بعد زيارة ترامب لـ«عين الأسد».. لماذا استقبل رئيس البرلمان العراقي وزير الخارجية الأمريكي؟
الأربعاء، 09 يناير 2019 03:00 م
وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم الأربعاء إلى العاصمة العراقية بغداد، وقال مصدر برلماني عراقي في تصريحات خاصة لقناة "السومرية نيوز" العراقية - إن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي استقبل بومبيو لبحث التطورات السياسية والاقتصادية والعلاقات بين البلدين.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا ساندرس قد أعلنت في وقت سابق أن بومبيو سيلتقي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته إلى بغداد
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد توجه فى زيارة إلى العراق استمرت بضع ساعات، للمرة الأولى منذ انتخابه، وأعلن البيت الأبيض أن السبب وراء الزيارة تفقد جنوده، وأعقاب قرار سحب قواته من سوريا.
لكن في بلد كالعراق حيث الانقسامات كبيرة حيال الدور الأمريكي منذ غزو الولايات المتحدة للبلاد في العام 2003، فإن أسئلة كثيرة تدور بشأن الزيارة، أبرزها هو التساؤل حول عدم لقاء رئيس الوزراء؟.
كانت الزيارة مفاجئة إلى حد سريان تكهنات بأن السلطات العراقية لم تكن على علم بالزيارة، خصوصا أن ترامب لم يلتق أيا من الرئاسات الثلاث. وكان هناك استغراب شديد لبيان الحكومة العراقية التي بررت عدم عقد لقاء بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس الأميركي بـ"تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء"، واقتصر الأمر على محادثة هاتفية.
ويقول الخبير في الشأن العراقي الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة فنر حداد لوكالة فرانس برس إن "القصة الأولى التي كان من المفترض نشرها لحفظ ماء وجه الحكومة، هي أن ترامب رفض مقابلة رئيس الوزراء في بغداد مصرا على عقد الاجتماع في قاعدة عين الأسد". وبالفعل، سرت شائعات في وسائل إعلام محلية عراقية مفادها أن ترامب دعا عبد المهدي إلى لقائه في القاعدة العسكرية، وأن الأخير رفض. ويضيف حداد أن "العراقيين كانوا سينظرون إلى ذلك كدليل إضافي على احتقار ترامب للعراق. لكن العذر الثاني (في بيان رئاسة الوزراء) كان أسوأ".
لماذا الآن؟
جاءت زيارة ترامب إلى العراق بعد أيام قليلة من إعلان سحب قواته من سوريا، في قرار أحدث زلزالا في الولايات المتحدة، لا سيما مع استقالة كل من وزير الدفاع جيمس ماتيس والموفد الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة الجهاديين بريت ماكغورك المعارضين لقرار الانسحاب من سوريا. وبالتالي، وبمعزل عن أن "الزيارة كانت موجهة إلى جمهور ترامب داخل الولايات المتحدة، فإنها ستطمئن أولئك الذين يخشون أن تكون السياسة الأميركية في العراق مماثلة لتلك التي في سوريا"، بحسب حداد.
وبالفعل، فقد وقف ترامب أمام جنوده في قاعدة عين الأسد، وأكد أنه لا ينوي "إطلاقا" سحب القوات الأميركية من العراق، بل يرى "على العكس" إمكانية لاستخدام هذا البلد "قاعدة في حال اضطررنا للتدخل في سوريا". لكنه في الوقت نفسه، أوضح أن الولايات المتحدة "لا تستطيع أن تبقى شرطي العالم"، وهو تصريح يتماشى أيضا مع إعلانه سحب نصف الجنود الـ14 ألفا المنتشرين في أفغانستان لمحاربة حركة طالبان.