«صرصور الحرم» فتح الملف.. كيف تصد الحكومة المصرية الجراد الصحراوي المهدد للزراعات؟

الأربعاء، 09 يناير 2019 12:00 م
«صرصور الحرم» فتح الملف.. كيف تصد الحكومة المصرية الجراد الصحراوي المهدد للزراعات؟
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

 

أثار الحديث عن هجوم أسراب من الصراصير والجراد على الحرم المكي، فى المملكة العربية السعودية، ردود أفعال مختلفة لدى الرأي العام المصري والعربي، في تناول هذه الهجمات والأسراب ووصفها وأسبابها، وهو ما يدفعنا إلى الحديث عن الجراد وأوقات ظهوره في مصر والدول العربية، وأثره على الزراعات والنباتات وكيفية مقاومته، بعيداً عن التهويل أوالتهوين، من خلال تعريفه علمياً وتقارير المنظمات المعنية بالزراعة عن رصده مصرياً وعربياً وأفريقياً.

 

3483166-961060017
أسراب الجراد


تاريخ وحكايات الجراد فى مصر

تعرضت مصر في السنوات الماضية، لعدد من الهجمات من قبل أسراب الجراد، وكانت البداية عام 1954، نتيجة هجوم أعداد كبيرة جدا من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية، وخلفت وراءها خسائر كبيرة جداً في المساحات الزراعية المضارة، وقد كان ذلك جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955، حيث تم تسجيل ظهور 50 سربا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة، وتكرر الأمر فى عام 1968 وتعرضت مصر لهجوم من أسراب الجراد القادم من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ولكنها في هذه المرة لم تخلف الكثير من الخسائر، لأنها كانت قاصرة على المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد، كما هاجمت مصر فى عام 1988 ،ما يقرب من 68 سربا من الجراد الصحراوي بعد عبوره للمحيط الأطلنطي والوصول إلى مصر عن طريق منطقة الكاريبى، ولكن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن أى خسائر لعدم تجاوزه المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية،وفى عام 2005 شهدت مصر أشد هجوما من قبل الجراد الأحمر، وغزو ما يقرب من 150 سربا من أسراب الجراد القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان،وفى عامي 2007 و2011 عاودت أسراب الجراد هجومها على مصر قادمة من شبه الجزيرة العربية،ولكن نجحت الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة فى مقاومتها والقضاء عليها دون أن تخلف أية أضرار،وكان آخر الهجمات فى عام 2013، حيث شن الجراد الأحمر هجوما قادما من الحدود الجنوبية للبلاد،ووصل إلى عدد كبير من المحافظات المصرية،مثل البحرالأحمر ومدن الغردقة ورأس غارب وحلايب وشلاتين وشرم الشيخ بجنوب سيناء،وفى هذه المرة ترك وراءه خسائر تقدر بالملايين من الجنيهات وأثر على السياحة وقتها.

 

280px-Copulating_desert_locust_pair
الجراد الأصفر


محطات رصد الجراد فى مصر

فى 11 نوفمبر عام 2017، أعلن الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، أن الوزارة استعدت لمكافحة الجراد من خلال محطاتها فى جنوب البلاد، والبالغ عددها 54 محطة على مستوى الجمهورية بينما كانت الوزارة على لسان متحدثها الرسمى قد قالت إن عدد المحطات حوالى 400 محطة،وأكد البنا حينها أن موسم الجراد يبدأ من منتصف نوفمبر وحتى نهاية إبريل من كل عام، وقال الدكتور صفوت الحداد نائب وزير الزراعة لشئون الخدمات الزراعية والمتابعة السابق،إنه تم افتتاح محطة رئيسية جديدة لمواجهة الجراد بمنطقة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر، وأشار وقتها إلى افتتاح محطة الجراد فى أبو رماد بعد إعادة تطويرها لتكون محطة رئيسية أيضا،وبذلك يرتفع عدد المحطات الرئيسية لمكافحة الجراد إلى 14 محطة بمحافظة البحر الأحمر فقط.

 

download (7)
جرادة صفراء


الخسائر الاقتصادية للجراد

وعن الخسائر الاقتصادية لهجمات أسراب الجراد، أكد  محمد عبد النبي دسوقي، رئيس قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى في تصريحات له، أن حجم المخاطر والخسائر التى من الممكن أن تتعرض لها مصر،حال تعرضها لهجوم جديد من الجراد، فسوف تقضي على الأخضر واليابس، وتخلف وراءها خسائر تقدر بالمليارات الجنيهات، وتابع دسوقي حديثه وحدد أبرز ملامح الخطة التي تقوم عليها موازنة الوزارة للعام المالي الجديد 2018-2019، وقال إنها تتلخص فى جهود مكافحة انتشار الأمراض الحيوانية والنباتية من جهة، وحماية المحاصيل والثروات الزراعية من الأخطار الموسمية من جهة أخرى، وأضاف دسوقى  خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن هناك مجموعة من المخاطر التي تتطلب مكافحتها كالجراد، والذي لا يستغرق يومين للهجوم على المحاصيل الزراعية، وهذا الهجوم سيفقد الزراعة حوالى 20 مليار جنيه، ويتسبب في تقليل الناتج المحلي الزراعي حوالى 10% مرة واحدة، وتابع «عبد النبي» أن مواجهة أسراب الجراد على الأطراف المترامية لحدود البلاد، يتطلب خطة وإنفاقا ضخما لحماية المحاصيل، ووقف تقدم الأسراب ومنعها من الدخول مبكراً، وأن ذلك يأتي كجزء من خطة حكومية للنهوض بأحوال الزراعة في البلاد،وهذه الخطة تتكون من 6 محاور عمل، وبها الكثير من التوجهات الاقتصادية الاستثمارية، التي تؤدى إلى تعظيم الإمكانات الزراعية للبلاد، وترتفع بمقدار الاستفادة منها.

 

locuste_905723170
سرب من الجراد


الجراد يلتهم المحاصيل

ويمثل الجراد خطورة على المحاصيل والمزروعات، لأنه يتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، عن طريق كسر الأشجار نظرا لثقلها عندما تستقر بأعداد كبيرة على الشجرة، وتتناول الجرادة الواحدة من الغذاء ما يعادل وزنها أو يزيد من المزروعات في اليوم الواحد،ويسير الجراد في أسراب كبيرة تصل أعدادها إلى أكثر من مائتي مليون جرادة، وتلتهم الجرادات في الكيلو متر الواحد من السرب حوالى 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم الواحد، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة عام،وتأكل الجرادة الواحدة من 1,5 - 3 جرامات، ويحتوي الكيلو متر المربع على 50 مليون جرادة على الأقل.

image1170x530cropped
هجوم أسراب الجراد


مكافحة الجراد الأحمر

من ناحيته، أكد الدكتور محمد عبادي الخبير الزراعي لـ«صوت الأمة»، أن الجراد الصحراوي الذى يظهر فى مصر من عامٍ لآخر ومن فترة زمنية لأخرى، يختلف عن الصرصور الليلى الذي ظهر فى الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية، حيث يتميز الجراد الصحراوي بكبر الحجم واللون الأحمر والبنّي ،وفى الغالب يأتى إلى مصر من جنوب القارة الأفريقية وأحياناً يأتى إلينا من شبه الجزيرة العربية،ويلتهم كميات كبيرة من النباتات والحاصلات الزراعية،عندما تهجم أسرابه على زراعات الدول،ولذلك تستعد مصر لهجماته باستمرار ،ولدينا الخبرة فى مقاومته بالمبيدات قبل أن ينتشر ويؤدى إلى الأخطار والإضرار بالزراعات.

الدكتور محمد عبادى خبير الزراعة
الدكتور محمد عبادى خبير الزراعة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق