يوسف أيوب يكتب: خطاب بومبيو يعري عار أوباما
الخميس، 10 يناير 2019 07:59 م
«عصر العار الذي فرضته أمريكا على نفسها قد ولى»، تلك كانت الرسالة الأهم التي حاول من خلالها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن يبلغها للمصريين من خلال خطابه الذي ألقاها من داخل الجامعة الأمريكية بالقاهرة احتفالاً بمرور مائة عام على تأسيس الجامعة.
العار الذي كان يقصده «بومبيو»، هو تلك السياسة التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي كانت كل تقديراتها وسياساتها تجاه الشرق الأوسط وتحديداً مصر خاطئة، وهذا لم يكن حديثي ولا حديث أيا من المصريين، بل كان اعترافا من وزير الخارجية الأمريكي الذي وجه اللوم لهذه السياسة بشكل صريح، معتبراً أن إدارة أوباما مسؤولة مسؤولية كاملة عن الكوارث التي حلت بالمنطقة بعد 2011، بدعمها لتيار الإسلام السياسي، الذي أفرز تنظيمات إرهابية، روعت الأمنيين.
«بومبيو» لم يذكر أوباما بالاسم، لكنه أشار إلى خطابه بجامعة القاهرة (2009)، فقد قال نصا: «إن أمريكا صديقكم القديم كانت غائبة بصورة كبيرة في تلك الفترة لأن قادتنا أخطئوا في قراءة تاريخنا، ولحظتكم التاريخية التي صادفت تلك الانتفاضات، وتم التعبير عن سوء الفهم الأساسي في هذه المدينة في العام 2009، وأثر بصورة سلبية على حياة مئات الملايين من شعب مصر وفي جميع أنحاء المنطقة.. تذكروا هنا وفي هذه المدينة بعينها وقف أمريكي آخر ليخاطبكم وقال لكم إن إرهاب الإسلام المتطرف لا ينبع من أيديولوجية، وقال لكم إن أهداف الحادي عشر من سبتمبر دفعت بلاده إلى التخلي عن مثلها العليا ولاسيما في الشرق الأوسط». وقال: «إن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بحاجة إلى بداية جديدة وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة وخيمة»، مضيفاً: «وبسبب إساءة التقدير بأننا قوة تساهم في آفات الشرق الأوسط تخوفنا من تأكيد قوتنا، في حين أن ذلك الوقت شركاءنا كانوا يطالبوننا بذلك، لقد أسأنا التقدير وبصورة فادحة في مدى قوة وشراسة الإسلام المتطرف وهو عبارة عن فرع محرف من الإيمان يسعى إلى قلب جميع أشكال العبادة».
ما قاله «بومبيو» هو أول اعتراف أمريكي رسمي بالأخطاء الكارثية لإدارة أوباما، ومسؤوليتها عن دعم الإسلام المتطرف، والجماعات التي تقف خلفه، وفى القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية، التي دعمتها إدارة أوباما، حتى وصلت إلى الحكم في مصر بعد أحداث 2011، وحاولت مراراً وتكراراً ممارسة الضغوط على المصريين للقبول بهم، لكن كانت إرادة المصريين أقوى من الإرهاب وضغوط أوباما وكل أركان إدارته.
اليوم جاءت إدارة ترامب لتصحح أخطاء الإدارة السابقة، والبداية بالاعتراف بوجود أخطاء، وهو ما قام به «بومبيو» من قلب القاهرة، وفى نفس الوقت الإعلان عن المسارات الصحيحة للسياسة الأمريكية تجاه مصر تحديداً، التي عانت كثيراً من «عار» إدارة أوباما.
نعم ترامب لا يتحمل أخطاء أوباما، لكنه في نفس الوقت مسئول عن تصحيح المسار، وهو ما يقوم به حالياً، وهو ما أكده «بومبيو»، خاصة في تناوله لمسألة مكافحة الإرهاب بقوله أن بلاده لن تتراجع حتى تنتهي الحرب ضد الإرهاب، وأن أمريكا «تدعم بشدة جهود مصر في تدمير (داعش) في سيناء».. هذا هو الفارق بين الإدارتين، الأول دعمت الإرهاب فى صورة جماعة الإخوان، والثانية تكافح معنا الإرهاب في شتى صوره، سواء كانت أخوان أو داعش أو غيرها.
كل الوقائع تؤكد أن إدارة أوباما كانت تعادى الشعب المصري، في حين أن إدارة ترامب تفتح صفحة جديدة مع مصر، وتقدر كل الخطوات التي تقوم بها وكذلك الطرق التي يسلكها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في مكافحة الإرهاب والتطرف، والانطلاق بمصر إلى المستقبل، وهو ما عبر عنه «بومبيو»، بقوله: «أشجع الرئيس السيسي على إطلاق الطاقات الإبداعية لشعب مصر وعدم تقييد الاقتصاد وتشجيع تبادل حرية الأفكار»، ومن قبله الإثناء على جهود الرئيس السيسي في دعم الحريات الدينية التي تقف كمثال لجميع شعوب الشرق الأوسط.