفق، لم نتخلص من تداعيات الأزمة المالية في 2008-2009. ما زلنا في وضع جديد غير معتاد".
قال التقرير إن معدلات التوظيف ترتفع، لكن جودة الوظائف لا تزال منخفضة، وهناك حاجة إلى مستويات نمو اقتصادي أعلى كثيرا في أفريقيا لانتشال المواطنين من القفرووفقا لرويترز.
ويعيش ما يربو على 700 مليون شخص تحت خط الفقر المدقع، الذي جرى تحديده في عام 2011 عند 1.90 دولار في اليوم من حيث تعادل القوة الشرائية، ونصفهم في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وقال التقرير: "في أفريقيا، هناك حاجة لرفع النمو الاقتصادي إلى مستويات في خانة العشرات للوصول إلى معدلات خفض الفقر المستهدفة، أعلى بكثير من معدلات النمو المسجلة على مدى الخمسين عاما الماضية".
وأفاد التقرير بأن ثمة مخاطر مرتبطة بتباطؤ النمو في ألمانيا والصين، والنظام المصرفي الإيطالي، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحقيقة أن كاهل الاقتصاد العالمي ما زال مثقلا بالديون بعد 10 سنوات على نشوب الأزمة المالية العالمية.
فيما قال صندوق النقد الدولي، الإثنين، إن الاقتصاد العالمي والتوسع أصيبا بالوهن، لكنه أبقى على النمو العالمي المقدر في عام 2018 عند 3.7%.
وأضاف الصندوق في تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر، الإثنين، في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس 2019)، أنه خفض توقعات النمو الاقتصادي للعام الجاري، بنسبة 0.2% عن توقعات أكتوبر/تشرين الأول 2018، ليبلغ 3.5%.
وحذّر البنك الدولي، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني الجاري، من أنّ الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتّحدة والصين، أكبر قوّتين اقتصاديتين في العالم، تسبّبت في أضرار جانبية كثيرة وتهدّد أخطارها بتباطؤ النموّ الاقتصادي العالمي.
وبحسب التقرير النصف سنوي للمؤسسة المالية الدوليّة، فإنّ النمو الاقتصادي العالمي سيتباطأ هذا العام ليبلغ 2.9% (مقابل 3% في التوقّعات الفصليّة السابقة في يونيو و2.8% في 2020.
فيما شهد الاقتصاد الصيني تراجعا في عام 2018، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 6.6% ليصل إلى 90 تريليون يوان "نحو 13.2 تريليون دولار"، مقارنة بـ6.8% كان قد سجّلها في عام 2017.
وحذرت مؤسسات وبنوك استثمار عالمية من خطورة استمرار الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة على نمو الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل المصاعب التي يواجهها الاقتصاد العالمي، على غرار الحرب التجارية والتراجعات الاقتصادية التي تشهدها الاقتصادات الكبرى.