احلم واتمنى
السبت، 19 يناير 2019 11:26 ص
خبر إنساني رائع ومبهج وهو صدور قرار بقيام وزارة الداخلية بالإشتراك مع برنامج أطفال بلا مأوى الممول من صندوق تحيا مصر بنقل الأفراد بلا مأوى من الشوارع عبر أتوبيسات مجهزة بكافة الإمكانيات اللازمة إلى دور معدة لاستقبالهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم ضمن مبادرة حياة كريمة التى أطلقها السيد الرئيس مع بداية العام.
وأخيرا بدأ المواطن يشعر أن له قيمة فبعد اهتمام الدولة بنقل مواطني العشوائيات إلى مناطق سكنية آدمية محترمة والاقتراب من تحقيق حلم مصر بلا عشوائيات ، واهتمام الدولة بصحة المواطن وعلاج مرضى فيروس سي مجانا وشفاء أغلب الحالات ، ها هي الدولة تهتم بإيواء المشردين وإنقاذهم من مصير مؤلم بسبب حياتهم في الشوارع ، وهو ما كان يطالب به الشعب مرارا وتكرارا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية .
مشكلات إنسانية ظلت متفاقمة في مصر منذ سنوات لطالما حلمنا بإيجاد حلول لها أو الاهتمام بأصحابها وها هي بوادر التغيير قد بدأت ومعها يزداد الأمل في مزيد من الإصلاح في كافة مناحي الحياة ، وما يعيطنا الأمل هو تحقق بعض الأحلام وتحولها إلى حقيقة على أرض الواقع كان يشكك فيها البعض من قبل والآن تم تنفيذها والوفاء بالوعود الخاصة بها .
وبما أن الأحلام لم تعد ميئوسا منها وأن هناك من يستمع للآراء والأفكار والحلول ويختار المناسب منها والقابل للتحقيق فأتمنى أن تبدأ الدولة تحت رعاية المؤسسة العسكرية في عمل معسكرات تأهيلية لأطفال الشوارع والمشردين ومجهولي الهوية يتم فيها تأهيلهم نفسيا وتربويا وتنشأتهم نشأة سلوكية وأخلاقية حسنة ، على أن يكون في كل محافظة معسكر تابع للقوات المسلحة يعيش فيه هؤلاء الأطفال يشمل مدارس فنية وحرفية تهتم بتعليم اللغات أيضا ليصبح لدينا يوما ما جيل من العمالة المدربة الماهرة المتطورة والمتحلية بالسلوك الطيب والأخلاق الحميدة ، والتي تستطيع التعامل باللغات الأجنبية التي تمكنهم فيما بعد من استكمال دراستهم بالخارج أو العمل في الشركات والمصانع العالمية سواء أولادا كانوا أو بنات .
جميعنا يتمنى ألا يرى يوما طفلا متسولا في الشارع حتى ولو كان بصحبة أحد والديه فعلى الدولة أن تتحفظ على الطفل حيث إنهما لن يكونا أمينين عليه وعلى تربيته ، وبمثل هذه الخطوة ستحد الدولة من فكرة التسول بالأطفال ورغبة البعض في إنجاب المزيد باعتبارهم موردا للرزق ، كما ستحد هذه الخطوة أيضا من ظاهرة خطف الأطفال وتزوير شهادات ميلادهم كي يتم التسول بهم بشكل قانوني فلن يعود هناك سماح باستخدام طفل من أجل ( الشحاتة ) حتى ولو كان ابنا حقيقيا للشحات.
إن الخطوة التي تم اتخاذها خطوة هامة وقوية نحلم ونتمنى أن تتبع بما هو أقوى لخدمة مستقبل هؤلاء الأطفال الذين هم مستقبل الوطن بأكمله فالطفل المصري من أذكى اطفال العالم ولو تم الاهتمام به والحفاظ عليه سيصبح لدينا كنز حقيقي ، فالطاقة البشرية في أي مجتمع لو تم استغلالها بالشكل الصحيح كما حدث من قبل في دول شرق آسيا أو ما يطلق عليها النمور الآسيوية ، ستكون هي السلاح والمعول الأساسي في رفع شأن المجتمع وتحويله لمجتمع منتج وقوي فبدون الاهتمام بالإنسان لن تبقى هناك أوطان .