40 يوما على رحيله.. قصة استقالة إبراهيم سعدة عبر «آخر عمود»
الإثنين، 21 يناير 2019 08:00 م
40 يوما مرت يوما على رحيل الكاتب الصحفي البارز إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير أخبار اليوم الأسبق، الذي خاض صولات وجولات على مدار 4 قرون، منذ أن بدأ العمل الصحفي في ستينيات القرن الماضي، حتى استقالته قبل أحداث 25 يناير، عندما خرج بمقاله المشهور «آخر عمود»، بجريدة الأخبار ليعلن استقالته ليكون أول كاتب صحفي يعلن استقالته من منصبه عبر مقال ينشره عبر الصحيفة التي يترأس تحريرها.
يعد الكاتب الراحل من أبرز الكتاب الذين أثروا في تاريخ الصحافة المصرية، وعاش مسيرة كبيرة في العمل الصحفي. ولد الكاتب الصحفى الراحل إبراهيم سعدة، فى 3 نوفمبر عام 1937 بمدينة بورسعيد وتلقى جميع مراحل تعليمه داخل مدارس المحافظة، وحصل على الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكانت الصحافة كل شىء في حياته، وعمل قبل حصوله على الشهادة الثانوية مراسلا لعدد من الصحف والمجلات، منها مجلة الفن، سندباد، الجريمة.
سافر الكاتب الراحل الى سويسرا بعد حصوله على الشهادة الثانوية، ودرس الاقتصاد السياسي وعاش 12 عاما فى أوروبا، وتزوج قبل عودته إلى مصر، وسعى للعمل مراسلا صحفيا لأى صحيفة مصرية بسويسرا، وبعد عودته من سويسرا التقى بصديقه مصطفى شردى الذي أصبح مديرا لمكتب دار أخبار اليوم فى بورسعيد، وعرض عليه أن يعمل مراسلا صحفيا لأخبار اليوم في جنيف، وتحمس شردي للفكرة وقابل سعدة، على أمين بمقر أخبار اليوم، وعرض عليه تحقيقا كان قد كتبه عن مشكلة الحاصلين على الثانوية وليست لهم أماكن فى الجامعات المصرية، فأعجب به علي أمين، ووافق على تدريبه كمراسل صحفي في جنيف.
استطاع ابراهيم سعدة أن يحقق سبقا صحفيا حول مجرى حياته عندما طلب منه مصطفى أمين، تغطية خبر لجوء جماعة النحلاوى سياسيا الى سويسرا، وذلك بعد حدوث الانفصال بين مصر و سوريا، ونجح فى اختيار الاخبار والتقى بجماعة النحلاوى وحصل منهم على تفاصيل مثيرة عن مؤامرة الانفصال وحقيقة تمويل الملك سعود لعملة الانفصال، وفى اليوم التالى صدر قرار تعيين إبراهيم سعده فى أخبار اليوم اعتبارا من 24 إبريل عام 1962 و أيضا تصرف مكافأة مالية كبيرة له تقديرا على السبق الصحفى.
الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة
تولى الراحل العديد من المناصب مثل رئيس قسم التحقيقات الخارجية ونائب رئيس التحرير حتى أصبح أصغر رئيس تحرير للجريدة، لم يكن إبراهيم سعدة أصغر رئيس تحرير فقط، بل أنه أيضا أول صحفى جمع بين رئاسة تحرير صحيفتين، إحداهما قومية وهى الأخبار والأخرى حزبية، حيث ترأس تحرير صحيفة مايو التى كانت تصدر حينها عن الحزب الوطنى الديمقراطى، كما اشتهر بكتابة عموده «آخر عمود».
مغامرات صحفية كثيرة للكاتب الراحل لا يمكن للتاريخ الصحفى أن ينساها، وشهدت فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات العديد من المغامرات الصحفية للكاتب الراحل الذى استغل فرصة رئاسته لتحرير الجريدة ،حيث تمكن من تصوير الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى منزله منذ لحظة استيقاظه وأدائه لمهامه اليومية، حيث نشر إبراهيم حينها فى جريدة الأخبار صور الرئيس الراحل التى أحدثت ضجة كبيرة، حيث ظهر محمد أنور السادات بملابس نومه وهو يحلق ذقنه ويمارس تمارين الصباح.
استقال الراحل فى مقال قبيل ثورة 25 يناير، حينما كتب استقالته واعتزاله مهنة الصحافة فى عموده الخاص «آخر عمود»، و قرر الاكتفاء بكتابة مقالاته فى هذا العمود الذى ظل يحمل اسمه لسنوات عديدة.