هل الإخوان منهم؟.. وزير خارجية أمريكا يهاجم الإرهاب والإسلام الراديكالي من القاهرة
الجمعة، 11 يناير 2019 07:00 م
أصداء إيجابية لاقاها خطاب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي ألقاه من مقر الجامعة الأمريكية في القاهرة.. رسائل المسؤول الأمريكي كانت واضحة ومحددة، فقد أشارت جميعها إلى ضرورة التصدي للإرهاب ودعم التسامح وسبل التعايش ما يُعد سبيلًا رئيسيًا في مواجهة التطرف.
ولعل السياسات الإيرانية احتلت مساحة كبيرة من حديثه وتصريحاته وضرورة التصدي لها في المنطقة، إلى جانب إشادته بسياسات الإدارة المصرية ونهج الرئيس عبدالفتاح السيسي واصفًا مواقفه بـ«الشجاعة».
وجاء اختيار مقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة لإلقاء كلمته، ليكون رمزًا على الصداقة التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والتقاء الشعبين معًا.
فيما أشاد بما تشهده مصر من أجواء تعكس التسامح والتعايش بين الأديان. وقد زار «بومبيو» أمس الخميس؛ كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة (ميلاد المسيح)، وأيضًا مسجد الفتاح العليم اليوم الجمعة. المسجد والكاتدرائية تم افتتاحهم الأحد الماضي حيث ليلة عيد الميلاد المجيد. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد ببناء هذه الكاتدرائية مشيرًا إلى أنها الأكبرمن نوعها في الشرق الأسط، ومعربًا عن إعجابه بسياسات الرئيس السيسي قائلًا: «الرئيس عبدالفتاح السيسي يقود بلاده نحو مستقبل أكثر شمولًا».
حديث بومبيو وخطواته في مصر يتضح جليًا أنها تأتي متوافقة مع توجهات الرئيس ترامب فبجانب ما سبق ذكره، تحدث وزير الخارجية الأمريكي عن الدور الأمريكي في المنطقة الذي عاد لعهده من حيث التعاون مع الدول العربية في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة التنظيمات والجماعات الإرهابية، ما أدى إلى التحجيم من خبثها، لافتًا إلى نتائج القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي أقيمت في المملكة العربية السعودية في مايو من العام 2017، والتي أكد فيها الرئيس الأمريكي على عمل أمريكا جنبًا إلى جنب مع الدول العربية الحليفة في دحر الإرهاب وتجفيف منابعة.
لعل أيضًا تعبيره بأن «زمن التقاعس الأمريكي انتهى»، وانتقاده لسياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلى جانب ما سبق ذكره يُمثل مؤشرًا هامًا ليس فقط في محاربة داعش وتحجيم سياسات النظام الإيراني ولكن ربما أيضًا في اتجاه اتخاذ آليات جادة تجاه جماعة الإخوان، وضمها ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية. وخاصة أن مثل هذه التصريحات تأتي بعد أسابيع قليلة من كشف موقع «ذي ديلي بيست» عن مشروع قانون بالكونجرس الأمريكي يستهدف الوسائل الإعلامية الأجنبية التي تعمل بداخل الولايات المتحدة الأمريكية وتدور حول تمويلها الشبهات، ومن ضمنها قناة الجزيرة الإنجليزية حيث علاقتها بالنظام القطري ما يجعلها قناة موجهة، وهو ما لا يختلف كثيرًا عن موقع دول الرباعي العربي من قنوات الجزيرة العربية حيث ثبات دعمها للإرهاب والتطرف، ما يُهدد الأمن بالمنطقة.
الجدير بالذكر أن حكومة الرئيس الأمريكي السابق كان لها نهجًا توافق مع النظام الإيراني وجماعة الإخوان، والآن ظهر «بومبيو» من الأراضي المصرية منتقدًا سياسات «أوباما» وإعلانه في خطابه من جامعة القاهرة في عام 2009 أن الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي يحتاجان إلى بداية جديدة»، واصفًا ذلك بـ«الأحكام الخاطئة»، مؤكدًا على أن المعركة مستمرة ضد الإسلام الراديكالي بكل أشكاله، كما دعا الدول المحبة للسلام في الشرق الأوسط بأن تتحمل المسؤولية في مسيرة التصدي للتطرف الإسلامي.
وعلق عدد من الخبراء السياسيين الخليجيين على خطبة وزير الخارجية الأمريكي، عبر حساباتهم الرسمية على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، وقال وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش: «كلمة بومبيو في الجامعة الأمريكية في القاهرة مهمة في دعمها للاستقرار الإقليمي وتشخيصها للأخطار التي تواجه المنطقة، واشنطن عبر وزيرها تؤكد على أهمية تحالفاتها ودعم أصدقائها.. رسائل ضرورية مبينة على دور الدولة الوطنية وسيادتها».
من جانبه قال المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي: «كلمة تاريخية تمثل سياسة واشنطن المستقبلية.. بومبيو يصب جام غضبه على إدارة سئ الصيت أوباما وسياساته العمياء في منطقة الشرق الأوسط».
فيما ذكر المحلل السياسي السعودي والخبير في العلاقات الدولية أن «الخطاب شاملومهم، حدد بومبيو من خلاله سياسة أمريكا الشرق أوسطية والتعاون والتحالف من أجل مواجهة إيران والإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة».
بينما يرى آخرون أن لا نُفرط في التفاؤل بهذا الخطاب، حيث التخبط الذي ينعكس أحيانًا من تصريحات المسؤولين الأمريكيين، وقال الكاتب السعودي، غازي الحارثي: «كل سكان الشرق الأوسط لم يثقوا بخطاب أوباما الشهير في جامعة القاهرة، حتى من هللوا له كان يساورهم بعض الشك في مبدأ الجدية لدى تلك الإدارة.. إدارة ترامب تمر بذات الحالة اليوم مع خطاب بومبيو، حيث تعاني كل إدارات البيت الأبيض المتلاحقة من متلازمة الالتزام بالتعهدات».
كما قال المحلل السياسي السعودي، يحيي التليدي: «يجب أن لا نفرط بالتفاؤل حول ما تضمنه خطاب بومبيو في القاهرة.. ما تجيده أمريكا هو اللعب على كافة الحبال دون إفراد وزنها لأي منها».