دقت طبول الثأر.. تعرف على 3 جرائم أغرقت الجيزة في الدماء
الأحد، 13 يناير 2019 02:00 م
ففي الوقت الذى تتم فيه العديد من جلسات الصلح برعايا أجهزة الدولة وكبار المشايخ فى محافظات الصعيد، بين العائلات التى توجد بينهم خصومات ثأرية، حتى يكاد الثأر ينتهى فى الصعيد، تشهد مدن ومركز جنوب الجيزة الصف والبدرشين والعياط أحداثا ثأرية مشتعلة من وقت لأخر، ويسقط فيها العديد من الضحايا الأبرياء، ومع سقوط ضحية تتوالى الضحايا فى السقوط من طرفى الخصومة التى لا تنتهى أبدًا وتدور فى حلقة مفرغة لا خروج منها.
فى مركز البدرشين بجنوب الجيزة، لقى بائع بطاطا متجول يدعى "طاهر سمير" ويبلغ من العمر 28 عامًا مصرعه، بعدما أطلق عليه شقيقان النيران، وفرا هاربين، وتبين فيما بعد أن خصومة ثأرية بين عائلة المجنى عليه وعائلة الجناة وراء مقتله.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين ترصدا المجنى عليه وخططا لقتله، أخذاً بثأر أحد أفراد عائلتهما والذى قتل فى خصومة مع عائلة الضحية، وأنهما يوم الواقعة استقلا دراجة بخارية وتوجها صوب المكان الذى يبيع فيه "طاهر" البطاطا على عربة، وأطلقا صوبه النيران من أسلحة نارية، وما أن تأكدا من وفاته حتى فرا هاربين.
قرر عاطل بمركز الصف بجنوب الجيزة قتل شاب من عائلة بينها وبين عائلته خصومة ثأرية، لم يتوان الجانى من التخطيط وتنفيذ جريمته بدم بارد بعدما ترصد للمجنى عليه وأطلق عليها النيران بسلاح نارى وتركه غارقًا فى دمائه وفر هاربًا.
تلقى مركز شرطة الصف بلاغا يفيد مقتل أحد الأشخاص نتيجة إصابته بطلق نارى، وبإجراء التحريات تبين أن عاطل أطلق النار على المجنى عليه بسبب خصومة ثأرية بين عائلتى المجنى عليه والمتهم، وتمكن رجال المباحث من ضبط القاتل، ضبط بحوزته السلاح النارى المستخدم في الجريمة، كما ضبط بمسكن المجنى عليه سلاح نارى وذخيرة، وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
وفى مركز أطفيح جنوب الجيزة، قتل عامل شابًا بسبب خصومة ثأرية، حيث أطلق النيران عليه أثناء مروره فى الطريق فسقط غارقًا فى دمائه، وتبين من خلال التحقيقات، أن خلافات قديمة ترجع لأكثر من عام بين عائلة القاتل وعائلة المجنى عليه، دفعت الأول للتخلص من الأخر بقتله.
الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط المتهم والذى اعترف أمام جهات التحقيق بقتله المجنى عليه بسبب مقتل شقيقه على يد ابن شقيق المجنى عليه منذ عام، حيث قرر الثأر لشقيقه، وانتهز فرصة مرور المجنى عليه بالقرية وارتكب الجريمة.
لقى صاحب محل فى العقد السادس من عمره مصرعه بعدما أطلق عليه عامل النيران بإحدى قرى مركز أطفيح بجنوب الجيزة؛ وذلك بسبب خصومة ثأرية بين عائلتي الجانى والمجنى عليه.
تلقت غرفة النجدة بالجيزة بلاغا يفيد مقتل صاحب محل في العقد السادس من عمره نتيجة إطلاق النار عليه بإحدى قرى أطفيح، وبإجراء التحريات تبين أن عاملا وراء ارتكاب الجريمة، بسبب خصومة ثأرية، وبإعداد كمين للمتهم تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم في الجريمة.
يقول اللواء عبد الحميد زهران الخبير الأمنى، أن قضية الثأر قضية قديمة، حققت الدولة فيها نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية، ولازالت تحتاج المزيد من الجهد من أجل القضاء عليها، ذلك الجهد له عدة محاور ليكون مثمرا، أولها التوعية وثانيها الجلسات الصلح وثالثة القبض الأمنية المحكمة.
وعن التوعية يقول "زهران"، يجب أن يتم تفعيل دور المؤسسات الدينية فى الدولة، وأن تسير حملات توعية للمناطق التى تسجل حالات عديدة من تلك الجرائم، لرفع التوعية لدى الموطنين واثرائهم ثقافيًا لانتشالهم من دائرة الثأر التى تأكل الأخضر واليابس، هذا إلى جانب دور المؤسسات الأعلامية، فى قيادة حملات توعية بمخاطر الثأر وما يتسبب فيها من انهيار أسر وعائلات بأكملها.
ويتابع "زهران" أن جلسات الصلح العرفية التى تقودها قيادات الأمن فى المحافظات وكبار رجال العائلات ذات عائد جيد، فى القضاء على العديد من الخلافات الثأرية المتأصلة والتى استمرت لسنوات طوال بين العائلات، وحصدت أرواح ودماء الأبرياء، وقد سجلت محافظات الصعيد نجاحات كبيرة ووأدت الفتنة بين الشباب الذى يعتبر وقودًا لتلك الخلافات.
ويؤكد "زهران"، أن دور أجهزة الأمن بجانب رعايا جلسات الصلح، يكمن فى أن يكون يدًا قوية فى يد جهات التحقيق، لتنفيذ القانون والقبض على الجناة المتورطين فى قضايا القتل باسم الثأر، لأن ذلك من شأنها أن يبرد نار أسرة الضحية، ويرفع فكرة الأخذ بالثأر من أذهانهم، فضلًا عن التحرك السريع لتأمين القرى التى شهدت وقائع ثأر لمنع تجدد الأشتباكات بين الأهالى.
يقول ممدوح عبد الجواد المحامى والخبير القانونى، إن قضايا الثأر فى الغالب تتكيف كقتل عمد وهى التهمة التى تصل عقوبتها فى الحالات الطبيعية إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، ولكن المحكمة فى معظم القضايا المماثلة تستعمل نص المادة (17) من قانون العقوبات والتى تعطى لها صلاحيات تخفيف العقوبة، فيتم تخفيف العقوبة لتصل لـ15 عامًا.
ويتابع عبد الجواد، أن تخفيف العقوبة فى قضايا الثأر يكون نتيجة لأن المتهمين فى تلك القضايا لا يكونوا من معتادى الإجرام فى الغالب، وغير مبيتى النية للقتل، خاصة وأن ظروف البيئة التى تربوا فيها تدفعهم إلى مثل تلك الجرائم، ومن أجل القضاء على تلك الجرائم لابد من نشر الوعى الثقافى بضرورة تغليب القانون وتسريع العدالة وتحقيق القصاص.
ويختتم "عبد الجواد" حديثه قائلًا:"أن الحل يكمن فى القصاص والعدالة الناجزة التى تعطى الحق للمجنى عليه وتحقن الدماء، قائلًا:"أن بعض القضايا يفلت فيها القاتل من العقاب لخطأ فى الإجراءات أو التحقيقات، وهو ما يزيد الاحتقان ويجعل أسرة الضحية تسعى للثأر بأيديها، فأحساسهم بأنهم مغلوبين على أمرهم، وأن حق ذويهم لم يعد إليهم يدفعهم لارتكاب أى شيئ لحفظ حقهم.