يتمتع بموهبة كبيرة، وحنجرة متميزة وصفت في كثير من الأحيان بـ«الذهبية»، ساعدته على اعتلاء قمة الغنى الشعبي، وسط أساطيرة من عالم الكبار أمثال محمد رشدي، ومحمد العزبي، وأحمد عدوية، وكارم محمود، وغيرهم، ممن وصلوا إلى مكانتهم بموهبتهم وتدقيقهم فى اختيار الكلمة واللحن المتماشي مع مايهواه أبناء الطبقة الشعبية.
حافظ في الآونة الأخيرة على طابعه ومكانته وأسلوبه، فبات لامعا بين نجوم الطرب الشعبي، على الرغم من تدهوره كثيرا نتيجة ظهور أرباب المهرجانات التي غيرت شكل ومفهوم الأغاني الشعبية الأصيلة.. الفنان طارق الشيخ، سرد لـ «صوت الأمة»، أسباب اختفائه ورأيه في أغاني المهرجانات، وغيرها من التفاصيل المثيرة، في السطور التالية..
أوضح الفنان طارق الشيخ في بداية حديثه لـ «صوت الأمة»، أنه لم يبتعد عن ساحة الغناء الشعبي، بل حرص على تباعد فترات ألبوماته وظهوره حتى لا يمل منه الجمهور، ويعطيه فرصة للاشتياق إليه، لا سيما مع ما يبذله من محاولات للحفاظ على الأغنية الشعبية، وإعادتها إلى رونقها التاريخي، مشيرا إلى أنها تمر حاليا بحالة من التدهور بعد غياب السي دي، وشرائط الكاسيت، واستحواذ السوشيال ميديا على المجال، وسيطرة اليوتيوب الذي لايحمي حقوق الملكية.
وقال الفنان الشعبي، إن تلك الأسباب هي التي تسببت في القضاء على تاريخ عدد من المطربين الذين كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة، وحاليا يوجد عدد من الألوان الغنائية التى قد تختفى بعد فترة بسبب قلة مصداقيتها من كل النواحى، سواء فيما يتعلق باسم المطرب أو الأغنية أو المؤلف وغيره، ومنها المهرجانات التى سوف تندثر قريبا، خاصة أن عمرها قصير ولم تمس الطرب الشعبى بأى شىء، وأرجو من عشاق هذه النوعية الحرص على اختيار نوعية الكلمات بدلا من أى «هرى» يقال، وفى النهاية أغانى المهرجانات ما هى إلا رزق ولا أستمع إليها على الإطلاق.
وحول طول مدة أغانيه التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 8 دقائق، وترجيح تسبب ذلك في انصراف الجمهور عنه، نفى «الشيخ» ذلك موصحا أن الجمهور لديها قابلية لأن يستمع إلى أكثر من ذلك، متابعا: «الأغانى الذى أقوم بغنائها تطرح عددا من القضايا المهمة، ومعظم جمهورى يحب هذه النوعية من الأغانى، ومنها أغنية «شارع الحياة» التى استغرقت حوالى 10 دقائق، وأغنية «أيام» واستغرقت حوالى 11 دقيقة، وغيرها من الأغانى التى حققت نجاحا كبيرا».
وردا على سؤال انحصار أغانية في القالب الدرامي، قال: أنا فى كل الأغانى أركز أكثر على ما يمس الناس، وما يشعرون أنه قريب منهم، لذلك تخرج معظم الأغانى التى أقدمها بالكلمة المحترمة التى هى أساس الموضوع، وأعتقد أنها لو اختفت، فلن يستمع أحد لنا وسنتوقف جميعا عن الغناء، لأن الكلمة أمانة على المطرب أو الفنان أو أى شخص يمارس المهنة، فالفن عموما هو رسالة الفنان التى يقدمها ويجب أن يراعى ربنا فيما يقدمه، ولكن للأسف هناك من أخذ الفن على أنه لقمة عيش، ولذلك تموت أغانيهم بعد أيام من طرحها.
وأكد الفنان طارق الشيخ، أن الأغاني الشعبية هي الأساس في عالم الغناء المصري ومن ينظر لهذا الفن على أنه دون المستوى هو شخص ليس عنده وجهة نظر، ونحن نجد الأغانى الشعبية موجودة داخل جميع الأحياء الراقية فى مصر وليس داخل الحارة فقط، موضحا أن هناك العديد من الفنانين الذي يقدرهم ويحبهم على المستوى الشخصي أمثال أحمد عدوية وعبدالباسط حمودة وحكيم وغيرهم، ومعظم المطربين الشعبيين الذي يرتبط بعلاقات قوية معهم.
وذكر «الشيخ»، أسماء عدد من الملحنين الذين تعاون معهم في مشواره الفني، ويرى أنهم أفضل من عمل معهم، أمثال أمل الطاير والراحل مسعد الكومى قائلا: «هم الأقرب إلى قلبى، لأننى من خلالهما أشعر بتقديم شىء جديد مع احترامى لكل الشعراء الذى تعاونت معهم، ومن الملحنين يوجد محمد مدين ومحمد عبدالمنعم خاصة لأننى أرتاح فى العمل معهم».
وتطرق إلى كواليس أغنية «الكيف»، قائلا: «الحمد لله الأغنية بالفعل حققت نجاحا كبيرا، وهى نفذت بشكل مختلف عما تم تقديمه عنه في الأغانى، كما أنها لون مختلف عنى وكنت قلقا جدا وخائف من عدم تحقيقها ما أتمناه من نجاح، ولكن نجاحها فاق توقعاتى بمراحل، وكنت سعيدا بالعمل مع هذا الفريق الذى أضاف لى الكثير، وجاءت الأغنية بمثابة نقطة مهمة فى مشوارى الغنائي»، وتابع: «أتمنى تقديم دويتو مع المطربة شيرين عبدالوهاب، لأنها صوت مميز وأنا من عشاق أغانيها، كما أننى أتمنى عمل دويتو مع المطرب بهاء سلطان الذى يتميز بلون غنائى خاص به» و «يوجد عدد من الأغانى أعتبرها قريبة من قلبى، وبينها شارع الحياة، وأغنية يا عينى علينا».
وعن أخر أعماله الفنية أكد طارق الشيخ أنه انتهى من تسجيل أكثر من أغنية خلال الفترة الأخيرة والجمهور سوف يفاجأ بأحدهم والتي يسجلها على طريقة الفيديو كليب، تحمل إسم «بكام»، وهي فكرة جديدة ومختلفة، وتتحدث عن كرامة الإنسان، من كلمات هانى الصغير وألحان وليد عبدالعظيم وتوزيع مجدى داوود.
وعن دور الفنان الراحل نور الشريف في غناء تتر مسلسل «عرفه البحر»، كشف أنه اختاره بنفسه كمغني لتتر المسلسل، خاصة أنه كان من المفترض أن يغنيها مطرب آخر، قائلا: «رأى نور الشريف أننى الأفضل، وبالفعل حضر بنفسه كواليس تحضير الأغنية وكل تفصيلة تخصها، وكان رحمه الله دقيقا فى شغله وحريصا على ظهوره بشكل مميز لجمهوره، ولذلك يبقى فنه خالدا فى ذاكرة المشاهد، ومازال حتى الآن عايش فى قلوبنا، وبالفعل حققت الأغنية نجاحا كبيرا ومازال الجمهور يرددها حتى وقتنا هذا».
وعن عدم نزوله ساحة التمثيل كغيره من بعض المطربين زملائه أوضح أنه نجح في عدد من الأفلام والمسلسلات كمطرب فقط، فمجال التمثيل ليس بالسهل، مشددا على أنه عرض عليه مجموعة من السيناريوها في الفترة الأخيرة إلا أنه لم يستقر على أيا منها، متابعا: «لأنى خايف بصراحة من تجربة التمثيل، وأركز فى الغناء فى المقام الأول، ولم أشغل بالى بالتمثيل لأنه مجال صعب».