ترامب حسم أمره.. الرئيس الأمريكي ينتصر على الديمقراطيين في معركة الثلاثاء
الخميس، 10 يناير 2019 04:00 ص
شهدت الفترة الماضية، تحركات دؤوبة، من الرموز الشعبوية وأحزاب اليمين المتطرف في العديد من دول العالم، ورغم تراجع وتيرة الصعود خلال العام المنتهى، بما يرجح أن يكون (2019) وما يليه فترة لمواجهات محتدمة بين تلك القوى والأنظمة السياسية القائمة على آمل في انتزاع السلطة التشريعية أو التنفيذية أو كلاهما في العديد من الدول، في ظل مجتمع دولي لا يخلو من الاضطرابات السياسية والأمنية.
ورغم إقرار صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها أن الشعبوية شهدت تراجعا بعد عام صعب خلال (2018)، إلا أنها أكدت أنها بعيدة تماما عن الانتهاء في العالم الغربي، مشيرة إلى أن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبناء جدار حدودي تشير إلى مشكلة يواجهها القادة الشعبويين في العالم الغربي.
وبعد سنوات من الانتكاسات، تحاول الأحزاب والقادة الشعبويين أن يجددوا رصيدهم من خلال إعادة إحياء الشعور بالأزمة التى يزدهرون من خلالها، ولكن كما هو الحال مع مطالبة ترامب بإقامة جدار حدودي، والذي أدى إلى إغلاق حكومي لمدة أسبوعين، فربما يكون هذا دليلا على ضعف الشعبوية أكثر من قوتها.
وهو ما هدد بقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في منصبه، ولكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا يشتهي أحزاب اليمين المتطرف، فقد أكد مارك ثيثن، الكاتب الأمريكى وكاتب خطابات الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش، أن الرئيس دونالد ترامب خرج فائزا من خطاب أمس، الذى وجهه من مكتبه البيضاوى فى البيت الأبيض، للشعب الأمريكى بشأن الجدار الحدودى على الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وأشار ثيثن، فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست، الأربعاء، إلى أن القادة الديمقراطيين وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب نانسى بولسى وزعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر، بدوا خاسرين ليلة أمس. ويقول إن الرئيس ترامب قام بشيئا نادرا ما كان يفعله منذ توليه منصبه، إذ استخدم المنبر الرئاسى التقليدى للوصول إلى ما وراء قاعدة مؤيديه المتشددة من أجل تقديم قضيته إلى الشعب الأمريكى ككل.
ففى حديثه من المكتب البيضاوى لأول مرة خلال فترة رئاسته، أعرب ترامب عن تبنيه تقاليد الولايات المتحدة كأمة من المهاجرين، معلنا أن أمريكا ترحب بفخر بملايين المهاجرين الشرعيين الذين يثرون مجتمعنا ويساهمون فى أمتنا. ثم قدم شرحا مقنعا لماذا يعتقد أن البلاد تواجه ما وصفه أزمة إنسانية - أزمة فى القلب وأزمة روح على طول الحدود الجنوبية.
ترامب أشار إلى التكلفة البشرية للنظام المهلهل للمهاجرين غير الشرعيين أنفسهم، معربا عن التعاطف مع الأطفال الذين يستخدمون كرقيق من قبل الذئاب الوحشية وعصابات لا تعرف الرحمة والنساء اللاتى يتعرضن للاعتداء الجنسى فى رحلة خطيرة عبر المكسيك. لقد شارك قصصا مفجعة للأمريكيين الذين قتلوا على يد الأجانب المجرمين الذين لم يكن لهم الحق فى أن يكونوا هنا- بما فى ذلك ضابط شرطة كاليفورنيا الذى قُتل، وفتاة تبلغ من العمر 16 عاما طعنت بوحشية فى ماريلاند ومقاتلة مخضرمة من القوات الجوية التى تم اغتصابها وضربها حتى الموت.
ويشير الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكى فى خطابه طرح الحل، الذى أوضح أنه تم تطويره من قبل متخصصين فى مجال إنفاذ القانون ووكلاء الحدود، ويشتمل على تخصيص أموال للتكنولوجيا المتطورة والمزيد من وكلاء الحدود والمزيد من قضاة الهجرة والمزيد من مساحة الأسرة والدعم الطبى، بالإضافة إلى 5.7 مليار دولار لبناء «الحاجز المادي».
وفى خطابه أيضا رد ترامب على التهمة العبثية من رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى بأن الجدار «غير أخلاقى»، مشيرا إلى أن الديمقراطيين صوتوا مرارا وتكرارا لصالح إنشاء الحواجز المادية حتى تم انتخابه رئيسا. وتساءل ترامب إذا كان الجدار غير أخلاقى لماذا يبنى السياسيون الأثرياء الجدران والأسوار والبوابات حول منازلهم؟ إنهم لا يبنون الجدران لأنهم يكرهون الناس فى الخارج، ولكن لأنهم يحبون الناس الذين بالداخل.
ويقول ثينين، إن خطاب ترامب كان حقا رئيسيا، فلم يعلن الرئيس من جانب واحد حالة الطوارئ الوطنية، وبدلا من ذلك دعا إلى التوصل إلى حل وسط.
وبينما أصر القادة الديمقراطيون على الحصول على وقت مساو على وسائل الإعلام، فأنهم ظهروا صغار ومتعنتين، يقول الكاتب الأمريكى. ويشير إلى أنه بينما كان ترامب يتحدث بهدوء وعقلانية، اتهمه الديمقراطيون بالنقيض. وفى الوقت الذى قص فيه مأسى إنسانية، اتهموه بالمجادلة بأن النساء والأطفال على الحدود يشكلون تهديدا أمنيا واتهموه بأنه يستخدم المكتب البيضاوى لاصطناع أزمة وإذكاء الخوف وصرف الانتباه عن الاضطرابات فى إداراته.
ويخلص الكاتب بالقول إن بيلوسى وشومر لم يستخدما كلمة واحدة كان الملايين من الأمريكيين يتوقون إلى سماعها وهى «الحل الوسط». لكن ترامب فعل ذلك، لهذا السبب فاز الرئيس مساء الثلاثاء. ناشد شومر وبيلوسى قاعدتهما، فلا حين قدم ترامب نداء فعالا لإقناع كل الأمريكيين.
وبينما ترامب هو صاحب قرار الإغلاق الجزئى للحكومة الذى دخل يومه الـ 18، ولكن إذا استمر الديمقراطيون فى مهاجمته، ولن يقبلوا بأى تنازل، فسرعان ما سيكون لوم الإغلاق عليهم، لأنهم هم الذين رفضوا إنهاءه.