جعجعة إيرانية ضد إسرائيل
الثلاثاء، 22 يناير 2019 03:00 م
»بتطلع تطلع وتنزل على مفيش»، جملة شهيرة تستخدم في أغلب الأحيان لوصف شخص يرتفع صوته ويهدد ويزيد غضبه من أمر دون تحقيق هدفه في النهاية، ولكن إذا نظرنا إلى الأخبار العالمية، سنلاحظ أن هذا الوصف على مقاس إيران بكل ما يحمل كلماته من معنى، فمنذ تسعينات القرن الماضي، وتطلق إيران تهديدات لفظية اعتادت عليها خاصة ضد إسرائيل دون تنفيذها، حيث توعد مسئول عسكري إيراني رفيع أمس، بـ «حربا حاسمة مع إسرائيل»، ردًا على ضربات الأخيرة التي استهدفت مواقع لفيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ودائمًا ما يصدر تصريحات عن مسئولين إيرانيين تحمل التهديد والوعيد للاحتلال الإسرائيلي بشن حربًا ضده، وإطلاق صواريخ اتجاهه حتى ظن البعض أكثر من مرة أن الحرب ستشتعل بين إيران وإسرائيل وستتحول المنطقة إلى رماد، لكن لن تتخطى التهديدات الإيرانية حاجز التصريحات.
وجاء التهديد الإيراني الذي أعده إحدى الشبكات الإعلامية الكبرى بأنه للمرة الألف من باب السخرية، بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأهدافًا قيل إنها لفيلق القدس الإيراني داخل سوريا، بما في ذلك مواقع تخزين أسلحة، وموقع استخبارات، ومعسكر تدريب.
صاروخ إيراني
ونتج عن تعدد التهديدات الإيرانية تجاه إسرائيل التي لم تحمل طابع الجدية ولا التطبيق، لا مبالاة وعدم اهتمام من جانب الإعلام العالمي، فتعليق «عزيز نصير زاده»، الذي أكد فيه أن «بلاده ستضع حدا للهجمات الإسرائيلية على سوريا وإنها مستعدة للحرب وتدمير تل أبيب»، لم يكن الأول بل تكرر أكثر من مرة في فترات متقاربة.
وسبقت وأطلقت إيران تهديدات عديدة، وذلك عقب كل ضربة إسرائيلية تستهدف مواقعها في سوريا، ولكن دون أن أفعال، الأمر الذي بات معلومًا للجميع بأنه يدخل ضمن الشعارات الشعبوية التي تستهدف من خلالها طهران الحفاظ على تأييد المناصرين لها، والمدعمين للقضية الفلسطينية والمناهضين للاحتلال.
ورغم محاولة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني توجيه عدد من الصواريخ باتجاه إسرائيل، في مايو من العام الماضي بعد ضرب عدد من الأهداف الإيرانية في سوريا، إلا أنها لم تبلغ أهدافها، لترد إسرائيل في ذلك الوقت بهجوم غاضب أصاب 80 هدفًا إيرانيا، وبعد أن كانت إسرائيل تلتزم الصمت بشأن هجماتها ضد إيران في السنوات الماضية، بدأت مؤخرًا في إماطة اللثام عن هذه الهجمات، الأمر الذي يحمل دلالة بأن ضرباتها العسكرية ضد طهران لن يقابلها ضربات إيرانية.