آباء لكن قتلة.. إراقة دماء الأطفال تتواصل في المحافظات
الجمعة، 18 يناير 2019 02:00 ص
الخوف والحب والحنين تجاه الأطفال فطرة زرعها الله في قلب البشر والحيوانات تجاه أبنائهم، لكن الوقائع يجعلك تصاب بالدهشة والذهول عندما ترى تحول الآباء من مصدر للحنان والأمان إلى خطر يهدد حياة أبنائهم.
ويرصد التقرير التالي قصص جرائم أبطالها هم الآباء، وما يفعلونه تجاه أسرهم جعلت ممن يقرأون تلك الجرائم حائرين متسائلين عن كيفية حدوث تلك الجرائم، وكيف لأب يقوم بقتل أبنائه؟ وهو ما يجب عليه أطباء علم النفس خلال التقرير.
ملابس العيد تتسبب في مصرع طفلين
تجرد أب من قرية ميت عاصم التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، من مشاعر الإنسانية، وألقى طفليه في مياه النيل، بعد طلب زوجته مبلغا ماليا لشراء ملابس العيد.
تلقى مدير أمن القليوبية إخطارًا بورود بلاغ لمركز بنها من مستشفى بنها الجامعي، يفيد بوصول الطفلة «نور. ح» 5 سنوات، وشقيقها «مازن» عامين، جثتين هامدتين نتيجة غرقهما، وتم ضبط والدهما، وتوصلت التحريات إلى أن والد الضحيتين قام بإلقائهما وإلقاء نفسه في مياه النيل، بعد طلب زوجته مبلغا ماليا لشراء ملابس العيد، إلا أن شباب القرية تمكنوا من إنقاذه ولم يتمكنوا من إنقاذ الطفلين.
يعترف بقتل طفليه ليضمن لهما دخول الجنة
اعترف «محمود. ن» والد الطفلين «ريان ومحمد» بإلقاء طفليه بترعة فارسكور بمحافظة المنصورة، بعدما سلم نفسه لمركز شرطة ميت سلسيل، وأكد أن لديه اعترافا مهما، خاصة أنه ادعى في بداية الواقعة بأكثر من اعتراف أولها أنه على علاقات بتجار آثار، وأنه اتفق مع 2 منهما على توفير قطعة أثرية وحصل منهما على مليون جنيه، ثم نصب عليهما ولم يورد لهما القطعة المتفق عليها، ولم يرد لهما المبلغ المالى، ما تسبب في حدوث خصومة بينه وبينهما، وهدداه على إثرها بالانتقام، واتهمهما بخطف وقتل طفليه.
والثاني، اعترف بوجود خصومة بينه وبين إحدى السيدات، حيث تربطه وبعض أصدقائه بها علاقة غير شرعية، وأنه صورها عارية وهددها بالصور، واتهمها بخطف طفليه وقتلهما، الأمر الذى أثار شكوك ضباط المباحث، وأخيرا اعترف محمود بقتله لطفليه معللا ذلك بأنه يريد التخلص من ضغوط الحياة، وأن يضمن لهما دخول الجنة.
طبيب يقتل زوجته وأولاده
طبيب يقتل زوجته وأولاده
في ليلة رأس السنة أثناء قيام الأسر بتزيين منازلهم للاحتفال مع أطفالهم وذويهم بسنة جديدة ينعم فيها الجميع بالخير.. دخل الدكتور أحمد منزله وقرر قتل زوجته «منى. ف» وأطفاله عبدالله 8 سنوات، وعمر 6 سنوات، وليلى 4 سنوات، وتوجه الأب إلى قسم الشرطة ليحرر بلاغا يفيد بأنه عثر على زوجته وأولاده مذبوحين عقب عودته من العمل.
على الفور انتقل مدير الأمن ومدير المباحث وعدد من ضباط البحث الجنائي، وبمعاينة الشقة لم يتم العثور على أي كسر في أبوابها أو النوافذ التي تطل على الشوارع أو منافذ المناور، وبدأت شكوك الضباط تحوم حول الزوج لكون الشقة ليس بها أي آثار عنف، وبتضييق الخناق حول الزوج، انهار أمام مدير الأمن وضباط المباحث واعترف بجريمته معللا ذلك بوجود خلافات بينه وبين زوجته مما جعله يفقد عقله ويتجرد من إنسانيته ويتخلص من زوجته وأولاده في ليلة رأس السنة.
إدمان المواد المخدرة السبب
يرى مصطفى وجيه، طبيب نفسي، أن أبرز الأسباب والدوافع وراء قتل الأباء لأطفالهم، هو الإدمان للمواد المخدرة التي تسيطر على العقل وتجعلهم فاقدين للوعي والتميز وتساهم بشكل كبير في تنفيذ جرائم لا يقبلها عقل لما لها من قدرة على تغيب الوعي.
ويشير وجيه، إلى أن هناك سبب آخر وهو انتشار المحتوى الثقافي الهابط عن طريق السينما، إذ أصبحت الشريحة الكبيرة المقدمة من تلك الأفلام لا تتضمن محتوى ثقافي جيد يساهم في تهذيب السلوك البشرى للأسر، لكن أغلبها تتخلص في جرائم القتل والسرقة وحرب الشوارع.
وطالب الطبيب النفسي، بضرورة تدخل الجهات المعنية للعمل على تحسين سلوك الأجيال الصاعدة من خلال السينما والعمل على تقديم محتوى راقي يساهم في تطوير وتهذيب أفكارهم.