عام رئاسة مصر للاتحاد.. «الأهرام العربي» تصدر عددا تذكاريا مختلفا عن إفريقيا
الخميس، 17 يناير 2019 12:08 م
أصدرت مجلة «الأهرام العربي» عددا خاصا في 352 صفحة، بمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، خلال الدورة التي تنطلق فعالياتها في فبراير المقبل، حيث حمل غلاف العدد عنوانا رئيسا هو «أفريقيا الشابة» تطرح من خلاله السيناريوهات الخاصة بمستقبل القارة، فلدى مصر الكثير من الأفكار التي تعزز انتماءها إلى إفريقيا، بما تملكه من إمكانات فنية ومادية، إضافة إلى ذلك فإن مصر تمتلك رؤية إصلاحية للاتحاد، بما يخدم حرب التنمية التى تستغل موارد القارة الغنية.
يتضمن العدد كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها ضمن أنشطة منتدى إفريقيا 2018 في شرم الشيخ، وكان الرئيس السيسي قد قرر إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار فى إفريقيا، لتشجيع المستثمرين على توجيه استثماراتهم لإفريقيا، والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية ركيزة التنمية الحقيقية، للإسراع فى الانتهاء من طريق القاهرة - كيب تاون، وإنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، وإطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.
ويكتب مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، خصيصا لهذا العدد التذكاري، مقالًا غير مسبوق، يوضح فيه أنه «على المستوى الوحدوى اضطلعت مصر بدور بارز فى تعزيز العمل الجماعى الإفريقي منذ مشاركتها النشطة فى مؤتمر أكرا عام 1958، وصولًا إلى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، كما عملت مصر دومًا على أن تكون المنظمة بمثابة المظلة التي تجتمع تحت رايتها كلمة الدول الإفريقية، وأن يتم فى إطارها تنسيق المواقف، لتتحدث دول القارة بصوت واحد أمام العالم، ثم جاء التحول إلى الاتحاد الإفريقي عام 2002 ليدشن مرحلة جديدة من العمل الجماعي الذي ساندته مصر بقوة، لا سيما من خلال مساهمتها الملحوظة في ميزانية الاتحاد.
كما يحتوي العدد الجديد من «الأهرام العربي» عدة حوارات، منها حوار مع وزير الخارجية سامح شكري، يؤكد فيه أن مصر تسعى خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى إلى التركيز على موضوعات الاندماج الاقتصادي، والتنمية الاقتصادية، والاجتماعية بالقارة، وذلك من خلال دعم تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063، وما يتصل بها من مشروعات رائدة، تستهدف تحقيق تحول حقيقي بالقارة في شتى المجالات، وتعزيز البنية التحتية بالدول الإفريقية، وتوفير فرص العمل، واستغلال طاقات الشباب الإفريقى، باعتبارها عوامل رئيسية لمواجهة التحديات التنموية التى تشهدها القارة فى الوقت الراهن.
ويكتب رئيس تحرير «الأهرام العربى» جمال الكشكى عن فكرة العدد والهدف من إطلاقها، فهناك وعى على مستوى الشارع المصري، بأهمية تعميق الروابط والعلاقات بين دول القارة من خلال مشروعات تنموية حقيقية، فإذا كانت القارة قد كسبت معركتها ضد الاستعمار، فإن النهضة تحتاج إلى معادلات صحيحة وصعبة، بخصوص التنمية، التى تضع أمام القارة ورئاسة مصر الاتحاد، تحديات كبيرة، على الجميع أن يتكاتف،لاجتيازها وعبورها من أجل رفاهية الإنسان الإفريقى.
وفي حوار «الأهرام العربي» معه يتحدث المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عن الطريق الذي يربط القاهرة بكيب تاون، ويربط القارة كلها، ببعضها بعضا، فالانتقال من دولة إلى أخرى في إفريقيا يحتاج إلى فيزا، وهناك بعض الدول الإفريقية، لكى تصل إليها لا بد أن تمر بأوروبا.
تتناول «الأهرام العربى» جانبًا من سير القادة الذين كان لهم فضل التنوير على تلك القارة، فى محاولة لدفع الظلم التاريخى الذى تعرضت له على مدى قرون، ومن هؤلاء «سنجور» الذي بفضله أصبحت السنغال إحدى الدول الديمقراطية القليلة فى القارة، وصار التداول على السلطة يتم دون صراعات دموية، فقد تعدت شهرته حدود بلاده لحد كبير، وصلت للعالم بأسره، إذ كان يعبر عن أعماق الشخصية الإفريقية.
إضافة إلى ذلك هناك بورتريهات مكتوبة لعدد من هؤلاء الآباء المؤسسين، ومنهم نكروما، فقد كان أول رئيس لبلده غانا المستقل، وهناك الزعيم الكونغولى لومومبا، الذي تعرض لأبشع جريمة اغتيال سياسى، ومن ناحية أخرى، فإنه لم يحظ زعيم عالمى بالحفاوة والاحترام والشعبية التى حظى بها أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، إنه نيلسون مانديلا، الذى أضحى رمزا لرفع الظلم والاضطهاد فى عالمنا المعاصر، وبغيابه تطوى صفحة آخر من تبقى من سلالة سياسية لن تكررها الوقائع مرة أخرى، كان مانديلا الذى حكم بلاده ثلاث سنوات، يوزع كل صباح قيم التسامح على الجميع.
وتظل لعبد الناصر وإفريقيا علاقة خاصة، بدأت مع استقلال مصر وتحولها إلى منصة وقاعدة لدعم كل حركات التحرر الإفريقى من الاستعمار، واستمر عبد الناصر فى دعمه للدول الإفريقية فى مرحلة ما بعد الاستقلال نحو الإعمار والتنمية والحفاظ على الوحدة الوطنية، وقد اعترفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالدور الكبير الذي لعبه عبد الناصر فى صياغة مستقبل إفريقى مستقل، كما أنه نجح فى قطع علاقة إفريقيا بماضيها الاستعمارى.
تشير «الأهرام العربي»، إلى أن الأفارقة يعولون كثيرا على مصر التى عادت بقوة للقارة الإفريقية، لإحداث طفرة سياسية وهيكلية فى أداء مؤسسات الاتحاد، وترى فى رئاستها للاتحاد فرصة لمساعدة أشقائها من خلال دعم العمل الإفريقى المشترك، لكن كيف لمصر أن تساعد فى خطط إصلاح الاتحاد الإفريقى بالتعاون مع باقى الدول الإفريقية؟ وما الأفكار والمبادرات التى يمكن أن تحدث تغييرا ملموسا على الأرض يعود بالنفع على كل شعوب القارة؟ هذا ما تجيب عنه صفحات المجلة.
ترسم المجلة خريطة متكاملة لجماعات الإرهاب بالقارة، وسبل محاصرتها والقضاء عليها، بخبرة استراتيجية تملكها مصر في التعامل مع مثل هذه الملفات الشائك، وتركز «المجلة» على الوجه الآخر لتلك الظاهرة، وتطلق عليها دبلوماسية المدد، حيث تسجل الصفحات أماكن تمركز الطرق الصوفية، ووسائل انتشارها وقوتها.
تتضمن المجلة عدة ملفات في مختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، منها على سبيل المثال ما يشير إلى أن معظم قبائل الكونغو استخدمت موسيقى «الوينجى» فى علاج أوجاع الجسد وآلام الروح وكانت تعزف كل ليلة تقريبا لتساعد أفراد القبيلة على التخلص من إرهاق اليوم، وتهدف تلك الموسيقى إلى تحرير الروح من الجسد عن طريق الإيقاع التصاعدى، فالموسيقى تلعب دورا أكبر وأعمق لدى شعوب إفريقيا مقارنة بأى مكان آخر فى العالم.
يحتوي العدد على حوار خاص مع وزير الشباب والرياضة المصرى أشرف صبحى، يكشف من خلاله أجندة الوزارة التي تطرح مبادرات طموحا، قابلة للتنفيذ خلال مدة زمنية محددة، لتعزيز التوجه المصرى نحو قارة إفريقيا، وتنمية التعاون الرياضى مع دولها، حيث يؤكد وزير الشباب والرياضة المصرى، أن الرياضة تخلق العلاقات الطيبة بين الشعوب وليس فقط الرياضة التنافسية، الأمر الذى تحرص عليه الوزارة خلال برامجها.