3 مليارات جنيه فاتورة المنشطات الجنسية للمصريين سنويا
الأحد، 13 يناير 2019 09:00 صأحمد سامي
- أطباء: الضعف الجنسى مرض يتم علاجه والأعشاب الطبية ليست الحل للمواجهة
لا يمكن لأحد أن ينسى المشهد الأخير من فيلم «النوم فى العسل»، عندما خرجت طوائف الشعب لكى تصرخ وتقول كلمة واحدة وهى «آه»، فأثناء عرض الفيلم كان المسيطر على المشاهدين وقتها فكرة الكوميديا الجريئة التى تتحدث عن انتشار ظاهرة العجز الجنسى فى ظل الصمت المجتمعى على تلك الظاهرة، لكن قصة هذا الفيلم أصبحت الآن واقعًا حقيقيا بعد أن كشفت الأرقام حجم الأموال التى ينفقها المصريون من أجل إظهار القوة الجنسية، والتى بلغت 3 مليارات جنيه سنويا على حبوب المنشطات الجنسية فقط دون غيرها من منتجات « مزاج الخير».
وكشف التقرير الصادر عن المركز المصرى للحق فى الدواء أن المصريين أنفقوا ما يصل إلى 48 مليار دولار على الأدوية خلال عام واحد فقط، واحتلت أدوية المنشطات الجنسية نسبة مرتفعة فى معدل الشراء عن الأعوام الماضية، حيث ارتفعت بنسبة 27% بالسوق الرسمية.
الصيدلى هانى سامح، قال إن الضعف الجنسى ما هو إلا مرض يصيب الإنسان نتيجة التوتر أو الاصابة بالضغط والسكر وغيرها، ويمكن معالجته بصورة عادية مثل باقى الأمراض لكن الكثير من الرجال يتعاملون مع الموضوع بنوع من الحساسية الزائدة وكأنه طعن فى شرفهم وقوتهم الجنسية، لهذا يلجأون للحلول السريعة من خلال تناول المنشطات الجنسية التى تزيد الأمور تعقيدا.
وأضاف سامح، أن هناك ظاهرة سلبية أصبحت شائعة فى مجتمعنا وهى تلقى الإستشارة من غير الطبيب المختص فى مجاله، حيث يلجأ البعض إلى النصح بتناول الفياجرا على سبيل المثال وهو الأمر الذى قد يتسبب فى مشكلات صحية للمريض، وقد يؤثر على حالته الصحية، خاصة إذا كان مريضا بالضغط العالى والدواء يتعارض مع مرضه، فمن الممكن أن يؤدى ذلك إلى وفاته لأن المنشط الجنسى يعمل على تمدد الأوعية الدموية ولذلك من الشائع الإصابة بالصداع حينما يتم تناوله.
وأوضح سامح أن هناك اعتقادا خاطئا بأن المنتج الخاص بعلاج الضعف الجنسى المستخلص من الأعشاب الطبيعية لا يضر بالصحة لأى شخص، والدليل أن جميع الأدوية العادية تدخل الأعشاب كمكون أصيل فى صناعتها، وإذا تناول على سبيل المثال المريض بالضغط أو الكلى للعرقسوس فسيؤثر ذلك على صحته، مضيفاً « أن الكارثة الأكبر تكمن فى أن الشباب هم الأكثر استهلاكا للمنشّطات الجنسية فى مصر لتحسين علاقتهم الحميمة، على الرغم من أنها أنتجت خصيصاً للمصابين بالضعف الجنسى من الرجال والشيوخ»، وحذّر سامح من أن الإسراف فى استخدامها قد يصيب الشباب بمشاكل على المدى البعيد، تصل إلى العجز الجنسى.
وعن أسباب ارتفاع حالات الإصابة بالضعف الجنسى قال الدكتور أحمد عطية، أستاذ ورئيس قسم طب أمراض الذكورة بـ«طب قصر العيني» الأسبق، أن هناك أسبابا عديدة تسبب ضعف الانتصاب عند الرجال منها مشكلات جسدية أو نفسية، ومن الأسباب الجسدية التى تؤدى إلى حدوث ضعف الانتصاب مرض القلب وانسداد الأوعية الدموية، وارتفاع الكوليسترول فى الدم، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكرى، والسمنة، ومرض الشلل الرعاش، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التى تؤثر على قدرة الرجال، مثل علاجات سرطان البروستاتا أو تضخم البروستاتا، فضلًا عن العمليات الجراحية أو الإصابات التى تؤثر على منطقة الحوض أو الحبل الشوكى.
وأضاف عطية، أن بعض الشباب الذين يحاولون بناء عضلاتهم بطريقة سريعة يتعاطون مكملات غذائية مجهولة المصدر ومنشطات غير مرخصة من وزارة الصحة، والبعض الآخر يلجأ إلى حبوب منع الحمل لأنها تساعد على تكبير العضلات والثدي»، دون أن يعلموا مدى خطورة ذلك على قوتهم الجنسية، مؤكداً أن الحالة النفسية تلعب دورا رئيسيا فى حدوث مشاكل الانتصاب، لأن هناك العديد من المشاعر التى تتداخل مع المشاعر الجنسية، ويمكن أن تؤثر على عملية الانتصاب، وتشمل الاكتئاب والقلق والحالات الذهنية الأخرى مثل الإجهاد وعدم القدرة التواصل مع شريك حياتك.
وأوضح عطية أن التوتر يؤثر على القوة الجنسية لدى الرجال، وبالتالى يكون سببا فى عدم قدرته على الحفاظ على انتصاب عضوه الذكرى خلال العلاقة الحميمية، وهى مشكلة ناتجة عن الشعور بالحرج أو التوتر أو القلق أثناء الشعور بحالة من الإجهاد فى بعض الأوقات، وقد يتسبب ذلك فى مشكلة نفسية تؤدى بالرجل إلى حالة ضعف انتصاب حقيقية.