يحرمون المشاركة بالانتخابات.. قصة صراع "الحريديم" مع "نتنياهو" بسبب التجنيد الإجباري
السبت، 19 يناير 2019 12:00 ص
قبل أقل من 3 شهورعلى انتخابات الكنيست المزمع اجرائها فى 9 إبريل المقبل ،تعيش الحريديم وهى جماعة من اليهود المتدينين يطبقون الطقوس الدينية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية فى إسرائيل حالة من التخبط ، ففى الوقت الذى يرفض فيه الحاخامات فى إسرائيل المشاركة فى الحياة السياسة باعتبارها كفر وخروجاً عن تعاليم الديانة اليهودية، تكثف الأحزاب الدينية فى إسرائيل من مجهوداتها لخوض الانتخابات باعتبارها ضرورية لسيطرة المتدينين على الشق التشريعى فى إسرائيل بدلا من العلمانيين المهيمنين على جميع نواحى الحياة.
قالت الدكتور إيمان الطيب استاذ الدراسات اليهودية بكلية الآداب جامعة بنى سويف أن الحريديم يشكلون ما نسبته من 8-10% من اجمالى سكان إسرائيل حتى نهاية عام 2016، ويعيش فى إسرائيل ما يقارب من مليون حريدى، وفقا للتقديرات، إذا استمر معدّل المواليد العالى بين الحريدييم فى إسرائيل كما هو الآن، فحتى عام 2020 سيشكّلون 17% من مجموع السكان.
وأضافت "الطيب" فى تصريحات صحفية أن اليهودي الحريدي هو اليهودي الذي يعتبر المرجعية الأولى له هي احكام التلمود ثم التوراة ، ولذلك يعتبر اليهودي الحريدي أن الحاخامات هم المرجعية العليا لهم ليس فقط فى الفتاوى والتوجيه الدينى، وإنما فى كل تفاصيل الحياة ، كما أن القادة العلمانيين الذين تم انتخابهم بشكل ديمقراطى وأيضا النظام القانونى الرسمى ذى صلاحيات أقل مقارنة بالحاخامات.
وكشفت "الطيب" لذلك يمتنع معظم اليهود الحريديم عن التصويت في الانتخابات البرلمانية لأسباب دينية، ورغم ذلك هناك أحزاب حريدية تشارك فى الانتخابات وهى تركز على التشريع الدينى، انطلاقا من الطموح نحو التأثير فى هوية دولة إسرائيل بحيث تُدار بموجب القوانين الدينية اليهودية فقط وليس القوانين المدنية .
أما عن مشاركتهم فى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، أكدت "الطيب" أن الأحزاب الدينية أصدرت فتاوى لجمهور الحريديم بعدم التصويت في الانتخابات المبكرة لوضع الحكومة الاسرائيلية فى حرج وإجبارهم على عدم تمرير قانون التجنيد الإلزامى للحريديم بل وقد تنسحب الاحزاب الدينية من الائتلاف الحكومي لإجبار نتنياهو في حال فوزه على عدم تمرير قانون التجنيد الإجبارى الذى ترفضه الحريديم " لكونهم يرون أن التجنيد بالجيش بمثابة مخالفة لتعاليم الشريعة اليهودية.
وقالت الطيب أن التلمود يعتبر أن دراسة الشريعة اليهودية فرض عين على كل ذكر يهودي وأنه يجب أن تكون محور حياة اليهودي ، وأن المنشغل بدراسة الشريعة يعتبر الدين اليهودي في أعلى المراتب ، ولذلك نجد أن الأسر اليهودية الحريدية في اسرائيل هي الأقل في متوسط دخل الفرد هناك ، حيث تعول النساء الرجال في هذه الأسر حيث لا تلزم المرأة في التشريع اليهودي بدراسة الشريعة لأنها على حد تعبير التلمود : " لن تفهمها وقد خلقت للانجاب والإرضاع فقط "
وتابعت"الطيب" أن المثير للسخرية أن الأحزاب الدينية المتنافسة تستخدم بعض الفتاوى بشكل خاص لضمان تحقيق أكبر قدر من المكاسب الانتخابية لأصحابها ومؤيديها عبر توظيف الدين بشكل رخيص ومبتذل.
وأضافت أن عشية الانتخابات قبل الماضية أصدر الحاخام الراحل عوفديا يوسف زعيم حركة "شاس" فتوى تنص على أن كل من يصوت للحركة سيحصل على مكان في الدرجة الخامسة من جنة عدن، مع العلم أن هذه الدرجة تعتبر أعلى درجات الجنة حسب النصوص الدينية اليهودية.
كما أن يوسف توعد كل من يصوّت لخصوم "شاس" مثل حزب"إسرائيل بيتنا" بـ"للعنة والهلاك" ، وفي الوقت نفسه تنشط المرجعيات المتشددة المتحكمة بالشؤون الدينية داخل اسرائيل ، لإصدار صكوك "الحرمان" ضد خصومها السياسيين، بل وفي كثير من الأحيان يتم تضمين الاتفاقيات الائتلافية التي على أساسها يتم تشكيل الحكومات في إسرائيل نصوصًا واضحة تقضي بالعمل بموجب فتاوى دينية محددة.