تسريب ترحيب تشويه.. مشاهد في الأسبوع الأول من امتحان الكتاب المفتوح لأولى ثانوى
السبت، 19 يناير 2019 10:00 ص
مشاهد هامة ربما ترصد نتائج الأسبوع الأول من امتحانات الثانوية العامة التراكمية، بعدما عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى امتحانا تجريبيا للطلاب بهدف تدريبهم على الأسئلة الجديدة والمنظومة بدأ الأحد الماضى ويستمر حتى الخميس المقبل 24 يناير الجاري.
بين التسريب والترحيب والتشويه يمكن حصر ما حدث من مشاهد كثيرة شهدتها أول منظومة لامتحانات الكتاب المفتوح المعروفة بالأوبن بوك".
خبراء تربوين قالوا إن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وضعت أسئلة "حرة ومفتوحة" يستخدم الطالب فيها الكتاب، تقيس الفهم والمهارات الحقيقة للتعلم، وتهدف إلى تغيير أسلوب الطالب من الحفظ إلى التلقين، ومن ثم تغيير طريقة التقويم التى تستهدفها الثانوية الجديدة.
قطاع عريض من الطلاب لاقت أسئلة الامتحانات قبولا لديهم، واعتبروا أن الامتحانات هى بداية لغلق صفحة الماضى فى النظام القديم القائم على الفهم والذى تسبب فى إرهاق نسبة كبير من الطلاب ذهنيا والأسر ماديا لأنه اعتمد بشكل كبير على الدروس الخصوصية والتى تسببت فى إفقار وتراجع إقتصاد الأسر المصرية لاستنزافه مبالغ ضخمة من دخل الأهالى وأولياء الأمور.
وبعضهم الآخر كان لديهم تحفظات تتعلق بالامتحانات، منها عدم تدريبهم قبل عقد الامتحانات على هذه النوعية من الامتحانات وكيفية التعامل معها سواء فى المدرسة أو فى مراكز الدروس الخصوصية، معتبرين نوعية الأسئلة بداية حقيقة للتطوير ولكن كانوا يحتاجون إلى تدريب على كيفية التعامل معها، كما طالب الطلاب ضرورة تغيير شكل المناهج لتناسب الشكل الجديد للتطوير والأسئلة والتى ستحدث نقله كبير فى المنظومة التعليمية.
لكن المشهد الغالب على نتائج الأسبوع الأول هو إصرار الطلاب على خوض التجربة، فالبرغم من أن الامتحانات تجريبية لن تحسب ضمن مجموع درجات الطالب المؤهلة لدخول الجامعة، أو النجاح والرسوب لهذا العام، إلا أن الطلاب أصروا على دخول الامتحانات وأداء الاختبارات للاستفادة من التجربة والتعرف عليها بشكل واقعى، حيث بلغت نسب الحضور على مدارسي الأسبوع الأول قرابة 98%.
التسريب لا يزال مستمرا
اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، عدة اجراءات صارمة للتصدى للغش، هى فتح تحقيقات بشكل فورى وعاجلة للكشف عن المتطورين فى عملية تسريب الامتحانات على مدارس الأسبوع، وتقديمه للتحقيقات واتخاذ الاجراءات القانوينة ضدهم، إضافة إلى تأكيد على أن تطبيق المنظومة الإلكترونية فى أخر العام بعد تسليم الطلاب للتابلت سيوقف كل هذه التسريبات.
تسريب الامتحانات، أغضب طلاب الصف الأول الثانوى وأولياء أمور، لكونهم يرغبون فى التغيير والتطوير بشكل حقيقى دون وجود عوائق تهدف ما يتم بنائه.
وربما تلخص المشهد الأخير والأهم على الإطلاق في تعارض النظام الجديد مع مصالح قطاع عريض يكسب مليارات الجنيهات، سواء قطاع الدروس الخصوصية أو الكتب الخارجية، حيث ساهمت الثانوية التراكمية فى تراجع سوق الدروس الخصوصية، حيث أجمع العديد من طلاب الصف الأول الثانوى وأولياء أمورهم، على أن الثانوية التراكمية ضربت مراكز الدروس الخصوصية فى مقتل ومن ثم أوقفت استنزاف جيوب أولياء الأمور، كما أن طبيعة الأسئلة التى تعتمد على الفهم والمهارات لن يكون للكتاب الخارجى والذى اعتاد أن يقدم المعلومة للطلاب فى شكل كبسولة أى وجود أو أهمية، فالطالب لديه كتاب الوزارة ولا يستطيع أن يحصل على الإجابة منه فكيف للكتاب الخارجى الذى أصبح بلا فائدة للطالب لأنه مبنى على الحفظ وهو ما يتعارض مع فلسفة الأسئلة الجديدة وكيفيتها.