خوفا من القوميين.. أردوغان: أنا لست تركيا
الجمعة، 18 يناير 2019 11:00 ص
يضطرب رجب إردوغان كلما سئل عن أصله، يراوغ في الإجابة، ويتجاوز السؤال دون إيضاح، فالرئيس الذي لا يكف عن خطابه القومي ليس تركيا، ويحتفظ بالسر خشية غلاة القوميين الموهومين بأكذوبة «تفوق الجنس التركي».
صحيفة «نيوز بومب» اليونانية تطرقت إلى أصل إردوغان، وكشفت جذوره اليونانية، ونشرت الأسبوع الماضي صورة تجمعه مع رئيس الوزراء المقدوني الأسبق غروفسكي ونظيره الألباني إيدي راما في فترة الستينيات.
وفقا للصحيفة، ولد إردوغان في أحد أحياء القسطنطينية الفقيرة، ونشأ في مدينة ريزا المطلة على البحر الأسود، وتقول الرئاسة التركية إنه ولد في 26 فبراير 1954 في إسطنبول، وينحدر من مدينة ريزا، لكن دون الإشارة إلى جذوره.
في احتفال حكومي وسط إسطنبول، تهرب إردوغان من سؤال أحد الحاضرين حول أصوله، وقدم إجابة غير واضحة، استخدم فيها خطابه الديني المعتاد بدلا من الخطاب القومي التركي.
إردوغان قال حينها: «سألت والدي ذات مرة: هل نحن لازيين أم أتراك؟ فأجاب أنه سأل جده السؤال نفسه، فأجابه: نحن مسلمون، وعندما نوضع في القبر سوف تسألنا الملائكة: ما دينك ومن نبيك، ولن تسألنا من أي عرق أنت».
ومضى يقول: «نصحني والدي عن جدي أن أقول: أنا مسلم، الحمد لله»، كاشفا عن عقدته من الاعتراف بأصله اللازي، وهم أحد شعوب القوقاز التي انصهرت مع اليونانيين، خشية انقلاب غلاة القوميين عليه، وهم الموهومون بـ«تفوق جنسهم».
اللاز مجموعة عرقية من شعوب البحر الأسود، ليسوا أتراكا، بل أقرب إلى اليونانيين بحكم الجوار والعادات المشتركة، اعتنقوا المسيحية تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، ثم اعتنقوا الإسلام خلال الحكم العثماني في القرن الـ 16.
في مقابلة مع قناة «إن تي في» يونيو 2011، سئل إردوغان عن أصله، فقال ساخرا: «أنا من أصول رومية يونانية، أعوذ بالله»، فيما أكد باحثون أصوله اليونانية، وأنه ولد في قرية بوتاميا التابعة لمدينة ريزوندا (ريزا حاليا) المطلة على البحر الأسود.
إردوغان زار مدينة ريزا، وقرية آبائه وأجداده بوتاميا، ورقص مع عائلته التي كانت ترتدي أزياء تقليدية، فيما تكشف مصادر تاريخية انتماء جده إلى إحدى الجماعات المتمردة على الغزاة الأتراك، وكان يلقب بـ«فاكيز أوغلو».
تحتفظ سجلات ضرائب أهل الذمة في منطقة البونتوس اليونانية باسم جد إردوغان، لكن العائلة غيرت لقبها في العام 1934 لأن «فاكيز» تعني «المتمرد اليوناني على الغزاة»، وتعد سبة عند الأتراك.