سبوبة المساجد الكبرى وكلمة السر «متطوع».. ادفع لتحصل على البركة
السبت، 12 يناير 2019 12:00 م
المساجد الكبرى في وزارة الأوقاف، وهي خاصة بـ"آل البيت والتابعين" مثل مسجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة العلوم، وغير ذلك من المساجد الكبرى علي مستوي الجمهورية، والتى يتوافد عليها المريدين من كل حدب وصوب، يتباركون بأولياء الله الصالحين الغريب والقريب، ولكن داخل هذه المساجد تحدث كثير من التجاوزات، أو ما يطلق عليه سبوبة المساجد الكبرى، والتي رصدتها "صوت الأمة" خلال هذا التحقيق.
البداية كانت داخل المقام الزينبي "مسجد السيدة زينب"، حيث تتجلي الروحانيات، حلقات ذكر تملأ المكان بأصوات التسبيح، ومع بداية دخولك إلي المسجد، تجد عامل الأوقاف يقف خلف "الجزامة"، وهو المكان المخصص لوضع أحذية المصلين، وبجواره شخص آخر يطلق عليه لقب متطوع تبدو عليه عدة علامات غريبة، وعندما تسأل عنه يقال إنه "متطوع"، وهنا "مربط الفرس" كما يقولون في الأمثال، فداخل المسجد عدد كبير من الأشخاص تسمى بالمتطوعين حسب ما أكده لنا جمال العطار، أحد زوار مسجد السيدة زينب.
وأوضح "العطار" أن المسجد تسيطر عليه عدد من المتطوعين، ويقومون بالخدمة سواء في وضع الأحذية عند دخول المصلين علي الجزامات أو نظافة المسجد وترتيب الدخول وكله يتم بالحساب.
وأشار إلى أن تأجير الباب الواحد يكون بنحو من 300 إلى 400 جنيه في اليوم، ويتم تقسيمه علي وردتين، كل واحد يستلم وردية ويتم تقسيم الأموال مع عامل الأوقاف الذي يترك الخدمة ويشوف مصالحه سواء داخل المسجد أو خارج.
وأضاف الزائر، أن بعض المتطوعين يقومون أيضا بأخذ بركات من الزائرين، فكل متطوع يصنع لنفسه صندواق ويضعه أمامه، سواء في مدخل المسجد أو داخله، تجولنا داخل المسجد لنجد أن عمال الأوقاف يقومون بوضع الصناديق الصغيرة للتبرعات عند وضع الأحذية، وبعضهم يضع "الطاقية" التي يرتديها، ليأخذ المعلوم من الزائرين.
تحدثنا إلي أحدهم بعد أن أعطيناه المعلوم، فقال إنه متطوع داخل المسجد بدون أجر، وأنه يعطى العاملين بالمسجد نسبة علي هذه الأموال التي يجمعها، وكشف لنا المتطوع عن أن هناك الكثير من رجال الأعمال يأتون إلي زيارة المسجد، وبعضهم يأتى للتبرع، و"احنا بنقوم بالواجب معاهم وبناخذ نسبة"، وقال "إن أحد كتاب المسجد السابقين كان بياخد التبرعات من غير إيصال، وكنا بناخد جزء من التبرع لو إحنا اللي جبنا المتبرع"، وأن بعض المتبرعين يتبرعوا بفرش وسجاد للمسجد أو وسائل إنارة، وغيره، و"ممكن يدونا فلوس وإحنا نشترى ونقدر نعمل السبوبة، لأن المخزن بتاع الست -يقصد مخزن مسجد السيدة زينب- مليان تبرعات، فنجيب ونركب وكأننا اشترينا".
لم تنتهي المشاهد داخل المسجد الزينبي عند ذلك الحد، فبمجرد خروجك من المكان، ستفاجأ ببائعي المصاحف والسبح والبخور والدراويش يتجمعون حولك من كل جانب، ويجب أن تشتري منهم لتحصل علي البركة، أو بمعني آخر حتى لا تصحبك اللعنات، واللكمات من بائعي البركات خارج المسجد.
لم تختلف المشاهد في المسجد الزينبي "السيدة زينب" عنها في ضريح نفيسة العلوم، ذلك المسجد التي يأتي إليه صفوة القوم يتباركون بداخله لما يحتويه هذا المكان من روحانيات عطرة، داخل عند مصلي السيدات الكثير من الباعة الجائلين يفترشون المكان، مصاحف وأحجبة بها أدعية (خدي ورقه عشان تدخلي تدعى عند الست جوه وتنولي اللي في بالك)، ثم بعد ذلك وجدنا زحاما شديدا عند حائط مكتوب عليه "الشيخ حسين"، حيث إنه شيخ يقوم بسحب الجن ويعالج المس، وذلك مقابل 300 جنيه، كما يقوم بعمل رقية شرعية .
أما عندما دخلنا إلي مكان ضريح السيدة نفيسة، حيث يتواجد مجموعة من السيدات يرتدين طرحا خضراء، ورجلا يرتدى جلبابا أبيض، ويقومون جميعا بتوزيع أدعية مقابل أموال، وعندما سألناهم قالوا إنهم متطوعين، وانتهت الرحلة داخل مساجد آل البيت أو مساجد السبوبة الكبرى.