تصعيد جديد بين واشنطن وطهران.. إيران تخشى جولات الصقور الأمريكية في الشرق الأوسط
السبت، 12 يناير 2019 12:00 ص
أكد الرئيس الإيرانى حسن روحاني، عزم بلاده إطلاق أقمار صناعية، خلال الأسابيع المقبلة، في تحد واضح للإدارة الأمريكية التى حذرت الأسبوع المنقضي من إطلاق إيران مركبات فضائية وإجراء اختبارات صاروخية، على لسان وزير الخارجية، مايك بومبيو، والذي حذر من المضى قدما فى ثلاث عمليات مزمعة لإطلاق صواريخ إلى الفضاء، قال إنها تنتهك قرار مجلس الأمن، لأنها تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
الرئيس روحانى قال خلال مراسم أقيمت فى طهران لإحياء ذكرى وفاة الرئيس السابق، آیة الله هاشمى رفسنجاني: "نحن فخورون بصواريخنا الدفاعية، وسوف نطلق أقمارًا صناعية فى الأسابيع المقبلة بواسطة صواريخ محلية الصنع".
وتشهد الساحة الإيرانية تصعيدا عسكريا، حيث يروج الإعلام الإيراني لمناورات جوية ضخمة فى محافظة إصفهان، وسط البلاد، تحمل شعار "يا حسين" وتعد المرحلة الأساسية من مناورات الجيش الإيراني، وتجرى بمشاركة طائرات عسكرية أمريكية حصل عليها الجيش الإيرانى منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتشارك فى هذه المناورات جميع قواعد القوات الجوية الإيرانية، ومنها قاعدة مهرآباد فى طهران وقاعدة الشهيد نوجه فى همدان وقاعدة الشهيد دوران فى شيراز بالإضافة إلى قاعدة الشهيد بابائى فى إصفهان. وقال المتحدث باسم المناورات الطيار على رضا إنكيزة: "تشارك فى المناورات تشكيلة كبيرة من الطائرات المقاتلة والقاصفة وطائرات الشحن الثقيلة، وطائرات التزود بالوقود، والاستطلاع والطائرات الاعتراضية، والدوريات الجوية والطائرات المسيرة".
الأمر يزداد تصعيدا، في أقل من أسبوع جاء الإعلان الإيراني الثاني عن اعتقال عسكرى أمريكى سابق، كان يزور صديقته، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، اعتقال الأمريكى مايكل وايت فى مدينة مشهد قبل مدة، مشيرًا إلى أن طهران أطلعت الجانب الأمريكى على الأمر منذ اعتقاله.
وغير معروف مصير الأمريكى حتى الأن، غير أن المراقبين يرون أن طهران تستغل هذه الحالات كأدوات ضغط فى مفاوضات محتملة.
وبالتزامن مع التحدى الإيرانى للعقوبات الأمريكية- على مرحلتين، الأولى: اعتبارا من يوم 7 أغسطس الماضي، والتى كانت معلقة فى السابق نتيجة للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووى الإيرانى بين إيران والسداسية الدولية (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا)، والتى انسحبت منها الولايات المتحدة فى مايو الماضي، والحزمة الثانية من هذه العقوبات بدأت اعتبارا من يوم 5 نوفمبر الماضى، وتشمل قطاع الطاقة بالإضافة إلى عمليات التبادل المتعلقة بالمواد الهيدروكربونية الخام والتى لها علاقة ببنك إيران المركزي- جاب رجال الإدارة الأمريكية الشرق الأوسط، وبخلاف جولة جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى فى إسرائيل وتركيا، حطت طائرة بومبيو فى مصر خلال محطته الثالثة من جولة شرق أوسطية، ومنها أطلق عدة رسائل فى مقدمتها التصدى لسلوك إيران.
وقال فى مؤتمر صحفى جمعه مع الوزير سامح شكرى إن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابى مستمرة، مضيفا أننا نجحنا فى القضاء على 90% من التنظيم الإرهابى فى سوريا، وأن حملات واشنطن ضد إرهاب النظام الإيرانى أيضا مستمرة.
قال بومبيو، في عمان، إن واشنطن تعمل على تكثيف الضغوط الدبلوماسية والتجارية على إيران، وفى العراق حيث تعتبرها طهران حديقتها الخلفية، بدت واشنطن وكأنها تسعى لتضيق الخناق عليها، وجدد خلال لقاءاته التأكيد على "تمسك واشنطن بأن إيران التهديد الأكبر على امن المنطقة".
أما طهران بدت مرتكبة من جولات وزير الخارجية الأمريكي، فبعد ساعات من مغادرة بومبيو العراق، سافر بيجن زنجنه وزير النفط الإيرانى، الخميس، إلى بغداد، وقال إن العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده غير شرعية، وأن طهران لن تمتثل لها، مضيفًا أن بلاده لن تناقش حجم صادراتها من النفط أو وجهتها بينما ترزح تحت نير العقوبات الأمريكية.
التصعيد الدبلوماسي الأخير قد يطيل من أمد الأزمة، في ظل مساعي طهران الاستفزازية لحلفاء واشنطن، بعد أن فرض الاتحاد الأوربي عقوبات على إيرانيين والأمن الداخلي بجهاز الاستخبارات، الأمر الذي ردت عليه طهران بأنها سترد بالمثل، في تصعيد جديد وأوسع للأزمة.